الرئيسية | أقلام حرة | اقتراع رابع شتنبر:المواطن البسيط والمتوسط لم يعد يقبل في بلاده بذخا فاحشا وفقرا مدقعا

اقتراع رابع شتنبر:المواطن البسيط والمتوسط لم يعد يقبل في بلاده بذخا فاحشا وفقرا مدقعا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
اقتراع رابع شتنبر:المواطن البسيط والمتوسط  لم يعد يقبل في بلاده بذخا فاحشا وفقرا مدقعا
 

 

 

سئل الفيلسوف الساخر جورج برنارد شو يوما عن سبب عدم تناسق لحيته على وجهه بشكل متناسب ، فأجاب: لحيتي كأزمة الثروة في العالم ، كثرة في الثروة وسوء في التوزيع

فهل نحن نخطو بالفعل بخطى واعدة مع قدوم منتخبين جدد في هذه الانتخابات الجماعية والجهوية (4 شتنبر2015) في بناء مغرب الجهوية الحديثة وترسيخ مفهوم التضامن بين الجهات وتوزيع الثروة الوطنية وتثبيت ركائز الرأسمال غير المادي بشكل متكافئ وعادل أم أن دوام الحال ليس من المحال؟

إذ أن الباطرونا المتحكمة اليوم في الاقتصاد الوطني لا توزع الثروة - فيما يبدو - بمنطق ديمقراطي، ولا يعني هذا توزيع الثروة بتوزيع رأس المال، ولكن بتوزيع الاستثمارات بشكل يضمن استفادة كافة جهات المملكة منها بدل جهة أو جهتين

ففي العالمين العربي والإسلامي، اختارت دول وأنظمة ، سياسة شبع "كلبك يتبعك"، ونجحت إلى حد كبير في ضمان الأمن والاستقرار بالبلاد رغم ضآلة مناخ الحريات الفردية والجماعية بها ، واختارت بلدان أخرى سياسة "الكلب النصف شبعان" ، ونجحت إلى حد ما في إطلاق الحريات الفردية والجماعية وفي التداول على الحكم بشكل ديمقراطي ، لكنها لم تضمن لمعظم الشعب العيش الكريم، بينما فضلت أنظمة ثالثة سياسة جوع "كلبك يتبعك"، فلم تنجح هذه السياسة إلا في كتم الأنفاس ودق أوتاد النظام بعمق في عروق الشعب ، منها ما تآكل مع مرور الزمن ، ومنها ما زال صامدا في وجه كل

تغيير

المواطن المتوسط والبسيط اليوم -وهوالمشكل في معظمه للأغلبية الصامتة والقوة الناخبة - ينتظرغدا أفضل مما هو عليه اليوم : حياة كريمة وفرص شغل أكبر متكافئة في التوزيع بين الجهات حسب المؤهل والأقدمية والأسبقية والجنس والعمر، وليس وفق المحسوبية والزبونية والارتشاء، وضرائب أقل، وقدرة شرائية كافية للعيش الكريم، ومناخ واسع في الحق

والحرية المسؤولة والمساواة بين كافة المواطنين

المواطن البسيط والمتوسط الدخل يريد سياسة صحية تراعي مستواه المعيشي وتعليما بأقل التكاليف خاصة من راهنوا على تدريس أبنائهم في القطاع الخاص رغم ضعف قدرتهم المادية في ربح هذا الرهان، ويريد تخفيضات أوإعفاءات ضريبية فيما أنهك كاهله منذ سنين مضت ، ويريد إسكانا مناسبا بأقل الأضراروالتكاليف ، ويريد أن ينال حظه من السفر داخل وطنه والترفيه على أبنائه بشروط تراعي كينونته وكرامته وحقه في خيرات بلاده العميمة من ثروة فوسفاطية ومعدنية وغابوية وفلاحية وبحرية وسمك أبيض وخضروفواكه وحوامض ولحوم بيضاء وحمراء ومواد القفة اليومية  

ويريد تعويضات عائلية في مستوى طموحاته وتقاعدا مريحا يعينه على نوائب الزمن لمن اشتغل في القطاعات العمومية وشبه العمومية أوالخاصة ، ولا يريد أن يكون كبش فداء يضحى بقسط من رزقه وجزء من عمره من أجل سد ثقب أزمة مالية قد تكون من باب التهويل أومن باب افتعال حدث كبير لحاجة في نفس المدبر أو حقيقة مرة لن تهضم للرافضين للمشروع مهما كان ثمن التضحية الموعودة

وإذا رضي المواطن البسيط والمتوسط أن يكون جوكيرا في فوز البعض دون البعض بأكثر الأصوات والمقاعد ، فلن يرضى بأن يمس في كل يوم وليلة في جزء من قوته اليومي وقوت أبنائه كلما ارتفعت الأسعاروتجمد الراتب أو الأجرة وتراجعت مداخيل المقاولة الصغرى والمتوسطة أمام جشع كبراء المضاربين ومنتهزي فرص الربح السريع والمضمون وأصحاب الأسهم في الشركات الحرة الكبرى وباطرونات العقاروالخدمات والعديد من موفري وسائل العلاج والصحة والدواء ومنتجي وموزعي الكتب المدرسية

المواطن البسيط واالمتوسط لا يريد زيادة فوق ما زيد قبلئذ في وسائل النقل الحضري والنقل بين المدن ، وفي المحروقات وربما قد يرفع الدعم عن غاز البوطان ولا يقبل الزيادة في الدقيق والسكروالشاي والزيت وفي كل الحاجيات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها ، وإذا تمت الزيادة في شيء منها ، فمنطق سوق المعيشة يدفع إلى الزيادة في الأجوروالتعويضات العائلية والتخفيض من الضريبة حتى لا تتضرر القدرة الشرائية لهذه الفئة وهي الممثلة للسواد الأعظم في هذه الأمة

ومن الحكمة أن نخاطب من لا يريد خيرا لهذا الشعب الكريم من سماسرة ومضاربين ومتلاعبين بعقول الناس ومستفيدين  من أشكال الريع الاقتصادي : قمّة الصبر أن نسكت وفي قلوبنا جروح تتكلم، وقمّة القوة أن نبتسم وفي عيوننا بحر من الدموع ، ولن يستطيع أحد ركوب ظهورنا الا إذا انحنينا له  .

مجموع المشاهدات: 2372 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة