الرئيسية | أقلام حرة | عن اي تعليم يتحدثون؟

عن اي تعليم يتحدثون؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عن اي تعليم يتحدثون؟
 

 

امريكا امة محسودة ، ليست كذلك لكونها تملك اكبر جيش عسكري في العالم بل لأننا نملك اقوى برنامج تعليمي نفخر فيه بأساتذتنا وطلابنا " من جملة ما قال الرئيس الامريكي في ذكرى تأسيس قوات المارينز فلم يترك الفرصة تمر دون العرفان للأستاذ الذي يعد بحق سبب رفعة الولايات المتحدة .

محليا وزير التربية الوطنية لا يفوت فرصة كذلك لذكر نساء ورجال التعليم لكن ليس للذوذ عنهم والعرفان لجهودهم في انتشال منظومة متهالكة من الأكدار ولكن ليلصق بهم التهم تلو التهم فيصيرهم مع غيره من رويبضات هذا الزمان الذين اصبحوا ينظرون بغير علم او برهان يحرمون ويحللون في غياب تام لأبسط اليات البحث والتحقق .

ان اي رقي مبتغى لايرتكز الى احقاق الحق والاعتراف بما لذى المعلم من اهمية في بناء الاوطان واعطاء العبارة ما تستحق من الادوات والاجراءات والتدابير المقنعة التي تمسح عمليا الصور السلبية التي يرسمها الجاهلون المتعامهون عن التعليم واهله .  

لاشك ان اختلالات المنظومة مركبة وحلولها تنبني على حوار رصين حقيقي و شفاف يبرز كل الخبايا المستورة قسرا منذ زمن فبغير وضوح تام لايمكن ارساء الارضية الصلبة اللازبة لبناء  شديد الاركان ف"البدايات الناجحة تقود الى النهايات الناجحة "  .

وحثى لانوسم بمتصيدي الظواهر والكلمات ،المهووسين بالتفشيل وسود النظارات والهاربين ساعة السؤال عن الحلول والمقترحات نقول ان السر يكمن بادئ البدء بالاعتراف بالوضعية الكارثية التي اعترف بها رأس الوزارة الوصية نفسه في اكثر من لقاء بكلمات محتشمة لاتعطي المعضلة حقها ولا تنبني على دراسات تحليلية للراهن تنظر الى المستقبل في سباق محموم للهروب من المشاكل بحلول ترقيعية سرعان ما تتسبب فى تفاقم الاوضاع وتذكي مشاكل متناسلة اكبر . ان الحديث عن الاكتظاظ الان كلام مردود تقنيا  ومرجعيا فمن الناحية التنظيمية لاشك ان المغرب يتحرك في اطار مخططات مضبوطة تدرس الخرائط والمتطلبات وتستشرف المشاكل والوضعيات الصعبة قبل الاعتيادية لعشرات السنين .

ومن الجهة التقنية التدبيرية فالكل يعرف بأقسام و مصالح ومديرية للتخطيط تعتمد على احصائيات حقيقية مادية تعقب عمليات مسك دورية لتدبير السنة الدراسية ومنها الدخول المدرسي اي ان الوزارة ليس من حقها ابدا ان تتفاجأ للعدد الهائل لتلاميذ هذه السنة الذين لا نعلم من اين اتوا مما تسبب وعلى غير عادة في الاكتظاظ _ 70 تلميذ_

الاكتظاظ ليس مشكلا بل نتيجة لمشاكل عدة على رأسها النقص الحاد في الاطر  بسبب ضعف التوظيف ونهج سياسة تعميم التمدرسالتي بلغت حسب مؤشر التعميم الى 97 بالمائة في بحث عن تضخيم الارقام الكمية بعيدا عن كل ما هو كيف او جودة في حين تشير احصاءات البنك الدولي التي ترتب المغرب في المرتبة ما قبل الاخيرة عربيا وعلى النقيض الى أن49 في المائة منالشباب المغربي لم يلتحقوا بالمدارسمما يفرض التساؤل من جديد عن أي تعميم في ضل انقطاع اكثر من 400 الف تلميذ ؟ واي تعليم يرتجى امام معدل 34 بالمائة فقط من التلاميذ يصلون الى مرحلة التعليم الثانوي حسب منظمة ليونسكوبعيدا عما نرى من مصادرة الجامعات للحق في التعلم في واضحة النهار؟ دون الحديث عن نسبة المقروئية داخل المجتمع المتدنية مقارنة مع النسبة الجيدة في معدل الرسوب  10.7 بالمدرسة الابتدائية التي جعلت المغرب في مقدمة الدول العربية   .

كيف السبيل الى تعليم  جيد لا يتوق الى شهادة الغير بقدر حرصه على ارجاع الثقة بين المدرسة والمجتمع ؟ كيف نجعل من المدرسة ورشا مجتمعيا يتغذى على سواعد البلاد متسلحا بمعاني الوطنية ؟ 

المدرسة بيئة : ان الوضع العام الذي الت اليه كثير من المباني على صعيد الوطن ليضع الكل محط تساؤل فمن غير المعقول ان يتحد الخاص والعام ضد الوحدات المدرسية فالمدرسة موروث شعبي جدير بالاهتمام وحمايته مهمة مجتمع وليس الدرك الملكي او الاستاذ والتحسيس بضرورة الحفاض على مرافق الدولة اصبح واجبا ملحا امام تنامي الاعتداءات بالعبث والحرق والنهب للمدارس مما يفاقم الازمة خاصة ولسان الحال يقول باستحالة تعويض أي ضياع للتجهيزات المدرسية ،اما المدرسة فهي مدعوة الى تيسير السبل من اجل الحفاظ على ممتلكاتها من التدمير عبر تحسيس التلاميذ بهذه المسؤولية الى جانب التسريع بإصلاح المتهالك قبل ان تطاله يد الزمان بفناء المدرسة او مخزن المتلاشيات .اما بيت القصيد فهو تعميم ظروف التحصيل ودمقرطتها على المستوى المطلوب من العدل فلا يعقل ان نتحدث عن المناصفة في التعلم وتشجيع تعلم الفتاة و97 بالمائة من المدارس القروية لايوجد بها مرحاض اعزكم الله.

المدرسة وسط : تبدو روابط المدرسة بسيطة لكنها على مستو متقدم من التعقيد فهي شبكة على مراتب افقية وعمودية وصلاحها لا يمكن بحال ان يستغني عن صلاح علاقاتها فبدون الاباء مثلا لن تقوم لها قائمة لذا وجب  التذكير بالنقط التالية 

 _ تفعيل المجالس الصورية التي تزخر بها المؤسسة بدون جدوى

_ تحديد الحقوق والواجبات لكل متدخل بشكل يقرن الاجر بالعمل ويحد من التجاوزات المقترفة صباح مساء بفضاءات المؤسسة

_توفير الحاجيات بالشكل المطلوب لتسهيل عمل أطر المؤسسة

_توسيع صلاحيات الاستاذ خاصة بلورة البرامج الدراسية وتوزيع الزمن المدرسي بعيدا عن الدراسات الوهمية البعيدة عن الواقع من حولنا .

_ مساعدة الاسر المعوزة في اطار الدعم الاجتماعي المعمول به عالميا على شكل مساعدات مالية يستفيد منها الولي كل شهر تخص ملبس ومشرب التلميذ في القرى النائية اما تعميم الاستفادة من الكتب المدرسية من اجل ترسيخ مفاهيم الديمقراطية فهذا لايعني العدالة الاجتماعية لتلاميذ بدون نعال او كسوة ،ولعل الحاجة الملحة الى عودة المطعم المدرسي بالمعنى القديم خير مثال للعدالة فالتلميذ القروي في الغالب يحتاج الحليب والثمر لأنه يقدم بدون فطور اما "بيمو" فلكم ان تسالوا طبيب التغذية عن اضرار النشويات على البطن الفارغة.

_ايقاف كل اشكال التمييز بين الاساتذة بتسميات مختلفة "مساعد مدير"، "مساعد مفتش"..... وتقريب الفوارق المادية ربطها بمهام جديدة فمن غير المعقول ان يوحد بين استاذين نفس العمل الانتاجي ثم يصل اجر احدهما الى ضعف اجر الاخر وانشاء تحفيزات مادية ومعنوية للبحوتالتربوية كما انه يمكن اعتماد سحب السلم 11 من الموظفين الذين ترقوا بغير الاقدميةوالذين لايقدمون بحثا سنويا تجديديا .

_الرفع من جودة التأطير التربوي عبر اجندة محددة بالتواريخ والحصص للقاءات التكوينية توحد مهام التفتيش التربوي ازاء اطر التدريس وتوحد اليات العمل بدل العشوائية والارتجال من اجل ضمان مواكبة مستمرة للمستجدات التربوية عالميا وقطريا، وتكوين فرق بحث على صعيد المقاطعة والنيابة والوزارة . 

 _القطع مع الادارة التلفونية وخلق منصب نائب مدير متفرغ بالمؤسسات التي يفوق عدد تلامذتها مستوى معين وتمتيع المدراء بما يستحقون من الكرامة والاحترام باعتماد الية لنقل وتنقيل كل ما يخص المؤسسات التعليمية بدل اقحام المدراء في سلاسل لا تنتهي للتوصل او ايصال كل ما يخص المؤسسة منها واليها .

_اخضاع مالية المؤسسات التعليمية لمختلف الاسلاك الى مقتصدين مختصين يديرون مالية المؤسسة بناء على استراتيجية واضحة تضعها المصالح الاقليمية تراعي خصوصية كل مؤسسة حسب مقترحات المقتصدين المحليين ،

_ اخراج جمعية اباء وامهات التلاميذ من وصاية المدراء وتشجيع المبادرات والانفتاح الفعلي على المحيط.

_ الحد من التدخل المباشر للداخلية في يومي المؤسسات التعليمية وخلق خلية للتنسيق بالنيابات تتولى مهمة الربط و التنسيق بين المدراء والسلطة في الاتجاهين .

المدرسة حياة : تعد المدرسة مصنعا مهما للبنات المجتمع فما اعوج من انتاجها لاشك قائد الى حياة غير قويمة تنعكس بالسلب على الفرد والمجتمع لهذا ما انفكت الدول و الجماعات تعير زائدا من الاهتمام بقطاع التربية والتكوين جعلته من اولى الاولويات لتعيد تشكيل حياتها بما يضمن لها نصيبا من التقدم في سباق الامم.

 

لا يمكن الحديث عن حياة بلا دفئ ولا عن دفئ بلا ضوء ولا عن ضوء بلا مصدر ولا عن مصدر بلا تفاعل ودفء المدرسة منبثق من درجة تفاعل مكوناتها فحرارة التعاون وحب العمل المنوط بكل جهة مثمر لامحال في ارساء تعلم جيد ينهل من وسط حيوي سليم داخل بيئة رصينة وايقاعات التعلم لايضبطها الا حسن القيادة بالاستفادة من كل ما ذكرناه سالفا وفق خطة موزونة وفردية تراعي فوارق كل جماعة ، ولنتصور اننا انجزنا كل ما ذكرناه ونحن الان في الوصلة الاخيرة قاعات مجهزة بكل ضروري وتضم 20 تلميذا داخل مؤسسة تحظى بالاحترام والتبجيل من كل الطبقات وبقي الاستاذ بعيدا كل هذا فحتما سنجد انفسنا امام منشط فاشل لم يستوعب متطلبات المرحلة ولم يطور نفسه ليحترق كما اعتاد من اجل الاخرين ففشل المحرك في انتاج الحرارة المطلوبة ليتبين اذ ذاك الا حركة ولا سكون بالمؤسسة التعليمية بعيدا عن عصب حياتها وهو المعلم (كل مدرس مربي).

 
مجموع المشاهدات: 1432 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (3 تعليق)

1 | استاذ
مقارنة بسيطة
لماذا لم يقارن المقال ما يتقاضاه كل المحسوبين على التربية والتعليم لتبدو حقيقة التعويضات الخيالية التي ياخذها اغلب المسؤولين بدء بالمديرين وانتاء بالوزير نفسه مرورا بالمفتشين ورأ ساء الاقسام والمصالح انها الحقيقة المرة التي جعلت الاستاذ هو الاكثر عملا والاقل اجرا
مقبول مرفوض
0
2015/10/04 - 07:49
2 |
حلم الإصلاح
لكأننا نحلم بالمدرسة الجديدة في مخيلة من يخططون ويخرجون مخططات الإصلاح المتتالية. ثم ما نلبث أن نستيقظ في الواقع لنسلك نفس الطريق ونمر بنفس المنظر ونرى نفس الوجوه ونسمع نفس الكلام حتى ولو تغيرت نبراته واستبدلت الكلمات مكانها من الخطابات والشعارات المغرية. ليث حلمنا صار حقيقة، أو لم نستيقظ يوما ولازمنا حلمنا دوما عوض واقعنا الذي لا يقنعنا ولا يرقى يوما مرقى الحلم.
مقبول مرفوض
0
2015/10/04 - 08:43
3 | غريب وطن
لا محل للخطأ
النظام التعليمي المعمول به في المغرب موروث عن النظام الفرنسي الذي يكرس فشل الفرد ويحط من مقدرته في التفوق والارتقاء في حياته من خلال التمييز وتكريس الفوارق بين المتعلمين منذ نشأتهم وذلك باعتبار مفهوم الخطأ في التعلم شيء لا محل له في التعليم والتعلم. لقد شكل هذا المفهوم عقدة نفسية طالت كل الأجيال السابقة وستطال اللاحقين ممن هم ضحايا هذا النظام في الوقت الذي تطبل فيه الوزارة بالمخططات والاستراتيجيات بمناهج وبرامج جديدة لا تنفع ولا تسمن من رغبة التعلم شيء مع عقليات تطبعت الصواب حتى ولو بالغش والاختلال.
مقبول مرفوض
0
2015/10/06 - 01:15
المجموع: 3 | عرض: 1 - 3

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة