"لا سياسة بدون أخلاق"

السلام على الأحبة الكرام،

فبعد المسلسل الانتخابي الذي بدأ منذ سنة بالإعداد القانوني والإداري، ثم انتخابات 04 شتنبر فانتخابات 2 أكتوبر...يمكن القول أن الإدارة /الحكومة نجحتا في مُهمتهما الأساسية وهي الإعداد والإشراف على الانتخابات بطريقة مقبولة جدا من حيث الشفافية والحياد والموضوعية...لقد قطع المغرب والحمد لله مع العهد القديم المرتبط بتدبير الانتخابات ...رغم أن هناك نفوسا مريضة لا زالت تحن إلى هذا العهد...ولو أن مقاطعين للانتخابات لم تعد عندهم الحجة في هذا المجال...لكن ...لكن ...

إذا كانت الإدارة /الحكومة نجحتا بنقطة مشرفة في هذا الامتحان ...ماذا عن الشق الثاني في المعادلة : الإنسان؟ المنتخب؟ الناخب؟؟؟

فبعد إعلان لجنة تتبع الانتخابات أنه بلغ إلى علمها أن هناك اشتباه ارتكاب بعض المنتخبين لمجلس المستشارين لجرائم انتخابية تتعلق باستعمال المال لاستمالة الناخبين...نجد أنفسنا أمام تأكيد أمر يعرفه الخاص والعام منذ سنوات ...وهذه هي الآفة التي يجب أن يحاربها الجميع...

الناخب مسؤول عنها لأنه هو من يُصَوِّتُ على مستشارين : جزء منهم يبيع ذِمته، وجزء آخر يشتري الذمم.

الحزب مسؤول عنها لأنه من يُرَشِّحُ هؤلاء الباعة...الذين لا يجوز في حقهم كلمة مستشارين؟ إذا كان القضاء سيقرر في حق هؤلاء "الباعة" المتهمين باستعمال المال...فلا شك أنه لن تصله كامل الملفات ...التي يتفاوض أصحابها عموما في الخفاء...

هناك ضرورة لإيجاد نصوص قانونية صارمة بهذا الصدد...تعاقِب المنتخَبين الضالعين في هذه المفاسد...وتُعاقب الأحزاب التي ترشحهم ...

لكن الحل الأسلم يبقى بيد المواطن ...النَّاخب  حسن الإختيار وعدم التصويت أصلا على مثل هؤلاء "الباعة"...الذين إن اشتروا الأصوات بثمن ...سيعملون بدون أدنى شك على استرجاع أموالهم وأكثر...على حساب المصلحة العامة...على حساب الوطن...

وتحية للصامدين من الناخبين /المواطنين الذين يحسنون الإختيار؛

وتحية للوطن الذي استطاع أن ينجح في هذه المحطة الديمقراطية؛

وتحية للذين يعتبرون الإصلاح مشوارا طويلا...لا يتحقق إلا بمجاهدة النفس...وبذل الغالي والنفيس، الإصلاح ليس كلاما، وليس تعليقا على الفايس والتويتر...الإصلاح انطلاق تغييري من الذات نحو المجتمع.