الرئيسية | أقلام حرة | كلاسيكو المغرب متعة ... لم تكتمل !

كلاسيكو المغرب متعة ... لم تكتمل !

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كلاسيكو المغرب متعة ... لم تكتمل !
 

 

 

1 -  إن ما حدث من شغب و عنف من قبل الجمهور ، في نهاية كلاسيكو المغرب الأقصى ، و الذي احتضنه الملعب الكبير ابن بطوطة مرفوض جملة و تفصيلا ، فالكرة في البداية و النهاية مجرد حوار رياضي  أسبوعي داخل ملعب مخصوص ، للاستمتاع بلوحات فنية ، يبدع اللاعبون و الجمهور في خلقها ، و رسمها بشكل بهي و بديع ، و بعد ذلك يتجه الكل إلى حال سبيله بنظام و روح من المسؤولية و الوطنية العالية ، مهما كانت النتيجة التي قد تؤول إليها أي مقابلة ، ندرك أن كل الجماهير الرياضية العالمية تتمنى الفوز لفرقها المفضلة ، و تصدرها لسبورة الرتب ، غير أن ذلك غير متاح في كل المناسبات و اللقاءات . 

 

2 -  إن سحر كرة القدم و مفعولها الخرافي على حواس المشجعين المتيقظة و عواطفهم الجياشة ، منطلقه تلك التركيبة السحرية التي تجمع بين الأمل و الخوف و عدم اليقين ، و سوء أو حسن " الخاتمة " ، مما يجعل الفصائل و المشجعين نساء و رجالا على أحر من الجمر ، و على " منعرجات " من الفرح و الغضب الطفوليين ، إنها الكرة .. هي هكذا في كل بقاع الكون : في أوروبا و أمريكا اللاتينية و آسيا و أفريقيا .. و المغرب ليس استثناء في هذا الميدان ، بقدر ما أنه جزء لا يتجزأ من المنظومة الكروية العالمية . لا نقول هذا لتبرير الشغب داخل الملاعب و خارجها . إننا نؤكد تأكيدا ، رفضنا المطلق و النهائي لأي عمل يسيء إلى الاحتفالية الكروية و المنجز الرياضي البهيج ، و الاعتداء على ممتلكات الغير بطريقة عدوانية بالغة الخطورة ، و قد حدث  ذلك في مختلف الملاعب الرياضية المغربية في الماضي البعيد و القريب ، في الدار البيضاء و الرباط و فاس و وجدة و مكناس و خريبكة و طنجة .. و غالبا ما يكون  حل أصحاب القرار لهذه الظاهرة الاجتماعية المشينة  بمثابة رد فعل أمني ضيق ، من قبيل منع الجماهير من الولوج إلى الملاعب تفاديا لاصطدام محتمل ، مما يساهم سلبا في تجفيف  " الينابيع المالية "  ، خاصة بالنسبة للفرق الوطنية ذات " تمثيلية " جماهيرية معتبرة ، كما هو الشأن بالنسبة لفريق اتحاد طنجة ، الذي هز الملاعب المغربية النائمة عزا عنيفا . 

3 -  و بالعودة إلى أجواء مقابلة الكلاسيكو الأول بالمملكة المغربية ، اتحاد طنجة و المغرب التطواني ، يمكن القول دون مبالغة ، بأن المتتبعين الرياضيين  داخل المغرب و خارجه استمتعوا بالأداء الكروي الرفيع و التشجيع الحضاري غير المسبوق في ملاعب الوطن العربي ، إلا أن الأجواء السلمية الحضارية التي يفترض أن تكون سائدة في الملاعب الرياضة ، يجب أن يساهم في الحفاظ عليها ، و الذود عنها كل الأطراف المعنية بتأمين مقابلة في كرة القدم من العيار الثقيل ، من مسؤولين إداريين متشبعين بالوعي الرياضي و الثقافي و السياسي و الوطني ، و فصائل ناضجة لا تمل من توجيه أنصارها و تأطيرها و توعيتها على الوجه الأفضل ، و لاعبين ينهلون من معين المهنية و الاحترافية الحقيقيتين ، و أمنيين مكونين و مهيئين على أحسن وجه للتعاطي مع هكذا تظاهرات رياضية كبرى ، و إعلاميين مرموقين متخلقين غير متواطئين أو متحاملين و مجيشين للمشاعر السالبة  ، و حكام مدركين لمهمتهم الجليلة و رسالتهم الشريفة فائقة النظافة .  

4 -  و عليه فلئن كنا متفهمين و متقبلين للحكم الصادر عن الجامعة الملكية لكرة القدم في حق فارس البوغاز ، و المتمثل في حرمانه من جمهوره لثلاث مباريات قادمة ، بسبب ما صدر عنه من أعمال شغب مرفوضة و غير مستساغة ، إلا أننا نستغرب كيف تمت تبرئة حكم المقابلة ، و أخرج من " القضية " كما تسل الشعرة من العجين ، و هو الذي أيقظ الفتنة بقرارات غير مسؤولة ، و أوقف المقابلة في اللحظات الأخيرة دون أي داع ، ليأمر باستئناف  اللعب بصورة بالغة الغرابة و الريبة ، أمام أمواج هادرة من الجماهير الغاضبة ، و المتسائلة عن حقيقة و صدقية مآل النتيجة النهائية المثيرة للجدل !

 
مجموع المشاهدات: 1381 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة