الرئيسية | أقلام حرة | البرنامج الإصلاحي وخطر العواقب السلبية الغيرالمقصودة

البرنامج الإصلاحي وخطر العواقب السلبية الغيرالمقصودة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
البرنامج الإصلاحي وخطر العواقب السلبية الغيرالمقصودة
 

 

يشهد المغرب في السنوات الأخيرة إنجاز عدة أوراش  اصلاحية في مختلف القطاعات الحيوية لتعزيز الدينامية التنموية للبلاد. هده الاصلاحات التي  تهم المجالات الحيوية المتعلقة على الخصوص  إصلاح  نظام التقاعد   لضمان توازنه المالي لإنقاذ هذا النظام من الإفلاس  وحماية حقوق المنخرطين فيه.  إصلاح  التعليم  لمواجهة تحديات العولمة و التنافسية و السباق نحو امتلاك الخبرات و العلوم و التقنيات  للرقي ببلادنا إلى مصاف المجتمعات المتقدمة. و إصالح نظامها الضريبي بهدف تعزيز عدالته.

 

تحظى هذه الاصلاحات  الاستراتيجية بأهمية بالغة و سيكون  لها تأثيرات عميقة على المدى المتوسط والبعيد  لمزيد من اإلنصاف في الحصول على الفرص في تحقيق  العدالة  الإقتصادية . اذا كانت النوايا سليمة و الاهذاف واضحة تبقى المعضلة البارزة حول هذه الإصلاح هي عدم القدرة على إعادة إنتاج العلاقة بين الدولة والمجتمع يسمح بإنجاح هذه الإصلاحات وتلافي انحرافه عن الطريق.

 

الطريقة التي يتعامل به الشعب  في دعم موقف الحكومة خلال  الأزمة الدبلوماسية  بين المغرب والسويدعلى خلفية ملف الصحراء الغربية خير دليل على الدور الفعال الذي يمكن للمجتمع المدني احزاب والافراد  القيام به في الدفاع عن قظاياه المصيرية .رغم ان  الدبلوماسية المغربية الرسمية  كانت ضعيفة إلا ان الشعب المغربي  تصدى لقرار برلمان السويد الذي يستهف  وحدته  الترابية على إعتبار  ان نزاع الصحراء المغربية، “خط أحمر” و”قضية قومية”، لا يقبل  فيها الشعب المغربي أي تنازلات.هذه  الأزمة الدبلوماسية بين المغرب و السويد كانت فرصة للمغاربة على اختلاف توجهاتهم  السياسية  للتعبيرعن وطنيتهم والدفاع   عن الوحدة الترابية. هذا الدعم الشعبي يقوي موقف الدولة المغربية في التعامل مع المؤسسات والحكومات الدولية.لهذه فالعلاقة التكاملية بين الدولة والمجتمع لها تأثير اجابي يجب ان تكون هي الاساس في التعاطي مع الملفات المصيرية الاخرى.

 

 

ان ضخامة هذه الملفات يتطلب الدقة في الدراسة و التنفيذ لتفادي الإنحراف عن الطريق و العواقب السلبية الغير المقصودة لتقليل نسبة الفشل. على الدولة ألا تبحث عن سرعة القرار بل السعي الى  الحل الافضل و الممكن  وان تسهرة على حسن التنفيذ.  لأن السرعة يتؤدي الى عدم الالمام بالمشكل  و ينتج عنها سياسات غير واضح في صياغتها  وفي الوقت نفسه قد تؤدي  العواقب الغير المقصودة للهذه القرارات الى المحدودية في مردوديتها مما يجعلها إقتصاديا حلولا سيئة  . وكقام الصحافي الاقتصادي الفرنسي فريديريك باستيا '' بأن هناك فرقا واحدا فقط بين الاقتصادي السيئ والاقتصادي المتميز. أن الأول يلزم نفسه بالأشياء التي لها تأثير مرئي وواضح، ولكن الآخر يأخذ في الاعتبار جميع الآثار المرئية وكذلك جميع الآثار التي يحتمل حدوثه.

 

ان ضخامة هذه الملفات يتطلب الدقة في الدراسة و التنفيذ لتفادي الإنحراف عن الطريق، الحد من العواقب السلبية الغير المقصودة .ان عدم التدقيق في دراسة هذه المشكلات الاقتصادية، عدم تقييم مدى فاعلية السياسيات و البرامج الحكومية،  تجاهل أية آثارسلبية  و التركيز على النتائج المرجوة الفورية  قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويصبح الوضع اكثر تعقيدا.لهذا على الدولة ألا تبحث عن سرعة القرار بل السعي الى  الحل الافضل و الممكن  وان تسهر على حسن التنفيذ.  لأن السرعة تؤدي الى عدم الالمام بالمشكل  والنتيجة  هي سياسات غير واضح في صياغتها و محدودية في مردوديتها عند التنفيذ نظرا  للعواقب السلبية الغير المقصودة للهذه القرارات مما يجعلها إقتصاديا حلولا سيئة  . كماقال الصحافي الاقتصادي الفرنسي فريديريك باستيا '' بأن هناك فرقا واحدا فقط بين الاقتصادي السيئ والاقتصادي المتميز. أن الأول يلزم نفسه بالأشياء التي لها تأثير مرئي وواضح، ولكن الآخر يأخذ في الاعتبار جميع الآثار المرئية وكذلك جميع الآثار التي يحتمل حدوثه''. لإن النتائج الغير متوقعة لاستراتيجية أو قرار ما، قد تتحول إلى سلسلة من العواقب  السلبية، التي تختلف جوهرياً عن القصد الأساسي من القرار أو الاستراتيجية أو مايعرف ب مصطلح «أثر الكوبر". 

Cobrat effect.

 

يشير " تأثير الكوبرا " إلى مخطط ايام  الاستعمار البريطاني للهند ، للتخلص من الثعابين البرية السامة (من نوع الكوبرا)   التي اصبحت تهدد سكان مدينة مدينة دلهي. الحكاية هي أن  الحاكم البريطاني والشخص المسؤول في دلهي آنذاك  اصبح يشعر بالقلق بسبب ازدياد عدد الثعابين البرية السامة (من نوع الكوبرا) . وعليه، فقد اتخذ  قراراً بعرض مكافأة لكل شخص يقتل هذا النوع من  الثعابين ويسلمها ميتة. وفي البداية نجحت الاستراتيجية وتقريباً تم القضاء على الثعابين السامة. غير أن هناك من اكتشف وظيفة مربحة عبر تربية الثعابين، ومن ثم القيام بقتل بعضها وتسليمها إلى الحكومة مقابل الحصول على مكافآت مستمرة. اكتشفت الحكومة الأمر وألغت المكافأة، وهذا أصبح معناه أن الثعابين السامة التي كانت خاضعة للتكثير أصبحت من دون قيمة، فقام أصحابها برميها في الطرقات والبراري، وبالتالي ازداد عدد ثعابين الكوبرا، وأصبحت المشكلة أسوأ بكثير مما كانت عليه من قبل، وعليه برز مصطلح «أثر الكوبرا» للتعبير عن  أي قرارا استراتيجيا سيئ  العواقب  الغير المقصودة .

مجموع المشاهدات: 1232 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | طال لعلو الدم
أية منطور وأية استراتيجية ؟
المشكل الثاني في إصلاح التعليم هو التركيز على نفس المنهج الذي اعتمد نفس البرامج المتضمنة للمحتوى المسمات الأساسية وبنفس طريقة التدريس عملا بالنموذج التقليدي المرتكز على المعلم عوض المتعلم في الاستراتيجية المستقبلية التي ستنزل به الوزارة بعد مرحلة التجريب. وعكس ما يلوحون به في المقاربة بالكفايات سيتم تكريس التلقين والإسقاط في نمط التعلم في ظل الاكتظاظ وغياب المرافق الصحية والتنشيط والثقافة. بالإضافة إلى غياب الوسائل والتجهيزات التعليمية ووضع القاعات ومختبرات التدريس في حالة فقيرة وبائسة لا تجدب الراحة ولا تثير الرغبة في التعلم. حان الوقت لتفعيل المدرسة الجديدة شكلا ومضمونا فلن ينفع الترقيع كما جرت العادة. لقد كلفتنا التجارب السابقة سنين وأموالا ذهبت هدرا ولم تزد الحال إلا سوء. لا داعي للعجلة. لكن فلنبدأ البناء منذ اليوم.
مقبول مرفوض
0
2015/10/09 - 06:52
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة