الرئيسية | أقلام حرة | الأفق الأسود

الأفق الأسود

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الأفق الأسود
 

 

 

لا شيء في سوريا يبعث بتباشير الخير، النظام باق، كما أردات موسكو بطيرانها أن تحدث القوم، و المعارضة تتمترس للدفاع عن حصونها بعد أن كانت ترغب في الدخول إلى حصن الأسد في سوريا الساحلية، الغرب بين مشكلتي اللاجئين و التدخل الروسي، أمر يبعث بالقلق، تركيا تتحمس لدور أكبر للنيتو، يكسر شوكة بوتين و يرد نكسة أوكرانيا، فلماذا تدخل الروس اليوم؟

يبدو أن الأسد، وهو يقبل بالتدخل الروسي، قدم ضمانات أكثر من قاعدة في طرطوس أو اللاذقية، لن يقبل الروس وهم يساعدون سوريا الفقيرة، إلا بثمن يعادل مليارات الخليج، حقيقة ليس بوتين كما يلتسن حين تنازل عن موقفه اتجاه صدام مقابل حقيبة دولارات، لكن مالذي قدمه الأسد لبوتين؟ 

تفتخر موسكو بحربها ضد الإسلاميين في الشيشان و باقي جمهوريات الروسيا ذات الغالبية المسلمة، أنهت استقلال الشيشان، و دخلت في حملات تصفية في داغستان و انغوشيا و جمهوريات أخر، للروس تجربة طويلة في حرب الحركات الإسلامية المسلحة، ومع صعود نجم داعش، و مبايعة تنظيمات لها خارج سوريا و العراق، فهل ضربات الطيران الروسي لداعش كما تقول، ضربات استباقية؟ و هل تخاف موسكو أن تجد داعش موطأ قدم في روسيا؟ 

داعش التي أرعبت العالم، جعلت من الشام مختبر صناعة تحالفات أقليمية و دولية، و بينما تنشغل السعودية بحرب اليمن، تتقدم إيران خطوات أكبر نحو وضع لبنة تحالف قوي يضم الروس وربما الصين و العراق و دولا أخرى...، هذا الأخير يجد تحالفه المصنوع بنكهة طائفية خيط أمل ينقذ حكوماته المنبثقة من تيار معين من إنتقادات و ضغوطات الغرب في ملفي الحقوق و الفساد، لكن هل يستطيع الروس تعويض الأمريكان في العراق؟

في ظل هذا الصراع المترامية أطرافه، يبحث السيسي عن مكان يوازن بين حديثه إبان الزيارات المتبادلة بينه و بين بوتين، و بين حديثه عن متانة العلاقات المصرية الخليجية رافد الدعم المالي لمصر، حقيقة تبدو مصر في ظل الجفاء السعودي و انحياز الرياض لتركيا و قطر، أقرب للروس و إيران، لكن هاتين الدولتين بخيلتين من حيث السخاء، و لا توجد بهما عمالة مصرية كما في دول الخليج مثلا، فكيف سيدير السيسي معركة التحالفات، و مصر تعيش أزمتها الإقتصادية؟

بينما تتلبد الغيوم في المنطقة، و تزداد قتامة، يصارع الفلسطينيون قوى الصهيونية المحتلة و قوى التفرقة الداخلية و قوى الإهمال و التشرذم العربي و الإسلامي، فبينما تضيع دول و أنظمة كانت داعما لفلسطين، و إن أستثمرت في بعض الأوقات دعمها استثمارا أضر بالقضية و ساهم في التحارب الفلسطيني الفسطيني، إلا أنها كانت صمام أمان للقضية بأدنى مستوياتها، اليوم ضاعت الأنظمة و ضاعت الجيوش، فكيف مآل القضية الفلسطينية وسط هذا الأفق الأسود؟ .

مجموع المشاهدات: 1106 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة