الرئيسية | أقلام حرة | عندما يحصل البام على صك البراءة من أعلى سلطة في البلاد

عندما يحصل البام على صك البراءة من أعلى سلطة في البلاد

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عندما  يحصل البام  على صك البراءة من أعلى سلطة في البلاد
 

 

يبدو أن حزب المصباح تلقى رصاصة الرحمة هذه الأيام من طرف رئيس الدولة ، خاصة عندما هنأ هذا الأخير الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الجديد إلياس العماري، وعندما اعترف له بانسانيته وبجديته . فالرجل الذي كان أعضاء حزب العدالة يصفونه بالشيطان الرجيم، لم يلبث أن جاءه الكلام الفصل من الملك يبرئه من كل تلك التهم المنسوبة إليه . 

أن تتم تهنئة الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة من طرف الملك، ثم الإشادة به وبأخلاقه ، فهذا يعني الكثير بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، الذي كان قد أطلق العنان للسب والشتم في حق هذا الرجل، وفي حق حزبه الذي اتهم بأنه يحمي الفساد ويعيش على الفساد وبأنه ارتكب الموبقات السبع ،كما أن شهادة الملك في حق العماري تعني الكثير لهذا الحزب الذي، كانت سمعته قد تلطخت عند عموم الشعب، فشهادة الملك في حق الأمين العام يعد بمثابة عربون تأكيد على أن الحزب وزعاماته لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،وأن الثقة التي افتقدها الشعب في هذا الحزب ستعود مباشرة بعد شهادة الملك في حق زعيمه .

 

شهادة الملك في حق الرجل اليساري المطيع بعد مسلسل طويل من النضال، لاشك أنه سيسقط آل بنكيران في حرج كبير، ومعه أتباعه من الذين كانوا عما قريب يرددون كلام زعيمهم بنكيران حول فساد الأمين العام الجديد، وسيجعل هؤلاء في حيرة من أمرهم حول من يصدقون، فهل سيصدقون زعيمهم بنكيران الذي لا ينطق عن الهوى حسب فكرهم؟ أم يصدقون شهادة أعلى سلطة في البلاد ألا وهو الملك، الذي منح للعماري صكا للدخول إلى عالم الكبار من بابه الواسع، خصيصا بعد الجدل الذي كان قد أثير في الآونة الأخيرة حول الرجل وحول ثروته . 

ماذا سيقول بنكيران للشعب المغربي الآن بعد شهادة الملك في حق الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة ؟وماذا سيقوله حول تلك الاتهامات التي كان يوجهها إلى شخص العماري وإلى أصدقائه في الحزب، بعد شهادة البراءة التي أصدرها الملك في حقه ؟

 

هل سيخرج بنكيران على الشعب، ويتراجع عن اتهاماته ويطلب الصفح من العماري ،الذي لطخ سمعته عند الشعب ، أم أنه سيستمر في نهجه "القويم "ويعيد خطاباته من جديد تجاه حزب الأصالة والمعاصرة ، ما يعني أنه سيسير ضد رئيس الدولة وضد الرجل الأول في الدولة، وهذا لن يحدث وإن حدث فإن ذلك من علامات الساعة الكبرى. 

 

على الأتباع الذين طالما صدعوا رؤوسنا بوعود حزب العدالة والتنمية، والذين يصفقون للوهم آناء الليل وأطراف النهار، أن يهدأوا ويرحموا عقولنا ،وأن يتوقفوا عن التصفيق لبنكيران إن استطاعوا، لأن زعيمهم الذي صوروه مَلَكا منزها لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي طالما يعلن الحرب على الفساد والمفسدين، في الخطابات تارة وعلى الورق تارة أخرى ، من الممكن أن يتراجع عن موقفه تجاه العماري وحزبه، ومن الممكن أن يتحالف معه في المرحلة المقبلة، وهذا غير مستبعد وغير مستحيل بعد تجارب عاشها المغاربة مع هذا الحزب. 

 

يجب أن نعرف أن حزب العدالة والتنمية مهما أظهر حرصه على محاربة الفساد ،ومهما أعلن للشعب أن هدفه هو إعلان الحرب على المفسدين، فإن الواقع ليس كذلك على الإطلاق ،فالحزب الذي رفع شعار محاربة الفساد، والذي تعهد بالقضاء عليه سابقا ،والذي تحالف معه وأصبح يعانقه بحرارة، الآن هو قادر على أن يتحالف معه مرة أخرى ،وقادر أيضا على إعادة سيناريو التحالفات من جديد مع حزب الأصالة والمعاصرة. 

 

بنكيران الذي قال في مزوار ما لم يقله مالك في الخمر، ثم ما لبث أن أصبح معه في الحكومة يشيد بأعماله ،وبحرصه على مصلحة الشعب هو قادر على أن يخرج علينا في المستقبل ،ويشيد بإلياس العماري وبتاريخه النضالي، وربما سيقول في الرجل شعرا ،وربما سيضعه في منزلة الأنبياء والمرسلين الذين لا ينطقون إلا بالحق.

 هذا المقال لا نود منه مخاطبة أعضاء حزب العدالة والتنمية، ولا نريد أن نخاطب السيد رئيس الحكومة، الذي نعرف أنه ينقلب رأسا على عقب، ولا نريد أن نقدم النصح للحزب، لأننا نعرف توجه هذا الحزب وأهدافه الظاهرة والباطنة ، ولكن ما نتوخاه من هذا المقال ،هو أن نضع المنخدعين البنكرانيين في الصورة الحقيقية للحزب، الذي طالما طبلوا له ،وأن نبين لمن اختلط عليه الأمر منهم أفاعيل هذا الحزب، الذي لا يتورع في توجيه الضربات للشعب، وحتى لأبنائه من المنخدعين بفكره المزيف.

فالفرصة الآن مواتية لهؤلاء المنخدعين، والظروف مناسبة أكثر من أي وقت مضى لمراجعة أوراقهم، لأن رئيسهم وإخوانه في الحزب لديهم كامل الإستعداد للإنقلاب على المبادئ، وعلى كل تلك الشعارات الرنانة التي يوهمون بها أتباعهم، فإذا كانوا قد تنكروا لكل ذلك يوم فكروا في الحفاظ على كراسيهم، وإذا كانوا قد خدعوا ، أتباعهم مقابل الحصول على المكاتب المكيفة إبان ثورات الربيع الديمقراطي ، فإنهم الآن مستعدون لبيعهم في سوق النخاسة إذا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

 
مجموع المشاهدات: 1183 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة