الرئيسية | أقلام حرة | حملة الفتى في الشام هل تنذر يالسقوط الثالث لآل سعود؟

حملة الفتى في الشام هل تنذر يالسقوط الثالث لآل سعود؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حملة الفتى في الشام  هل تنذر يالسقوط الثالث لآل سعود؟
 

 

قصى ما وصلته الدولة السعودية في تمددها جنوبي العراق و الأردن شمالا و الشمال الغربي لدولة عمان حاليا و شمال اليمن جنوبا، انهارت في مرحلتها الأولى على يد الباشا محمد علي حاكم مصر القوي، ثم قامت على مرحلتين الثانية و الثالثة منحسرة على حدودها الحالية، بشكل عام لم تخرج الدولة عن محيط شبه الجزيرة العربية، لإعتبارات المرحلة التاريخية التي كانت فترة بدايات الإستعمار الغربي و الأطماع الأجنبية في المنطقة و لتواجد دول و إمارات منافسة في الجزيرة، و كذلك لطابعها البدوي ، فالحركة لم تكن تملك مقومات الجيوش النظامية و لا تستند إلى حاضنة مدنية مزدهرة تجعلها كمثيلاتها من الدول الحديثة المجاورة،  ظلت المملكة و صاحباتها من إمارات شبه الجزيرة العربية حبيسة المنطقة، قبائل يغزوة بعضها البعض، لربما كمثيلاتها من إمارات بلاد شنقيط في القرن الثامن و التاسع عشر.

 

 لم تكن الحملات العسكرية التي عبر بها قادة عسكريون بلادهم إلى بلدان أخرى دائما إيجابية على الدول المهاجمة، بقدر ما حمل بعضا آثار ارتدادية ضد عمق و داخلا الدولة نفسها، بعضهم كانت نهاية مملكته بنهايته فتشرذمت و تحولت إلى دويلات متصارعة تحت حكم أمراء و قادة ضعفاء، من هنبيعل إلى يعقوب المنصور إلى جنكيزخان إلى نابليون إلى محمد علي إلى غورباتشوف....

 

السعودية اليوم تريد أن تكسر منطقها في الإنتقال من معلقها لتصل الشام و لما لا وسط العراق و غربه الجنوبي، خطوة محفوفة بكثير المخاطر، فالدولة البدوية لتي لم تبرح حروبها صحراء الحجاز و نجد تريد أن تعانق خضرة و سهوب و وديان و جبال الشام و العراق، هل درس القادة في الرياض جيدا عواقب  آثار هذه الحملة السعودية ضد داعش ظاهر و ضد إيران و بشار باطنا.

 

لم تنته حرب الحزم بعد، و التحالف العربي متورط في حرب أهلية قد تعصف باليمن نحو ما عليه جارتها الغربية الصومال، و ما ترغب فيه السعودية من تدخل في الشام، على أساس أنها حرب استباقية ضد داعش، أو نصرة للمعارضة السنية ضد هبة النظام السوري في حربه الإستردادية بدعم روسي إيراني، قد يكون منطقيا لها كدولة تخاف على نفسها من تغول إيراني في المنطقة، لكن هل للدولة البدوية بطابعها السياسي و العسكري القوة و المناعة للدخول في حربين متلازمتين؟

 

النظام السعودي الذي يعيش حالة من التحكم و الإستقرار السياسي و الأمني و الإقتصادي و الإجتماعي، علته في ذلك رخاء الحال و يسر الحياة لمواطنيه، قد يعصف بما له من إيجابيات تمكنه من التسلط و الإستمرار إن دامت حروبه و نضبت خزائنه، أسرة تبسط نفسها على دواليب السلطة قد لا تغامر بما لديها من امتيازات إشباعا لرغبة شاب متحمس لصناعة مجد عسكري قد يكون صعب المنال. بل قد يشكل في أقصى مخاطره بدايات 

 

لسقوط مملكة الأسرة في بلاد قبلية تحتكم لرجال الدين و الولاء القبلي و المال.

مجموع المشاهدات: 1377 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة