الرئيسية | أقلام حرة | الطريق إلى التقدم يمر عبر الحرية

الطريق إلى التقدم يمر عبر الحرية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الطريق إلى التقدم يمر عبر الحرية
 

 

رزقت سيدة بعد وفاة زوجها بتوأمين متشابهين،ربتهما الأم في حنانها وعطفها وحضنها.وبحكم جمال التوأمين وحداثة سنهما، تقدمت إليهما خطيبتين قويتين كعادة تلك الشعوب حيث المرأة تطلب يد الرجل.تنازعت الخطيبتان بينهما لكون كل منهما تريدهما معا،تريدان التعدد،خاضا قتالا واشتباكا حتى استحال على كل طرف النصر ومعه استحال التعدد.

توصلت الخطيبتان إلى اتفاق يقضي بأن يأخذ كل واحد منهما توأمه ونصيبه من الإرث. دونت القسمة في مصلحة التوثبق والشهر العقاري ثم حفظت في المحافظة العقارية .

صنع كل من التوأمين طريقة حياتهما بعد فراقهما وارتباطهما.اختار التوأم الأول اتجاها بإيعاز من الزوج وعائلته،إتجاه يقوم على اقتصاد لا يسمح للأبناء بالاستقلال في الكسب مطلقا،وفي التسيير والتدبير صار التوأم الأول مستبدا إلى أبعد الحدود، فلا مشورة في التخطيط لمستقبل البيت. 

شيد التوأم الأول حائطا حول الدار والأرض،منع الإتصال والتواصل بين أبنائه وبين أبناء جيرانه حتى لا يكتشفوا نعمة الحرية؛ لأنه يربيهم على الطاعة العمياء لكونه يرى قوة وعزة بيته وأسرته من قوته وليست من قوة أبنائه . اعتقد الأبناء كرها وطوعا أن أبيهم (التوأم الأول) هو قائدهم، ومدبر شؤونهم، ومدربهم على الخير، وحكيمهم، وإلاههم يحيي ويميت، وكأننا نشهد عودة الفرعون رمسيس الذي قال اتؤمنون به قبل أن آذن لكم،أو أننا نشهدة عودة نمرود ثان، يقول أنا ربكم الأعلى.كانوا يشاهدون أباهم يقتل من يعصي منهم نهشا بأنياب حيوان مجوع.

وبسبب خوفه وغيرته الدائمتين من توأمه الثاني قام التوأم الأول بتسخير إمكانيات بيته كلها لصنع آلة قتل خطيرة جدا، آلة يخشاها التوأم الثاني ومن معه.

وهكذا عاش أبناء التوأم معيشة ضنكا، من فقر مذقع، إلى سجن كبير، إلى بيت متهالك، إلى شبه مجاعة.

بالنسبة للتوأم الثاني فقد اختار وبايعاز من زوجته وعائلتها نموذجا مغايرا في الحياة، فسح المجال لأبنائه كي يستنشقوا الحرية،منحهم حرية في التفكير وفي اتخاذ القرار وفي الكسب وفي التعبير وفي الترحال،وفي الاختيار وعلى الاختيار .رباهم على أن المنهج الحقيقي للإرتقاء والوصول هو التعلم،وبذلك تعلموا وكسبوا وارتقوا ومعها ارتقت الأسرة والدار وما حولها.

صار أبناء التوأم الثاني يسيطرون على صناعة وبيع تكنولوجيا الاتصال والتواصل عبر أرجاء العالم، لأن الأب أرادهم أن ينتقموا لأخيه من أفكاره الحمقاء التي صدقها وصار يحيا عليها،أفكار جعلت أبناءه منعزلين ومعزولين عن العالم بداخل قفص صنعوه بأيديهم، حيث يقعدون هناك فقراء،وهم يحيطون بالتوأم الأول وبسلاحه المدمر.

لقد صح ما فعل التوأم الثاني من خلال تفكيره السديد وإرادته الحرة وتخطيطه المحكم وتدبيره الجيد،حتى جعل أبناءه صناعا لإحدى معجزات القرن 21.

التوأمان هما الكوريتان.

مجموع المشاهدات: 873 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة