الرئيسية | أقلام حرة | أملـاً آخرْ لـ"الإخوان"

أملـاً آخرْ لـ"الإخوان"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أملـاً آخرْ لـ"الإخوان"
 

 

لطالما اعتبرت حركة النهضة التونسية، الغصن المعافى الوحيد من شجرة تنظيم جماعة الاخوان، حركة ايقنت أن سلاح العقل وإحكام منطقي التعايش والديمقراطية هو الحل، بينما رأى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان أن سلاح السيفين وشعار "أعدوا" هو الخلاص نحو السيطرة على العالم والشعوب. 

كانت ولا تزال مفارقة كبيرة، بين تنظيمين انبثقوا بناءا على أرضية مشتركة حتى لا أقول شجرة الزقوم، واحد من هذه التنظيمات استوعب الدروس واستخلص العبر، وواحدا أخرى مضى مهرولا بشكل غريزيا لا عقلانيا.

كانت قيادات حركة النهضة في تونس تستحضر العقل ومصلحة الوطن محترمة بذلك إرادة الشعب التونسي في تقرير مصيره واختيار من يمثله، وكانت قيادة الاخوان في مصر، تستحضر منطق الغريزة ثم العشيرة والتشبث بممارسة "شيطانية" هدفها "أخونة الدولة"، مغيبة العقل وروح الاختلاف.

كانت قرارات الغنوشي شجاعة للغاية في تاريخ حركية الإخوان،  أفضت إلى بقاء النهضة بين التونسيين وفي العمل السياسي والاجتماعي وحتى  الدعوي، وكانت قرارات القيادة القطبية لجماعة الاخوان في مصر، نهاية حلم جماعة الاخوان وتفكيك التنظيم وجعله مريضا يعاني الشلل الرباعي، عبر خلق اصطدام بنيوي ودنيوي مع كل مكونات المجتمع المصري. 

تأكد اليوم للجميع، وبالملموس أن حركة النهضة في تونس استوعبت الدروس والعبر، وأعطت اشارة مهمة لجذور التنظيم، وإن كانت حقا بينهم خلافات حول أساليب التدبير في سنوات الأخيرة والتي حصدت إزاءها بفضل قرارات القيادة القطبية هزيمة تلوا الأخرى وعزلة رهيبة على كافة الميادين والأصعدة، إشارة تبعث عن أمل جديد، وهو إنقاذ الحركة الإخوان وهي فرصة لمراجعة الذات وتدارك ما يمكن تداركه، والبداية كانت عبر فصل الدعوى عن السياسة، وهو ما  أعلنته النهضة نهاية الأسبوع الجاري من ماي عام 2016.

أمل كبير وأخير معلق على حركة النهضة، لإنقاذ جماعة الإخوان، ولن يكون ذلك إلا بممارسات صادقة وحقيقية، تُترجم إلى إقرار مراجعة شاملة في "الأهداف" والأدبيات والخلفيات والأسس، وهو الشيء نفسه، الذي يدعو جماعة "العدل والإحسان" في المغرب والإخوان في مصر، إلى مراجعة الذات والجلوس معها وتسطير برنامج يليق بتطلعات الشعوب العربية والإسلامية، يهدف إلى تحقيق الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، ثم إلى التطوير والنهضة الفكرية والثقافية، فالبشرية لا تحتاج إلى زعماء جدد أو خلفاء جدد او رسل جدد، بقدر ما تحتاج إلى المعرفة والتنوير والتصنيع للقضاء على كافة الأمراض والآفات. 

 
مجموع المشاهدات: 1189 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة