هل تقارير المنظمات الدولية عن المغرب مجرد تنبيه أم نار تحت التبن ؟

بعد ما نبشوا ثم خططوا ، ضربوا العراق بتهمة امتلاك السلاح النووي ثم اتضح أن الاتهام كان كاذبا ، ولكن بعد ى ماذا ؟ بعد  تدمير قراه ومدنه و غرس النزعة الطائفية بين شعبه  ، وها العراق ما زال يموج في دماء أهاليه منذ  أكثر من 13 سنة إلى يومنا هذا.

و منذ مدّة ونحن نسمع أن هناك مخطط لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة تبقى متحاربة مع بعضها البعض حتى تهنأ إسرائيل و إيران و الغرب، وقد ساهم الربيع العربي في تقريب المخطط ، فوجدت أمريكا وإسرائيل وإيران وروسيا كما بعض الدول العربية  الفرصة في التدخل في شؤون دول الربيع و التي كان الشعب قد انتصر فيها ، وبما أن الربيع أظهر أن الإسلاميين قد وضعوا أيدهم على الشرعية في تلك الدول تدخلت القوى المتغطرسة في بعضها بسلاحها وقوتها و في بعضها الآخر بسياستها بحجة الدفاع عن المظلومين و وضع حد لوصول المتشددين والإرهابيين إلى السلطة ، وها نحن نشاهد ما يجري بسوريا و اليمن و ليبيا و مصر  من تدمير و قتل .

و ليعلم الجميع أن الدور آت على دول أخرى في المنطقة ، إلاّ أنني أحببت أن أنبه أبناء بلدي المغرب الحبيب من التخطيط الذي تقوم به الدول الكبرى من أجل إشعال نار الفتنة في بلدنا الحبيب عسى أن لا ينزلق الشباب المتهور وراء خططهم و يصدق تقاريرهم و يسعى للقيام بتظاهرات مطالبا ما وصفته تقاريرهم بحقوق لا يمنحها الوطن لأبنائه البررة .

فمنظمة العفو الدولية كشفت عن تقريرها السنوي حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، حيث اعتبرت أن المملكة عرفت، خلال العام الماضي تراجعا كبيرا في مجال الحريات و الحقوق المختلفة .

في نفس التقرير أوردت المنظمة أن العلاقات الجنسية بالتراضي بين أشخاص من الجنس نفسه تعتبر جريمة في المغرب ،و هذا تدخل في الحرية الشخصية ، ثم أشار أن محكمتين إحداهما في وجدة وأخرى في الرباط أدانتا أربعة رجال بتهمة الفاحشة وممارسة أفعال جنسية مثلية، وحكمتا عليهم بالسجن ثلاث سنوات ، مع العلم أن حرية الإنسان يجب أن تبقى أولوية وفوق كل اعتبار يقول التقرير . ونسوا أن المغرب يدين بدين الإسلام ، و الإسلام يحرم هذا النوع من العلاقات الشاذة .

وكشف التقرير أن السلطات استهدفت الناشطين الصحراويين الذين دعوا إلى حق تقرير المصير في الصحراء،و من  أبلغوا عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان، وقامت بفض التجمعات بالعنف، و يضيف التقرير، مؤكدا أن السلطات منعت إمكانية وصول الصحافيين الأجانب و النشطاء الحقوقيين  إلى الأقاليم الصحراوية إلاّ القليل منهم ومن ترى فيهم مصلحتها .

كما أصدر "مركز كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان" الأمريكي تقريرا آخر عن المغرب ، يعتبر فيه أن المملكة تعرقل الجهود الأممية المبذولة من أجل حل نزاع الصحراء  - و التي يسميها بالغربية - الذي تجاوز عمره أربعين سنة.

وكشف التقرير أن المغرب لم يقم بتقديم معلومات عن التدابير الملموسة التي اتخذها لضمان حقوق  الصحراويين في استغلال الموارد الطبيعية في إقليم الصحراء، خاصة منها  الفوسفاط، و اتفاقيات الصيد البحري ، كما اعتبر التقرير أن وجود المغرب في صحرائه غير شرعي .

  كل هذا يفيد أن وقت إشعال نار الفتنة في المغرب قد حان . لذا أتمنى و بكل حرقة على وطني أن لا ينجر الشباب المتحمس وراء هذه التقارير التي يمكن أن يكون فيها من الصحة شيء ولكن ليس كل شيء ، فهمهم الوحيد هو إيجاد منفذ لقلوب وعقول المتحمسين بل المتهورين حتى يبدؤوا في تنفيذ مخططاتهم كي يجدوا بدورهم منافذ لدخول البلد من أجل التدمير والتقسيم .

فاللّهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا ، و لا ترينا في ملكه ولا شعبه مكروها ....آميـــن