الرئيسية | أقلام حرة | المال قبل المناخ

المال قبل المناخ

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المال قبل المناخ
 

 

لا يجادل إثنين في وجوبية وحتمية الإهتمام بالبيئة في ظل التغيرات المناخية وما تشكله من تهديدات على الثروات الطبيعية وعلى الأمن الغذائي للبشرية ، ناهيك عن الثلوث وأضراره الوخيمة على صحة الإنسان.

 

وجميل أن ينخرط المغرب مثلا في فلسفة الطاقات الخضراء أو المتجددة كالطاقة الشمسية وتدشين مشروع نور،،، وسن قانون يقضي بوقف إنتاج البلاستيك وإستيراده وإستعماله بإستثناء البلاستيك الخاص بالتجميد والاخر المستعمل في القطاع الفلاحي الزراعي.

 

لكن قبل التفكير في الجانب البيئي ، وجب الإهتمام أولا واخرا بالجانب الإجتماعي والإقتصادي للمواطنين ، فتوفير لقمة العيش الكريمة تبقى الأولوية الأولى للحكومة قبل البيئة.

 

في هذا الجانب مثلا القانون القاضي بمنع تداول البلاستيك أو #زيرو_ميكا سيؤدي إلى تشريد وقطع رزق 50000 أسرة و250000 فرد يشتغلون أو ينخرطون في سلسلة البلاستيك من الإنتاج إلى التسويق وصولا للمستهلك.

 

فكان من الواجب أن يراعى الجانب الإجتماعي بشكل كبير عن طريق مبدأ التدرج في هذا المنع ، وتوفير ضمانات الشغل الكافية للعاملين في هذا القطاع الذي يشغل فئات عريضة من المجتمع.

 

فعلى الأقل كان من المفروض أن تعطى مدة عامين مثلا من فترة سن القانون إلى تطبيقه على أرض الواقع.

 

لكن هذه السرعة الكبيرة في المنع وتطبيق القانون له مبرراته وهي إظهار المغرب للعالم أنه منخرط وبجدية في مسألة محاربة التغيرات المناخية والتقليل من اثار تضرر البيئة ، خاصة وأن المغرب مقبل على تنظيم الكوب 22 في الأشهر القليلة المقبلة.

 

مما يفرض على المغرب القيام بمجموعة من الخطوات والبروتوكولات المواكبة إن صح القول.

 

لكن السؤال المطروح هنا : ماذا عن الثروة المائية التي تستنزفها الضيعات الكبرى لكبار البرجوازيين والضباط السامون بالجيش المغربي ، نفس شيء عن إستنزاف الثروات البحرية وكذلك ريع الرمال ؟؟

 

أليس المغرب مهدد بالجفاف وقلة المياه في أفق ال 2020 ؟ ونحن نعلم أن الماء مسألة حيوية ويدخل في تحقيق الأمن الإجتماعي والأمن الغذائي ؟؟

 

وبالتالي من له المصلحة في الإستثمار والإتجار في الطاقات المتجددة وسن قانون #زيروميكا ؟؟

 

أليس الإهتمام الدولي ، الكبر ، بالبيئة والمناخ ، يحركه منطق الرأسمال والمنطق الربحي أولا واخرا ؟؟

 

كل هذه الأسئلة والتساؤلات تجعلنا نؤكد على أن المال قبل المناخ ، سواء بضرورية الإهتمام بالجانب الإجتماعي الإقتصادي للمواطن من جهة

 

ومن جهة أخرى نظرا للأموال الضخمة التي تحققها الدول الرأسمالية بإدعائها الخوف على البيئة وهي من خربها بمنطق إستغلالي نيوليبرالي.

 

وماذا عن زيرو نهب للأموال ، زيرو ريع ، زيرو تحكم في القضاء....

 

#المال قبل المناخ

 

المال قبل المناخ ، هي فلسفة وحكمة أو معادلة يعرفها جيدا المهتمين بالعلوم الإنسانية وذوي الإلمام بالمناخ والبيئة.

 

يعني أنه مهما رفعت شعارات الحفاظ على البيئة وعدم تلويث الأرض ، يدرك جيدا صناع القرار أن الجانب الإجتماعي والإقتصادي للإنسان يكون في المقام الأول ولو على حساب البيئة التي أصبحت إستثمارا ضخما يحقق لأصحابه الثروة كمشروع نور مثلا في المغرب ( والكل يعلم من سيستفيد من هذه المشاريع الكبرى الإقتصادية ), بمعنى الإقتصاد هو المحرك وليس العناية بالبيئة والأرض.

مجموع المشاهدات: 986 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة