الرئيسية | أقلام حرة | محاربة التلوث بين "الميكة" و"عين ميكة"

محاربة التلوث بين "الميكة" و"عين ميكة"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
محاربة التلوث بين "الميكة" و"عين ميكة"
 

 

أعلنت الدولة عن رغبتها الأكيدة في محاربة و منع  الاكياس البلاستيكية انطلاقا من بداية شهر يوليوز المقبل لما لها من انعكاسات بيئية خطيرة وأضرار صحية وخيمة على المواطنين والمواطنات، وقد سخرت لهذا الغرض كل الامكانات والوسائل بدأ من إصدار قانون يقضي بمنع صنع وتسويق واستيراد وتداول هذه المادة لتشرع في حملة تحسيسية وتحذيرية عبر كل  وسائل الاعلام والتواصل المتاحة.

وقد جاءت هذه الخطوة على حد تعبير وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي "انطلاقا من وعي جماعي بخطورة استعمال الاكياس البلاستيكية وآثارها السلبية على صحة الانسان والحيوان والنباتات وانعكاساتها الخطيرة على المحيط البيئي والايكولوجي"مجهودات لا يمكن للمرء إلا التنويه والاشادة بها لما لهذه الاكياس من آثار سلبية بادية في نواح ومجالات متعددة، عمل جندت له الدولة كل وسائل الاعلام وهيئات المجتمع المدني وجمعيات حماية البيئة وغيرها.

إلا أن المثير للدهشة والاستغراب هو السكوت المطبق حد التواطؤ لهذه الجهات على مظاهر التلوث البيئي الاخرى الناتجة عن الوحدات الصناعية الكبرى وتغول لوبيات ومافيات العقار ونهب الغابات والرمال .فمما لا شك فيه أن الوحدات الصناعية الكبرى تعد من أهم العوامل الملوثة للبيئة بما تطرحه من مواد صلبة تلوث الأرض والتربة وما تنفثه من أدخنة وغازات وغبار في السماء مما يشكل بصدق كارثة بيئية حقيقية مكتملة الاركان تهدد المجال وما فيه من إنسان وحيوان، وتبقى حالة الوحدات الصناعية للجرف الاصفر بالجديدة والمركبات الكيماوية بمدينة آسفي المثال الأبرزلذلك, حيث تعاني المناطق المجاورة لهذه المركبات من انتشار الامراض الخطيرة والعاهات المستديمة والتشوهات الخلقية للإنسان والحيوان .

أما مخاطر الانتشار الرهيب للبناء العشوائي والهجوم الاسمنتي الشرس فحدث ولا حرج فعدم احترام المعايير التقنية والصحية والبيئية أصبح هو الأصل حيث الغياب التام للمساحات الخضراء والحدائق والمنتزهات والانتشار الكبير للمياه العادمة لتلاشي واختناق شبكات الصرف الصحي إن وجدت أصلا .

إن التلوث الحقيقي الذي ينخر أوصال وطننا الحبيب والذي يعتبر أصل كل تلوث وكل وباء هو الاستبداد والفساد المستشري الذي جمع بين السلطة والثروة ورهن البلد في شباك التبعية والفقر والهشاشة حتى أضحى المغرب  مطرحا لنفايات الاسياد الصناعية وما فضيحةتفريغ الباخرة الايطالية المحملة بكميات كبيرة من النفايات بالجرف الاصفر عنا ببعيد .

إن محاربة الميكا أمر مستحب ومطلوب لكنه ليس المعركة الحقيقية وإنما التحدي الحقيقي هو إقامة عدل سياسي واقتصادي بإرساء قواعد الحرية والديمقراطية وإعادة تقسيم الثروة بشكل عادل وربط المسؤولية بالمحاسبة والقطع مع الفساد والرشوة والمحسوبية وأساليب الالتفاف والمناورة والمكر والخديعة بالتطبيل لمبادرات وهمية وإصلاحات هامشيةفمن الوهم أن نتصور أن نتصور ان الطريق الانسب للقضاء على التلوث هو منع استعمال الأكياس البلاستيكية "الميكا " ونغض الطرف أي" نديرو ميكا "على مكمن الداء ومربط الفرس .

 

مجموع المشاهدات: 1733 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 |
الميكة كتباع في دراب الكبير سحات المقومين طوان ديال الميكة ممنوعةكيخس تعقب
مقبول مرفوض
0
2017/07/09 - 05:45
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة