الرئيسية | أقلام حرة | وصايا الربيع العربي، لمن يهمهم الأمر !؟

وصايا الربيع العربي، لمن يهمهم الأمر !؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
وصايا الربيع العربي، لمن يهمهم الأمر !؟
 

 

بعد أحداث الربيع العربي، وما حملته رياح هذا الربيع من مفاجئات وصراعات وانقسامات وحروب أهلية، بدأت الناس تسأل : إلى أين يتجه العالم العربي...؟ هل يمشي إلى الأمام...أم إلى الخلف ؟ أم يقف في مكانه بلا حراك، هل يتأمل ما حدث / يحدث على أرضه من حروب ومواجهات مجنونة، بعضها مدفوع الثمن...و أغلبها بلا معنى، وبلا تفسير.

العديد من المفكرين العرب، وبعد أحداث الربيع العربي، طالبوا الرأي العام والحكومات والأنظمة العربية، التأمل قليلا في الأوضاع التي جاءت بهذا الربيع / بالأخطاء التي حملته إلينا خارج أوفاقه، حتى نتلافاها ولا نكررها في مستقبلنا القريب والبعيد.

والعديد من الأدباء والإعلاميين والسياسيين في العالم العربي، اعتبروا أن وضع الحكام والسلطات العربية الحاكمة في غير مواقعها الحقيقية، والفساد المتعدد الصفات، والتستر على اللصوص والمجرمين وشيوخ العصابات السياسية، من الأخطاء التي لا تغتفر، والتي عجلت وأسرعت بحلول هذا "الربيع" على الأرض العربية، برياحه العاتية، والعديد منهم طالبوا بان تكون لنا الشجاعة الكافية لنعترف بأن تقديسنا للسلطة كان أهم الأسباب التي أغارت " الربيع العربي" عليهم وعلينا. 

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل استفادت الأنظمة والشعوب العربية حقا مما جاء به الربيع العربي من أحداث وتغيرات وصراعات وحروب؟ هل استفادت من التغيرات التي أحدثها هذا الربيع محليا ودوليا. 

في اعتقادي، إن أشياء عديدة ايجابية وهامة حملتها لنا رياح هذا الربيع، كوصايا لمن يهمهم الأمر. 

أولا، قالت لنا أصوات هذا الربيع : أن لا قداسة إلا للمواطن الصالح، الذي يحترم قوانين وطنه، ويؤدي واجبات وطنه، ويدافع على أرض وطنه، وعلى حقوق وطنه في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، حتى الموت. 

ثانيا، قالت طالبتنا رمزية هذه الأصوات: أن نشرك الشعب في قيادة الأمة، بما يرضي الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات. 

ثالثا، طالبتنا بأن لا نسكت على الظلم، وان تعتبر قوانين الأحزاب والمنظمات والجمعيات الحقوقية، أن الاعتداء على مواطن، هو اعتداء على كل المواطنين.

رابعا، أن لا نصمت على الفساد المالي والرشوة والمحسوبية والبيروقراطية في إداراتنا العمومية، وفي مقاولاتنا الصناعية والمالية، وأن نفضحه في الإعلام، وفي العدالة وفي المجتمع. 

خامسا، أن نتمسك بهويتنا الثقافية، ونتخلى عن الشعارات الفارغة الجوفاء، ونعطي البحث العلمي ما يستحقه من عناية واهتمام حتى نتمكن من الانخراط في العهد العالمي الجديد، ونحن قادرين على السير...وعلى مواصلة السير. 

سادسا، أن لا نحرم شبابنا من الحلم، وان ندفعهم إلى العمل والإنتاج لتحقيق أحلامهم. 

سابعا، وثامنا وتاسعا وعاشرا: أن نرفض بصوت مرتفع، وبكل الطرق والإمكانات الحياة بالصدقات أو القروض أو المعونات، أو أن نحول وطننا العظيم إلى جمعية خيرية يتصدق عليها الكبار والصغار من أجل مواصلة عيشها في عبودية العالم الجديد.

 

تلك هي الوصايا الأولية...والبقية تأتي.

 
مجموع المشاهدات: 805 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة