الرئيسية | أقلام حرة | "مقامة بديع الزمان الشمعوني"

"مقامة بديع الزمان الشمعوني"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"مقامة بديع الزمان الشمعوني"
 

 

!!مقامة نقدية" نسبة إلى مؤسسات النقد الدولي المتحكمة في مصائر وأرزاق الناس بالسوط والقرض والقضبان"

حدثنا شمعون بن وضحان صاحب الحرير والقفطان في غابر الأزمان أن "زعيما" قيله جاء إلى الدنيا في الرابع من شهر شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ألف من تاريخ هجرة سيد الخلق والأكوان الموافق للثامن من شهر أبريل سنة أربع وخمسين وتسعمائة وألف من تاريخ ميلاد المسيح بن مريم ذات الروح والريحان ، ولما كبر ابن شعبان هذا- يزعم محدثنا - وبلغ أشده في الميقات بين الزيادة والنقصان واشتد عوده بين الأقران ، صار رأس حربة لمن هم في صفه من الأنصار والإخوان وتولى أمر أمة  "بغية إصلاح "ما أفسده الدهر على مدى الحقب والأزمان ، فبوغث من فوره بكل قول وبهتان ،وهذا ما لاكته ألسنة وخطته أقلام من هم في دائرة ابن شعبان، وخرجت إليه جحافل من العفاريت والتماسيح بلباس إنسان ، فاشتد عليه الخناق من كل مكان ، وسارت بأخباره العير والركبان لما أعد للنشر والتداول لوائح المنتفعين من خير الأمة من الإنس والجان وبعد النص بالدليل والبرهان على أحقية الكل في إنتاج وبث مسلسلات كل عام بشهر رمضان..وانتهى الأمر إلى مجرد زوبعة في فنجان، لكن صاحبنا-يقول محدثنا شمعون بن وضحان- لم يستسلم للسباع والضباع والحيتان بل ظل يقاوم حتى الفئران والثعبان في كل لحظة وآن، تارة بالقرارات و تارة بالصوت واللسان ، ولم يفلت من قبضته -وهكذا يروي خصومه- الكفيف ولا الطبيب ولا الأستاذ ولا الموظف أوالمتقاعد المدان ، لا فرق لديه بين فلان أو علان ، عين العدل عنده في رفع الثقل عن الميزانية عملا بآية الميزان ، وقيله يارب نجنا من مكر السنين والأوزان ، وتداعت إليه كل أطياف الأمة من أجل رفع سيف الزيادة في سعر القفة والبصل والثوم والباذنجان ، إذ مر زمان في عهده ، أصبح للبيضة الواحدة جناحان وللبصلة الوحيدة نياشين ولا صنوان ، وغدا سعر المازوت والبنزين بالبلاد متقلبا دوما إلى ارتفاع قلما يصير إلى نقصان، والناس "الغلابة" في تدافع بين المطرقة والسندان ، خمس سنوات قضوها على صفيح ساخن مشتعل بالنيران ، هكذا يقول معارضوه بين اليابسة والشطآن، أما مناصروه في كل محفل وجنان ،فيتغنون بإنجازاته "غير المسبوقة" التي لا ينكرها قريب أو بعيد ولا الجيران ..كان حتى كان في ذلك الزمان ، رجل له رأسان،لم يأت الدهر بمثله ولا قامت قيامة على مثل فعله وقوله بين ربيع وخريف يوم التقى الجمعان،حورب ثم حورب وحارب ثم حارب في أدنى الأرض وأقصاها بين الأتربة والوديان ،حرب ضروس تارة باسم وردة وتارة باسم أسد أو حصان أو جرار أو ميزان ، وتارة باسم أي كان من قوى التحكم والطغيان..وقد أفلح الرجل بفضل ما رؤي وروي من "منجزات إخوانه" على الأرض لا في سماء الوديان وبما خططت له كتائبه الظاهرة والخفية ففاز بمقاعده الجهوية والمحلية في الحواضر والمدن بعد كل هذا الصياح والهيجان ،لكن ما خفي عن العين بعد شهر الأضحية فيه ما فيه من سر أو بشارة أو صدمة أو أمان لكل قاصد الموقعة مزمجرا بالأعوان أو بالعمل في طي الكتمان.ونسيت أن أخبركم بما حدثني به أيضا شمعون هذا ابن وضحان ، إذ رأى في منامه أنه كان في نزهة ذات يوم شديد الحر لا يطيقه الظمآن ، يتجول بين نخيل العاصمة منتشيا بترديد  ما سره قلبه ولسانه من ألحان دون غفلة أو كسلان ، فإذا به يفاجأ بأمواج عاتية من البشر وكأنها نحل وديدان ،تحمل يافطات وألواح مخطوط عليها بالقلم والحبر بكل وضوح وبيان ،مطالب اجتماعية برفع اليد عن الحق والمكتسب في السر وفي الإعلان، ورفض المشروع المقياسي للتقاعد الذي تداوله المجلسان وحصل فيه شنآن بين مقبل ومدبر على التصويت له أو ضده فيما يشبه حكاية شقائق النعمان ..وتابع محدثي سرده لهذا الحدث الجلل مما التقطته عيناه وتناهى إلى سمعه من صفير وصراخ وعويل يصم الآذان يوم التقى الجمعان على قلب رجل واحد ساعة السير والجولان أمام البرلمان ، الكل ينادي ويطالب بإعادة المشروع إلى طاولة الحوار دون أدنى شطط أو طغيان من أجل مبتغى السلم والأمان في أرض المحبة والخيروالسعادة والاطمئنان ،وهي الرسالة الموجهة بقوة من الرافضين لمشروع التقاعد إلى ابن شعبان في شهر شوال من سنة الولاية الخامسة أو قل في شهر تموز حسب الأسماء السريانية المستعملة في الشرق وفي لبنان..رب مبلغ أوعى من سامع بين كل الأنام أن الله تعالى يقول عز من قائل في سورة الرحمان : وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. (13) .. صدق الله مولانا العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ما قال

ربنا و خالقنا ورازقنا من الشاهدين، فاللهم استجب دعاء كل مظلومة ومظلوم بهذا البلد الأمين بحق التوراة والإنجيل والزبور والفرقان..اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا..ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يارب العالمين ..اللهم استخدمنا في سبيلك ولا تستبدلنا بأي كان.. واجعلنا كالجبال في صد كل ما نهيت عنه من الإثم

والعدوان..اللهم اجعلنا الغرباء في زمن الفتن والمصائب وغلبة الأعيان..آمين..آمين يارب العالمين..وصل اللهم على خير من تلوذ به الأنفس وقت المآسي والأحزان وعلى آله وصحبه في السر والإعلان..وبها يطوى السجل.. وعذرا على كل سهو أو نسيان

مجموع المشاهدات: 1427 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة