إليك رئيس الحكومة

مرة أخرى يخرج إلينا بنكيران بتهريجات تجرح في رجال التعليم،الأمر ليس بغريب عليه أو على دولتنا لأننا نعلم جميعا أن من بدهيات ومبادئ دولتنا تبخيس قيمة المعلم و دحره في الدرك الأسفل من قطاعات هذا الوطن، ولكن العجاب الذي يثير الدهشة أو السخرية في كلام رئيس حكومة هو حديثه عن مشكل المنظومة التعليمية تعقيبا على النائب البرلماني اللبار الذي كشف شيئا من فساد يمخر جسد تعليم يئن أنين الاستغاثة من براثن لوبيات تتاجر في القطاع على هواها.

السيد رئيس الحكومة بدل أن يطالب بفتح تحقيق في ما قيل من أجل محاسبة لوبيات الفساد،طفق ينهق فالبرلمان بعبارات رثة يصف بها وضع التعليم ببلادنا مشخصا الداء في رجالاته وآباء التلاميذ -وكأنهما الجانيان الوحيدان على جودة التعليم- دون تحميل الدولة المسؤولية وكأن لا ناقة ولا جمل لهم في ذلك.

يارئيس الحكومة

ألم تعلم أنك وأترابك من الوزاراء الذين آثروا هجرة مدرسة الفقراء فعلتم ذلك لأنكم تعلمون علم اليقين أن أموااالا خصصت للمنظومة نهبت وطمست من قبل أولئك الذين قلتم لهم عفا الله عما سلف ؟.أين يا رئيس الحكومة تلك الأموال الباهضة و تلك البطون النهمة؟ألم تر يا رئيس الحكومة غير المعلم مقصرا والأب للنقط طالبا؟؟

إن كل أب من فقراء هذا الوطن لم يطلب نقطة زيف تضاف الى ابنه وإنما طلب عيشا كريما وتعليما مريحا ،طلب بقسم قريب من كوخه في القفر يقيه عذاب الأميال في زمهرير الشتاء،طلب بمرحاض في مدرسة متآكلة الجدران،طلب بعدل وتكافؤ في الفرص بين فلذة كبده وبين أبناء المعالي في اجتياز الامتحانات والمباريات ومناصب الشغل....حلم بمقررات تنور فكر ابنه ليرقى بمجتمعه بدلا من خزعبلاتكم المدرسة حاليا،إن الأب طلب منكم يا رئيس الحكومة الكشف عن سعادة او فخامة من سرب امتحان الباكالوريا لابنه ليضمن له نجاحا ليس كنجاح ابن الشعب،..هذا ما يطلب الأب ويحلم به وليس ما تقوله أنت !

إن من يطالب برفع النقاط يا رئيس الحكومة اولئك الجلوس على كراسيهم الجلدية في مكاتب مكيفة (حمالة أوجه)،أو لم تدر أن الأستاذ المحبوب عند مديره ندي حبر أحمر على متعلميه ولو تعثروا؟أو لم تسمع أن مدير المؤسسة الأعلى نقطا ولو زيفا من خيرة المديرين عند المدير الإقليمي؟أو لم يصلك نبأ المدير الإقليمي الذي حصلت مديريته على الرتبة الأولي في نسبة النجاح على مستوى جهته قد نال تنويه من مدير الأكاديمية. .؟؟

وهكذا ارتق يا رئيس الحكومة في أسباب المناصب في تراتبية تؤمن بالزيف سبيلا للنجاح،ولك أن تطلق الأحكام كما تشاء وانس التماسيح فلا قدرة لك عليهم إنما قدرتك على المغلوب الفقير، فاقذف المعلم إن المعلم قد درس لتلميذه قول المتنبي:

إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل