الرئيسية | أقلام حرة | نهاية خطاب الداعية

نهاية خطاب الداعية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
نهاية خطاب الداعية
 

 

لا تهمني نزوات الأفراد إذا كانت في حدود حياتهم الخاصة فهي مِلكٌ لهم، لكن إذا قذفت بشضاياها إلى الفضاء العـام تصبح مادة صالحة للتناول العمومي ما دام أصحابها هم نخبة تؤثر في عقول ومصير الناس، ويتحملون فوق ذلك مسؤوليات عمومية في المجتمع. إنه لسان الحال في واقعة الانحراف الأخلاقي لقادة حركة التوحيد والإصلاح. فالأمر ليس بسيطا كما يسود الاعتقـاد.

وجه الحرج والحقيقة المرّة يبدأ من توصيف طبيعة العلاقات التراتبية داخل الحركة الدعوية، المبنية على الطاعة والامتثال، يكون فيها الشيخ/الزعيم/الأمير نموذجا وأسطورة في عيون الأتباع والمريدين، ويحيطون شخصه بهــالة من القدسية أحيانا لأنه حاملٌ لكلام الله وتعاليم الدّين، فلا يأتيه الباطل من خلفه ومن أمامه، ولا تزيغ فتاويه عن المحجة البيضاء. فكيف إذن لهذا البناء النموذجي/ الأسطوري في قلوب وعيون ومخيلة الأنصار والأتباع، أن ينهار بهذه السقطة المدوية، وأن يتحول هذا الصفاء الروحي المزعوم والزهد الملغوم إلى نقيضه بغير قليل من النفاق الأخلاقوي ؟

 ولأن حركة التوحيد والإصلاح هي المورد الإيديولوجي والفكري والبشري الذي يتغذي من معينه الحزب الحاكم ، الذي يؤسس على مقتضاها خطابه السياسي المشحون بالهوس الديني و الأخلاقوي، فإن سقوط القناع عن  خطاب الداعية/ الأصل، إنما هو مقدمة لإفلاس البناء الإيديولوجي ولانهيار المنظومة القيمية الدعوية التي تمنح المشروعية للخطاب السياسي للإبن الأنبوبي، وهو هنا الحزب الحاكم، وتوفر لممارسات أعضائه وسلوكهم السياسي اليومي أسباب المقبولية وصك البراءة أمام أي ااأمام أي اتهام مفترض.

 لو تعلق الأمر بنزوة عابرة في حالة ضعف لجاز القول في أقسى حالات التعاطف، أن النفس أمّارة بالسوء، لكن أن يزيدوا عنها، وهما وعّاضٌ يفتون في أمور الدّين والدنيا، بأزعومة الزواج العرفي، فذلك عذر أقبح من النزوة نفسها، ولعمري أتسائل عن عدد عقود الزواج العرفية المبرمة بين الإخوان والأخوات...!.

ليس من اللائق بناء خطاب سياسي أو انتخابي على أنقاض هذا الضرب من الانحرافات الشخصية والفضائح الأخلاقية ، وما أكثرها عند الإخوان كما عند غيرهم، ولكن ما يهمني هو أن ينهل الخطاب السياسي، من قاموس السياسة، مفرداتـه ومقدمـاته وأخلاقياته  وأطروحاته في مجال تدبير شؤون الدولة والمجتمع، لا أن يكون مؤسساً على الأخلاقوية والملائكية ووهم الزهد والعصامية، فذلك ليس من مشمولات السياسة، وما عاد بإمكانه إثارة حماس الأتباع و التنفيس عن احتقـانهم، ففي النهاية، لن يمكث في الأرض إلاّ ما ينفع الناس.

مجموع المشاهدات: 2006 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | مغربي
كانوا منتشرين كالجراد يحصون علينا انفاسنا ويكتمون فرحتنا حتى في اعراسنا في المدارس والحافلات والمستشفيات وصرنا كالنعاج نطاطيء رؤوسنا وندخل المنازل للاختباء من عسس الاخلاق وحراس معبد الفكر المحنط، ولم نعد قادرين على البوح بما يعتمل في العقل والصدر والخيال، حتى قتلوا فينا الاحساس بالجمال والابداع وصار الحديث في اي موضوع يحرك ثعبان الاخلاق في اكلنا وشربنا وتحليلاتنا وخيالنا وصارت الثقافة جرما يخشاه الناس فتعملق اقزام الضحالة الفكرية وصاروا دكاترة وباحثين لا يشق لهم غبار. فدفنا ابداعنا وصرنا نبكي خلسة من المقبل الٱتي نخشى الغد ونرى كيف تنمو ثقافة البساطة والتعميم والتسطيح .وظهرت التباشير مع اشخاص صاروا وزراء يتلعثمون في نقل المعلومات والتعبير عنها حتى بلغة الضاد التي يحرصون على الإدعاء بأنهم عليها مدافعون وعلى الهوية يذوذون ضد ” الحداثيين مروجي افكار الغرب الكافر ” وصرنا لا نحن بالعرب ولا من العجم وفي الاماكن العامة تجد من يتصدى لك ويتحداك بأن الناس بهم سعداء ولا زيادة في الاسعار بل كل شيء بحساب في المقاصة والتقاعد والتشغيل ….ويئن المرضى في المشافي وتنزل الهراوة على للطلبة والموظفين والمعطلين ويأتي من يتبورد عليك شاهرا قبضة اليد كأنه فرعون صارخا في وجه كل منتقد من النقابات بأن الحق الذي لديهم هو الإنصات ومن تململ فالاقتطاع من الاجرة والمنع من التشغيل والمديؤنية وكلها اصلاحات يا بني كلبون الجياع المغرورين كالنعاج…. وحتى للنيك هناك من يتبارى لتبرئة المذنبين بانهم اشرف من الشرف وان الساعة الاضافية خلخلت لحظات الجماع فلم لا تكونون فحولا يا حداثيين.! وتساءلت عن الخودنجال والاعشاب والوصفات التي ضربت اطنابها بين صفوف القوم…واكتشفت كالابله أن هناك ثقافة أخرى نبتت في تربة بلادي التي صارت تمتح مشاتلها من بلاد الأفغان وباكستان وحتى تتلون بلون المعاصرة تنقل الى بلاد التركمان فتتشبع بعطر اوروبا وافكار اردوغان….وكذلك كان وهناك علموا أبناءهم واسبغوا عليهم نعم اردوغان فيصيح حارسهم بانه حقق ما عجز عنه السابقون والمنحة عممها ويتحدى من كان…. مع أن اوروبا تعج بأبنائنا بلا منح يقاسون قهر الايام ومنهم من يشتغل ويدرس ليخفف عن الابوين شح الاموال وجوع الايام خمس سنوات عجاف وعشرات مثلها عشناها نلوك الالم بصمت لان الجميع ترك حلبة العراك والتهمته متاعب الابناء وهم في انهار الاموال والرذيلة يرفلون يراكمون الثروة ونحن من البحث عن كسرة خبز نئن ونبكي القادم من الايام.فارحم اللهم عبادك من الظلم والطغيان وانشر شٱبيب رحمتك علينا أن فارقنا الحياة وافئدتنا بالالم تنطق او تكاد.
مقبول مرفوض
1
2016/08/22 - 04:13
2 | rabah
الامر شديدالتغقيد
ليست هتذه الحادثة وحدها هي التي تجعل الامر غير بسيط , فمنذ ان تراجع اليسار الى حد الانهيار , ووجد الاسلامويون المجال للانتشار , لاحت في الآفاق مظاهر تدهور الاوضاع , فسلك النظام سياسة خلط الاوراق وضرب الابيض بالاسود , والاسود بالابيض , وترقية الحاج موسى واقالة موسى الحاج , فهل كان حال الشعب المغربي المسكين احسن حال في عهد حكومة التناوب , وهل سيكون غدا مع البام اقل سوءا وضنكا مما يعانيه اليوم مع الذئاب الملتحية الامر معقد وسيزيد تعقيدا وهذا ما نتمناه لان بعد العسر يسر ان شاء الله
مقبول مرفوض
0
2016/08/24 - 11:07
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة