الرئيسية | أقلام حرة | أزواج (متوحشون )و زوجات مستسلمات

أزواج (متوحشون )و زوجات مستسلمات

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أزواج (متوحشون )و زوجات مستسلمات
 

 

الأصل في الزواج الحب ،و الأصل في مؤسسة الحياة المشتركة أن نبني بيوتا نعمرها بدفء علاقتنا التي تكتسب شرعية استمرارها و جدواها من الاحترام أولا و الاحترام ثانيا و ثالثا...و أخيرا.

لكن بعض الأزواج بما يملكون من سلطة ذكورية قمعية ، يتعاملون مع مؤسسة الزواج بمنطق العلاقة بين القوي و الضعيف و هم بالطبع الطرف القوي الذي يأمر و ينهي ،و لا يتوانى عن فرض سيطرته من خلال التطاول على الزوجة باللسان حينا و اليد حينا آخر بحيث تتحول البيوت الى ميادين قتال يتخد فيها العنف المنزلي أشكالا و صورا عدة. و الزوجة وسط هذه المعركة غير المتكافئة تجد  نفسها أمام واقعين أحلاهما مر.. فاما أن تقاوم و تقاوم حتى رمق الكرامة الأخير، و اما أن ترضى للأمر الواقع و تستسلم لقدرها بالعيش في كنف زوج(ارهابي).فأي واقع تختاره نساؤنا؟ و الى أي مدى يمكن أن تحتمل المرأة ارهاب الزوج و عنفه؟

قبل الزواج تكون الأمور على أحسن ما يرام ،لكن بعد فترة وجيزة من الزواج تدخل  الزوجة في امتحان حقيقي من حرب الأعصاب ، يمارس  عليها زوجها المتوحش كل أشكال الاستفزاز و التجريح المتخيلة.حاولت زوجات في قرارة أنفسهن أن يغيرن أو حتى يخففن من مزاجهم و عجرفتهم لكنهن فشلن.مسلسل الارهاب الزوجي ما زال متفشيا في كثير من البيوت فحين يسقط القناع عن وجه الزوج السادي ،منذ بداية  الزواج ، تستحيل المعاشرة و تتحول البيوت الى حلبات مصارعة..فهل ما زلنا نعيش في عصر الجواري؟و هل للرجل الحق في البطش و الضرب من دون رادع ،أو وازع؟

المعروف أن الكلمة الجارحة مفعولها أقصى و أشد على نفسية المرأة من الصفعة لذلك نجد رجالا لا يتوقفون عن مسلسل الاهانات ضد زوجاتهم..يتطاولون عليهن باللسان أكثر من اليد..و هنا يصبح الطلاق الحل الأمثل فالمرأة عليها أن تكون حذرة منذ البداية من الصدام بزوج  عصبي ،ما لم تملك مفاتيح انفعالاته.

دوافع العنف

اهانة الرجل لزوجته نفسيا و جسديا قد يكون مرده لتعلمه هذا النمط من السلوك المنحرف منذ الطفولة و من خلال عملية التفاعل مع أفراد الأسرة،اذ يتعلم العنف اللفظي أو البدني بالطريقة نفسها التي يتعلم بها نمطا آخر من أنماط السلوك الاجتماعي.و من أهم الأسباب التي تجعل الزوجة تتحمل اهانة الزوج نجد انخفاض مستوى تعليم المرأة،و عدم شعورها بالاستقلالية أو عدم التحاقها بعمل خارج البيت ،يؤمن لها دخلا يغنيها عن حاجتها المادية للزوج ،اضافة الى عدم وجود مكان آخر تذهب اليه في حالة الانفصال عن الزوج،ناهيك عن حاجة الأطفال للرعاية ،ما يضطرها الى تحمل الاهانة لتباشر تربية أطفالها بنفسها.

العنف مهما كانت دوافعه يولد بالنسبة للزوجة مظاهر سلبية عميقة .تشعر بالقلق و الغضب و الاحباط و الاحساس بفقدان القيمة،و أحيانا قد تعاني من أعراض (اضطراب ما بعد الصدمة ) حيث يلازمها باستمرار مشهد الضرب أثناء اليقظة و النوم،و بالذات عند وجود أي مؤثر مرتبط بحوادث الضرب و العنف .و يصاحب هذه العوارض اضطراب في النوم و الانعزال و الشعور بالفزع عند أقل مؤثر ،فتحاول تجنب كل ماله علاقة بمشهد عنف.

ان حدوث العنف بين الوالدين ،أمام مرأى و مسمع من الأبناء يخلف على المدى البعيد جرحا نفسيا عميقا ،يلقي بظلاله على حياتهم المستقبلية بحيث قد يتبنون نمط حياة (عنيفا ) مشابها..مع زوجاتهم و أولادهم.

 

 

 

مجموع المشاهدات: 985 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة