الرئيسية | أقلام حرة | اللغة الانجليزية واقع أزمة في المنظومة الـتعليمية المغربية

اللغة الانجليزية واقع أزمة في المنظومة الـتعليمية المغربية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
اللغة الانجليزية واقع أزمة في المنظومة الـتعليمية المغربية
 

 

في مقال سابق، كنا قد تحدثنا على أهم أسباب تعطل المنظومة التعليمية بالمغرب، والذي جاء تحت عنوان " الثالوث الخطير والمعطل الأساس للمنظومة التربوية والتعليمية بالمغرب."لكن اليوم ننقل قرائنا الأفاضل من العام إلى الخاص،لنحاول تسليط الضوء على جانب من جوانب النكسة التعليمية في المغرب وبالتحديد في طريقة تدريس اللغة الانجليزية،وما مدى علاقة المغاربة بهذه اللغة؟

وللوقوف على أهم مشاكل إدماج اللغة الانجليزية في المنظومة التعليمية المغربية،كان لا بد لنا من وقفة لحظة تأمل وتقييم لوضعية هذه اللغة،ولتشخيص الداء وليس الاكتفاء بالحلول والطرائق البيداغوجية على كثرتها،اتجهنا بالسؤال إلى عدة أساتذة يدرسون اللغة الانجليزية وكذا عدد من التلاميذ والطلاب.

اتضح من جمع المعطيات أن جلها تنصب في كون اللغة الانجليزية إلى حد الآن ،تدرس كأنها مادة وليست لغة يحتاجها الطلاب في حياتهم المعيشة بعد التخرج أو عدم،سواء إذا ما اشتغلوا بالقطاع العام أو الخاص.بالنسبة لعدد كبير من التلاميذ لا يهمهم في الأول سوى النجاح وتحصيل الشواهد بمعدلات وهمية،وأنهم بعد التخرج يصبحون كخشب مسندة،أو كحمار يحمل أسفارا.

لكن هذه الوضعية التي وصلت لها،حالة التناقض الذي تمثلتها المنظومة التعليمية المغربية و الواقع العالمي و الإقليمي،تساهم فيها وبشكل كبير المزاجية و الارتجالية الحزبية الضيقة من جهة ومن جهة أخرى جيوب الممانعة الفرنسية ونخبها في المغرب،فصراع النخب الفرنكوفونية و أنصارها في الدولة،ومحاولة إحياء اللغة الفرنسية بعد موتها عالميا،وعوض نشر لغة شكسبير و تمكين عموم الشعب من هذه اللغة و التي أضحت منذ سبعينيات القرن الماضي لغة عالمية بامتياز.وكذا تغول اللغة الفرنسية في المسالك الجامعية و المعاهد العليا.كل هذا و أكثر يؤكد المثل المغربي "بحالة تتخوي الماء في الرملة" و المنطبقة بشكل أو بآخر على الحالة المزرية التي تعانيها اللغة الانجليزية كمادة من جهة وكلغة ثانية في المنظومة التعليمية المغربية.

ولاستحضار مثال من أقصى الشرق،من دولة عانت الوليات من الحروب،من دولة إلى سنوات كانت مثلها مثل المغرب وفي أسوء حالات هذا الأخير.إنها اليابان والتي اعتمدت على التدريس باللغة الانجليزية وخاصة في تدريس  المواد العلمية،مستندة في ذلك لما قاله "فوكوزاوا يوكيتشي" في منتصف القرن التاسع عشر،بحيث "أصر على أن تدريس العلوم الغربية باللغة اليابانية لا يحقق القدر المطلوب من الكفاءة وأن النظام التعليمي الذي يستخدم الإنجليزية في مختلف مراحله يحقق أكبر الفائدة للشعب الياباني وتنبأ بأن الحضارة اليابانية سوف تحتل مكانة عالية في العالم الأكاديمي الياباني يوماً ما ( عن كتاب التنوير بين مصر واليابان ،دراسة مقارنة في فكر رفاعة الطهطاوي وفوكوزاوا يوكيتشى.

والواقع اليوم أن اليابان فعلا استطاعت أن تتقدم في مجالات متعددة،فهل العقول اليابانية أحسن من العقول المغربية؟أم أن هناك أمور أخرى تعيق التطور في هذه الدولة؟والى ذلك الحين ،تبقى اللغة الانجليزية واقع أزمة في المنظومة التعليمية المغربية.

 
مجموع المشاهدات: 1012 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة