الرئيسية | أقلام حرة | الشباب و العمل السياسي..... أية علاقة

الشباب و العمل السياسي..... أية علاقة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الشباب و العمل السياسي..... أية علاقة
 

 

مستقبل بلادنا في شبابها، و لا مستقبل لأمة بدون شبابها، أجوبة جاهزة، كثيرا ما نسمعها من المسؤولين و القيادات الحزبية بمختلف اتجاهاتها، لكن هل هذه الكلمات فعلا تؤمن بها هذه الأحزاب و قياداتها أم أنها فقط مطية للوصول إلى مقاليد الحكم و ممارسة السلطة ؟

 

تعد فئة الشباب أكبر الشرائح في المغرب، فالشعب المغربي شعب شاب بامتياز، لكن المفارقة أن تمثيلية هذه الفئة في هياكل الأحزاب السياسية المغربية ضعيفة جدا، بالرغم من أنها تعد كتلة انتخابية كبيرة،فالمغرب وحتى بعد أحداث 2011 و ما تلاهامن إحداث دستور جديد، فيه ما فيه و عليه ما عليه، إلا أنه يبقى أكثر الدساتير التي عرفها المغرب منذ الإستقلال ديمقراطية بشهادة القاصي و الداني، وكذا عمل إنتخابات نزيهة و شفافة، ما زال يعرف عزوفا شبابيا عن السياسة و العمل السياسي، يتجلى في عزوف إنتخابي (إن لم نقل مقاطعة للإنتخابات)، و كذا عزوف عن الإنخراط في الأحزاب السياسية الوطنية،منتجا واقعا سياسيا شاذا، إذ كيف لدولة أن تنمو و تتطور و تفرض وجودها في الساحة الإقليمية و الدولية من دون إستغلال طاقات شبابها و الإستفادة من الرأسمال الشبابي الموجود على إقليمها و خارج ترابها.

 

من خلال التحدث مع الشباب تصل إلى إستنتاج، مفاده أن الشباب المغربي المتعلم منه و الأمي يمتاز بوعي سياسي، يجعله غير كافر بالسياسة و العمل السياسي، بل يرى أن السياسة الجادة و الحكيمة البعيدة عن السياسوية وحدها القادرة على تحقيق كل ما يصبو إليه المواطنونو ما يحتاجه الوطن، لكن الأمر و ما فيه أنهم فقدوا الثقة و لا زالوا في العملية السياسية و كذلك في الفاعلين بالساحة السياسية، و بكل موضوعية شبابنا على حق كيف يثق في عملية سياسية مخرجاتها معدة سابقا في غرف مقفلة، كيف يثق في أحزاب أغلبها تعرف تنقلات للقيادين منها و إليها، كالحسن حداد القيادي البارز في الحركة الشعبية سابقا و السيد الوزاني الرجل اليساري المترشح بإسم العدالة و التنمية، و الشيخ أبو حفص و المنشقون عن العدالة و التنمية الملتحقون بالأصالة و المعاصرة (من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار).كيف نطالب الشباب بالانخراط فالأحزاب و أن يكونوا فاعلين في الحياة السياسية، وهم يرون أمناء الأحزاب يتراجعون عن كلامهم و يتخلون ع مبادئهم، و خير مثال هنا السيدة نبيلة منيب، السيدة الأولى في الحزب الإشتراكي الموحد، تترشح في اللائحة الوطنية للنساء في إنتخابات 7 أكتوبر، من أجل الفوز بمقعد في مجلس النواب ، و هي لا طالما هاجمت الريع بكل أنواعه و الريع السياسي على الخصوص.

 

شبابنا متعطش للعمل من أجل المصلحة العامة و الوطن، لكنه يريد عملية سياسية ديمقراطية شفافة، و أحزاب سياسية تمارس الديمقراطية الحزبية على المستوى الداخلي،و عندها برامج واقعية، برامج قابلة للتنفيذ و ليست لتأتيت المشهد فحسب، تضع إصلاح التعليم و الصحة و القضاء و تطوير و حوكمة الإدارة، لما لهذه القطاعات من أهمية قصوى في تحقيق تنمية إقتصادية حقيقية، تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين، و تعتبر محاربة الفقر و التهميش و القطع مع سياسات التعطيل(أو كما يصطلح عليها بالبطالة أو العطالة ) واجبات أخلاقية أولا و مدخلا لتحقيق الإستقرار و الأمن و السلم المجتمعي ثانيا. أحزاب عندها قيادات تؤمن بمبادئ العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص و الشفافية و نظافة اليد، متمسكة بالقيم المغربية، محاربة لكل ما من شأنه إستلاب الهوية المغربية، مؤمنة بضرورة الإنفتاح على العالم الخارجي. شبابنا يطالب بقيادات تعمل أكثر مما تتكلم،تسهر على الوفاء بإلتزاماتها و لها الشجاعة على الإعتراف بالفشل في الملفات التي لم تحقق فيها المطلوب أو لم تفيبالمتعاقد عليه مع المواطنين.

 

الشباب المغربي شباب واع مسؤول يحتاج فقط إلى توفير مناخ صحي يستطيع أن يعمل فيه.

مجموع المشاهدات: 1443 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة