الرئيسية | أقلام حرة | هل رأيتم كيف يتخلّص المخزن من أصدقائه؟

هل رأيتم كيف يتخلّص المخزن من أصدقائه؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل رأيتم كيف يتخلّص المخزن من أصدقائه؟
 

 

من الواضح جدّاً أنّ المخزن الذي ابتلي به وطننا العزيز والذي امتصّ عروقه منذ سنين، يزداد قوة وعظمة وشموخا يوما بعد يوم ،وهوّ الذي يهدّد ويتوعّد ويعلن البراءة من كل الخارجين عن طريقه.قد يمكّنك المخزن في أرض المغرب، وقد يطلق لك العنان لتمارس السياسة كما يحلو لك، وقد يتجاوز عنك وعن أخطائك وعن نهبك، ومستعدّ أيضا أن يقدّم لك كل التقدير والاحترام ما دمت وفيّا له، لكن ما إن فكّرت في التّمرد على هذا المخزن أو فكرت فقط في انتقاده فإنّك ستكون من المغضوب عليهم، ومن الذين لا يمكن أن تشملهم رحمة المخزن.

 

انتقاد المخزن ومعارضته أصبح من الطابوهات والخروج عنه يعدّ خروجاً عن الدّين وعن القانون وعن الطريق المستقيم، وهو أمر سيُخرج صاحبه من رحمة المخزن، ومن يدري ربّما يُوصله انتقاده إلى ما لا تحمد عقباه .

 

ما وقع مع بن عبد الله وزير السكنى و التعمير وسياسة المدينة سبق وأن وقع مع الكثير ممن حاولوا الخروج من حضن المخزن، وهو ما سيقع مع الكثير من الذين سيحاولون في المستقبل اتّباع نفس النهج لكنّها ضريبة يؤديها كل الذين ارتموا في أحضان المخزن أيضا، و يؤديها كل الذين كانوا يقدّمون كل الولاء والطاعة لقوى التحكم ،ومن الذين تحالفوا معها ضد الشعب المقهور.

 

قوى التّحكم لا تعرف تحالفاً ولا تعرف صداقات، ولا يمكنها أن تبقي على المتمرّدين، فعندما ينتهي دوره في خدمة التّحكم والاستبداد يكون التّخلص منه ضرورياً بل واجبا وطنيا في كثير من الأحيان .

 

حزب التقدم و الإشتراكية كغيره من الأحزاب السياسية التي كان دائما في خدمة المخزن، وهو الحزب الذي قدّم الغالي والنفيس من أجل أن يحيا هذا المخزن، لكن ما إن حاول التنصل من التزاماته جيّش المخزن كل المنابر وكل الجهات من أجل شيطنة الحزب .

 

ما وقع مع نبيل بن عبد الله وما أثارته تصريحاته الأخيرة سبق وأن وقع مع حزب العدالة والتنمية في أكثر من مرّة خصوصا عندما كانت بعض القيادات تتحدث عن التحكم وعن تدخّلاته في الحياة السياسية، وهو ما أقلق المخزن الذي ردّ عليهم بقوة في كثير من الأحيان، وكلّنا نتذكر البلاغ المشترك بين وزارتي الداخلية والمالية فيما يتعلق بتفويت أراضي الدولة بثمن رمزي، والذي أثار جدلاً داخل المغرب وخارجه، حيث ردّ البيان بشكل صريح على حزب المصباح وعلى كل من يشكك في خدّامه وفي عطاءاتهم التي لا تنتهي .

 

بعد حادثة تصريحات بن عبد الله بدأت بعض الأصوات تطالب المغاربة بالتضامن مع الرجل وقالت إن زعيمهم مستهدف من طرف قوى التحكم التي عاثت في بلاد المغرب فسادا لكن السؤال المطروح أين كانت هذه الأصوات التي تعلن التضامن مع وزير السكنى و التعمير وسياسة المدينة ضد ما يسمونه التحكم؟ وأين كان بن عبد الله عندما كانت قوى التحكم تستعبد الشعب منذ سنين لماذا لم يتضامنوا مع الشعب ولماذا لم يخرجوا ليقفوا ضد هذه القوى عندما كانت تذيق هذا الشعب الويلات.

 

لا أحد من الشعب سيقبل التضامن مع هؤلاء الذين يرمي بهم المخزن، ولا أحد سيقبل أن يجعلهم أبطالا، فالشّعب سئم من من هؤلاء، ولن يقبل أن يلدغ من الجحر عشرات المرّات .

 

ما يجب أن يعرفه الكل أنّ كل من شارك المخزن في مسرحياته، وكلّ من تحالف معه ضد الشعب سيكون مصيره مزبلة التاريخ بعد أن تنتهي مهمته والأمثلة

 

كثيرة في ذلك، فالمخزن لا يعترف بالصداقات ولا بالتحالفات ولا يؤمن إلا بمن يخدم مصالحه .

 

من هنا يجب أن تتعلموا كيف تحافظون على كرامتكم وأن تعرفوا جيدا كيف تصنعون لأنفسكم أمجادا بعيدا عن أمجاد المخزن المزيفة.

مجموع المشاهدات: 1652 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة