الرئيسية | أقلام حرة | الشَّعْوَذَةُ و مُصْطَلَح " الْفَقِيه "عِنْدَ الْمُجْتَمَع الْمَغْرِبِيِّ‎

الشَّعْوَذَةُ و مُصْطَلَح " الْفَقِيه "عِنْدَ الْمُجْتَمَع الْمَغْرِبِيِّ‎

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الشَّعْوَذَةُ و مُصْطَلَح " الْفَقِيه "عِنْدَ الْمُجْتَمَع الْمَغْرِبِيِّ‎
 

 

لَا تزَالُ ظَاهِرَة الشَّعْوَذَة فِي الْمُجْتَمَعِ الْمَغْرِبِيِّ، مِنَ الظَّوَاهِرِ الَّتِي تَشْغَلَ اِهْتِمَامُ كَثِير مَنِ الْمُتَخَصِّصِينَ فِي كَثِير مَنِ التَّخَصُّصَاتِ الْعِلْمِيَّةَ و الدَّيِّنِيَّةَ، و لَعَلَّ أبرزَهَا عَلْم الْاِجْتِمَاعِ و عِلْم النَّفْسِ، لَمَّا تَسَبُّبهُ هَذِهِ الظَّاهِرَةَ مِنْ أَثَارَ نَفْسِيَّةٌ و اِجْتِمَاعِيَّةٌ عَلَى الْفَرَدِ والْمُجْتَمَعَ الْمَغْرِبِيّ .. انها ظَاهِرَة مُسْتَعْصِيَة مُرْتَبِطَة بِسُلُوكَات شَاذَّةٍ عِنْدَ الْفَرَدِ.

ان مُصْطَلَحَ " الشَّعْوَذَة " دَائِمًا مَا يَرْتَبِطُ بـ " السِّحْر " Magic and Sorcery ،و الَّذِي يَسْتَنِدُ عَلَى اِسْتِحْضَارِ ما يسمى بِالْقُوَى الْخَفِيَّةِ أَوْ قِوَى الظَّلَام الَّتِي تُطْلَبْ مُسَاعَدَتُهَا لِتَحْقِيقِ مَكَاسِبِ شَخْصِيَّةٍ ،وعَادَةٌ مَا تَكُونُ هَذِهِ الْمَكَاسِبَ في اذاء النَّاسَ ،و بِالتَّالِي يُؤَدِّي الى الْهلَاكَ و الْفسَادَ و يُسَبِّبَ الضَّرَر. وَ قَدْ وَقَّفَ الْإِسْلَامُ مِنَ السِّحْرِ مَوْقِفًا حَاسِمًا، فَسَدَ كُلُّ طَرِيقٍ يُؤَدِّي إِلَيْهِ، وَحَرَمَ تَعَلُّمُهُ وَتَعْلِيمَهُ وَمُمَارِسَتَهُ، مَنَعَا لِضَرَّرَهُ، وَحَسَمَا لِمَادَّةِ الْخُرَافَةِ أَنْ تَتَسَلَّلَ إِلَى عُقُولِ الْمُسْلِمِينَ فَتَعَطُّلَهَا عَنِ التَّفْكِيرِالصَّحِيحِ، وَ التَّخْطِيطَ الْقَائِمَ عَلَى قَانُونِ الْأسْبَاب وَالْمُسَبِّبَاتِ الَّذِي قَامَ عَلِيُّهُ نظَامُ الْكَوْنِ.

لَابُدَ أَنْ نَسْتَحْضِرَ لمحة تارِيخِيَّة سَرِيعَةٍ حَوْلَ السَّحَر، فَعَنْدَمَا يَبْتَعِدْ الْإِنْسَان عَنْ مِنْهَجِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنّهُ يَقَعُ عرضة لِلْوُقُوعِ فِي اِعْتِقَادَاتٍ شَرَكِيَّةِ تَعْتَمِدُ عَلَى الْأَوْهَامِ وَالْخُرَافَاتِ، كَمَا أَنّهُ قَدْ يَلْجَأُ إِلَى بَعْضِ الْمُمَارِسَاتِ الَّتِي حَرَمَهَا اللَّهُ وَجعلُهَا مِنَ الْكبَائرِ وَمِنهَا اللُّجُوء إِلَى السّحرِ لِحَلَّ المشكلات وَتَحْقِيقَ الرغابات. وَمِنْ الْمَعْرُوفِ أُنَّ السّحر قَدِيم فِي تَارِيخ الْإِنْسَان وَمَوْجُود فِي مُعَظَّم الثَّقَافَاتِ الْقَدِيمَةِ وَ الْحَديثَةِ، و يَمكن مُلَاَحَظَةُ تَأْثِيرِهِ عَلَى كَثِير مَنّ أَوَجْهِ التَّفَاعُل ِالْإِنْسَانِيِّ مِثْلُ التَّفْكِيرِ وَالْمِهَنِ وَالْعُلُومِ وَالْمُؤَسِّسَاتِ الْاِجْتِمَاعِيَّةَ... وَيَذْكُرُ بَعْضُ الْبَاحِثِينَ أَنَّ مُمَارَسَةَ السّحر كَانَتْ مُنْتَشِرَةٌ فِي بَعْضِ الْمُجْتَمَعَاتِ لِدرجةِ أَنّهُ كَانَ يُمَارَسْ مِنْ قِبَل غَالِبِيَّةِ أَفُرَادِ الْمُجْتَمَعِ فِي حَيَّاتِهِمْ الْيَوْمِيَّةِ كَمَا كَانَ سَائِدًا فِي بَعْضِ الْقَبَائِلِ الْبَدَائِيَّةِ فِي آسِيَا و أفريقيا ..لَكِنْ

- هَلْ يُمْكِنَنَا ان نُقَارِنُ الْمُجْتَمَع الْمَغْرِبِيّ الْمُحَافِظَ بِبَاقِي الْمُجْتَمَعَاتِ ؟

شَخْصِيًّا لَا يُمَكْنَنَا ان نُقَارَنْ الْمُجْتَمَعَ الْمَغْرِبِيَّ بِبَاقَيْ الْمُجْتَمَعَاتِ لِعُدَّةِ مُسَوِّغَاتٍ مِنهَا دَيْنِيًّا و ثَقَافِيًّا وَاِجْتِمَاعِيًّا، فَالْمُجْتَمَعَ الْمَغْرِبِيَّ مُجْتَمَع اسلامي و ثَقَافَتهُ مُغَايَرَة لِثَقَافَةِ الْاخَر، و مِنَ الرَّغْمِ ان الْمُجْتَمَعَ الْمَغْرِبِيَّ اسلامي الًا ان ثَقَافَة الْبَدْوِ لَا تُزَالُ قَائِمَة فِي وَعِيّ بَعْض الْأَفْرَاد فِي الْمُجْتَمَعِ الى يَوْمنَا هَذَا و غَالِبَا مَا تَرْتَبِطُ هَذِهِ الاسباب بِالْجَهْلِ أَوْ الْعُقَدَ النَّفْسِيَّةَ و الْاِجْتِمَاعِيَّةَ، الَّتِي آلت الى هَذِهِ الثَّقَافَةَ الْمَبْنِيَّةَ عَلَى اِفْتِرَاضَات خُرَافِيَّةَ.

يَقُول عَالِمُ الأنتروبولوجيا الدُّكْتورَ مُحَمَّد بلفقيه أَنَّ "- الشَّعْوَذَةَ وَالسّحر - شَكل مِنْ أَشكَالِ الثَّقَافَةِ الْمَرْئِيَّةِ، وَهِيَ جُزْءُ مِنَ الثَّقَافَةِ الشَّعْبِيَّةِ" ، و بِالتَّالِي تَكُونُ- الشَّعْوَذَة- لَهَا اِرْتِبَاط وَثِيق بِالْأَبْعَادِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ لِلْفَرَدِ و تُعَدُّ مُؤَشِّرَا حَقِيقِيًّا عَلَى وَجُودِ أَزْمَة حَقيِقية.

زبائن الْمُشَعْوِذَيْن .. ومُصْطَلح " الفَقِيه "

مِنَ الْغَرِيبِ ان بَعْض الْفِئَات الْوَاعِيَةَ لَا تزَال فِي جَهْلِهَا. لَا تُرِيدُ أَنْ تَسْتَسْلِمَ لِوَاقَعَهَا وَلَا تُرِيدُ أَنْ تَنْتَفِضَ عَلَى جَهْلِهَا الَّذِي يَزْدَادَ بَعْدَ مُرُور الْأيَّامِ، انها عقدة نَفْسِيَّةَ آلت الى عَدَم ادراك هَذَا الشيئ ، صُفُوف بِالْجُمْلَة ، نِسَاء يَتَبَادَلَنَّ حَديث " الْفَقِيه " الَّذِي يُنْقَذُ الْفَتَيَات الْعَازِبَات مِنْ حَضِيض " الْبَوَارَ " عِبَر طلامسه و طُقُوسهُ الشِّرْكِيَّة ، مُصْطَلَحَاتُ بِالْجُمْلَةِ يَتَدَاوَلُهَا " الْفَقِيه " مَعَ زبنائه ك " الثِّقَافَ"،" الْقَبُولَ" و غَيْرهَا... من المصْطَلَحات الدَجَلية التِي تُعَبِرْ عنْ انحِطَاطَ هذَا " الفَقِيه " . فمِنَ الْخَطَأِ الْقولِ اِنْهَ " فَقِيه " و هُوَ فِي الأصل " دَجَال " بَرِعَ فَنُّ الْكَذِبِ، فَمُصْطَلَحَ " الْفَقِيهَ " يَرْتَبِطُ بِالْعَالِمِ الْمُهْتَمِّ بِدَرَّاسَةِ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ. وَفِي اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْ فَقِهَ الشَّيْءُ أي عَلْمَهُ، وَفقهَاء جَمْعِ فَقِيهِ وَ الْفِقْه هو العلم بِالْإحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الْعَمَلِيَّةِ الْمُكْتَسِبِ مِنْ أدلتِهَا التفصيليه وَالْأَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ و غَيْرهَا مِنَ الامور الدِّينِيَّةِ، و مِنْ شُرُوطِ الْفَقِيهِ كَثِيرَةُ وَلكن نُجْمِلُهَا بِعِدَّةِ أُمُورِ مِنهَا: مَعْرِفَةُ كِتَابِ اللَّهِ فَهُمَا وَحَفِظَا وَاِسْتِحْضَارًا و الْعَلْمَ بِالسَّنَةِ النَّبَوِيَّةِ وَيَشْمَلُ ذَلِكَ الْحَديثَ الصَّحِيحَ وَالْحُسْنَ وَالضَّعِيفَ و الْعلمِ بِالْإِجْمَاعِ لِأَنّهُ مَنْ طُرُق الإستدلال و الْعَلْمَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِمَعْرِفَةِ الْوَحْيَيْنِ وَاِسْتِخْرَاجَ الْأَحْكَامِ مِنهُمَا عَنْ طَرِيق الْفَهْمِ الصَّحِيحِ لِلنُّصُوصِ و الْعَلْمَ بِالْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ فِي التَّشْرِيعِ الْإِسْلَامِيِّ و مَعْرِفَة أَقْوَال الصَّحَابَةِ و بِالْقِيَاسِ ضَبِطَا وَاِسْتِدْلَاَلًا و بِالْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ الْكُلِّيَّةِ وَالْجُزْئِيَّةِ و أَنْ يَعْمَلَ بِالْاِسْتِصْحَابِ . انها شُرُوط لَا يُمْكِنْ " لِلْفَقِيهِ- الدَّجَال-" ان يَتَوَفَّرَ عَلَيهَا الْبَتَّةَ،

فَلِمَاذَا يعْتَبرَ الدَّجَالُ فِي الْمُجْتَمَعِ الْمَغْرِبِيِّ فَقِيهٌ ؟

ان اغْلبْ مِنْ يتوافد عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُشَعْوِذِينَ مِنَ الطَّبَقَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ والْهَشَّةَ، و أغْلَبِيَّتَهَا يَغْلِبُ عَلَيهَا التَّفْكِير الشُّعْبَيَّ و الْأُمِّيَّةَ، و بِالتَّالِي هُمْ ضَحَايَا لِتَفْكِيرِهِمْ الَّذِي سيأدي الى نِهَايَة الْمَطَاف ، تَبْذِير أَمَوَّالِهِمْ والْعَيْشَ فِي دَوْمَاتٍ نَفْسِيَّةٍ قَدْ تُؤَدِّي الى الْجُنُونَ. و يمكننا أن نلخصَ قَوْلنا بان الْإِسْلَامَ جَاءَ و كَرَّمَ عَقْل الْإِنْسَان، و جُعَلَهُ يُمَيِّزُ بِهِ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ لكنَ أَغَلَبَ النَّاس لَا يُحَسِّنُونَ اِسْتِغْلَاَلَهُ و مَوْقِف الْإِسْلَامِ مِنَ الشَّعْوَذَةِ هُوَ الْبُعْدُ عَنهَا وَعمْنَ يعملهَا وَعَدَمُ تَصْدِيقِ أهْلهَا وَالتَّأَثُّرَ بِهُمْ، وَالْاِلْتِزَامَ بِمَا هُوَ مَشْرُوعُ مِنَ الْأَسْبَابِ مَعَ الْاِسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ في قَضَاءِ الْحَوَائِجِ وَالرُّقِيِّ بِالرُّقَى الشَّرْعِيَّةِ.

مجموع المشاهدات: 1548 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة