الرئيسية | أقلام حرة | الاِسْتِئصَال التربوي

الاِسْتِئصَال التربوي

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الاِسْتِئصَال التربوي
 

 

لقد أصبح المغرب ولله الحمد يتجاوب مع مختلف الخطابات والصرخات والخرجات التي يتبناها المواطن المغربي، والتي يتوخى منها إصلاح ما يمكن إصلاحه في مختلف القطاعات التي أصابها ورم ، ولكن ما يدعو إلى السخرية، أن أصحاب القرار في هذا البلد العزيز، من مسؤولين حكوميين وموظفين سامين و ما شابه ذلك، ينظفون آذانهم ليسمعوا ويتفاعلوا مع بعض الشعارات والمواضيع التي ستخدم مصالحهم و تلمع صورتهم ، بينما الملفات الشائكة التي قد تجعل وجوههم مندسة في التراب،ففي هذه الحالة قد يصيب آذانهم الصمم ، شافاهم الله وعافاهم من كل بلاء لأنهم خدام الدولة البررة، فمن بين القطاعات الحساسة التي أصبح بعض المشرفين عليها يبدعون في إصلاحها و ترميمها عبر مسار تاريخي طويل دون جدوى ، نجد قطاع التربية و التعليم ، الذي أجهز على ميزانية الدولة ، وفي الوقت نفسه أَرَّق الأسر المغربية ماديا ونفسيا ، وما يطربك في هذه البرامج الإصلاحية، تلك المصطلحات أو العبارات الرنانة التي ينعت بها أي مشروع إصلاحي سيدخل حيز التنفيذ ، كالميثاق الوطني للتربية والتكوين ، البرنامج الاستعجالي ، الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015-2030 ،أما الهيأة العامة المشرفة على تدبير أمور هذا القطاع الحيوي فتسميتها تقام لها الدنيا و تقعد “ المجلس الأعلى للتعليم “ فنحن لا نبخس دور هذه الهيأة أو قيمة المشاريع الإصلاحية المقترحة ،فقد تكون على المستوى النظري نتائجها مبهرة على المدى القريب والمتوسط والبعيد ، ولكن ما يهم هو الأجرأة والتفعيل الحقيقي للنظريات التربوية ،بمعنى آخر تأهيل العنصر البشري وتوفير البنيات التحية واللوجيستيكية ،إضافة إلى انتقاء برامج تعليمية تساهم في تنوير عقول طلابنا بدل أن تحدث لهم ارتجاجا ذهنيا، فيصيرونا بذلك سكارى وما هم بسكارى، والغاية من هذا كله ،هو الارتقاء بمنظومتنا التربوية ، وفي نفس الوقت كي لا يبقى تصنيفنا العالمي في هذا المجال وصمة عار على جبيننا -نحن المغاربة-. وعلى ذكر الإصلاح والترميم الذي يطال منظومتنا التربوية ، نحن اليوم أمام إصلاح تربوي لم يسبق له مثيل، استهدف مادة بعينها وهي التربية الإسلامية ، كأن الأعطاب والانتكاسات التي يتخبط فيها تعليمنا يعزى إلى هذه المادة التي تَرجمت ويَسَّرت لنا لغة القرآن، وسنة نبينا عليه السلام ،ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان حين اجتمع نفر من المؤلفين والسماسرة والمتطرفين عقائديا ، ورأوا في استئصال بعض الآيات والسور والشروحات من المقرر التربوي لمادة التربية الإسلامية ضرورة ملحة ستساهم في تنشئة الأجيال تنشئة دينية بعيدة عن التطرف الديني ،أضف إلى ذلك جعل هذه المادة تتماشى مع كل المعتقدات والديانات والثقافات ،بمعنى أنهم يَدعُون إلى السلام ،فبالله عليكم أليس قرآننا وسنتنا المحمدية رسالة سلام ؟ ، ولكن مع الأسف هناك من حرف لغة القرآن ،و استعصى عليه الامتثال لضوابط القرآن فسقط في المحظور أي الإساءة لرسالة القرآن،ومن جهة أخرى حتى من تبنى فكرة إصلاح ما اعوج في مقرر التربية

الإسلامية فتح الباب على مصراعيه للمؤلفين ودور النشر للاِسترزاق من وراء هذه العملية، متجاهلين بذلك ما سيتم تحيينه أو استئصاله ،أما الطامة الكبرى حين تسند المهام لغير أهلها ، بمعنى آخر أن بعض المؤلفين قد تجدهم لا يحفظون سطرا واحدا من الذكر الحكيم ،أو أن تكوينهم الفرانكفوني لا يساعدهم على فهم النصوص القرآنية ،وهذا ما جعلهم يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويكثرون من الأخطاء اللغوية و الإملائية ،وفي هذه الحالة غيبوا الحمولة الدلالية والمفاهيمية للنصوص الشرعية.وإلى ذلكم الحين، أي حتى يرى المولود الجديد النور ، أقول للمهووسين بتغيير وتحيين البرامج التربوية، أن يتجنبوا سخط الله عندما يتعلق الأمر بمراجعة النصوص القرآنية واستخلاص معانيها ، حتى لا يقف متعلمونا عند “ ويل للمصلين “ وبالتالي سيساهمون أنفسهم – المؤلفين - بقصد أو عن غير قصد ،في استئصال جوهر القرآن الكريم من قلوب المغاربة قاطبة، والمساس بشرف ومقدسات المملكة المغربية، التي يرعى شؤونها الدينية أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين.

مجموع المشاهدات: 781 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة