الرئيسية | أقلام حرة | البرلمان والجماعات أمكنة للمشرعين والمسؤولين الأكفاء وليس لمن هب ودب

البرلمان والجماعات أمكنة للمشرعين والمسؤولين الأكفاء وليس لمن هب ودب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
البرلمان والجماعات أمكنة للمشرعين والمسؤولين الأكفاء وليس لمن هب ودب
 

 

في يوم من الأيام دخلت مقر جماعة محلية وكان لي لقاء مع رئيس الجماعة ولما مددت له طلبي ووثائقي قصد الاٍطلاع عليها ناذى على موظف بجانبه طالبا اٍياه أن يخبره ويتلو عليه فحوى طلبي وما كان مكتوبا علي الأوراق وماذا سيفعل معي ويقرره لأكتشف أنه لا يعرف القراءة والكتابة وهو أمي بمعنى الكلمة ..وقد تأسفت لحال بلدي ودولتي التي لاتزال في القرن الواحد والعشرين تسمح للأميين والجهلة بالتقدم للاٍنتخابات الجماعية والبرلمانية لا لشيء اٍلا لأن ذالك الشخص المرشح صاحب أموال وشركات وثروة وجاه ضاربة بعرض الحائط سمعة الاٍدارة المغربية بنفسها وتطلعات المواطنين في تخليق الاٍدارة وتقدم البلاد ومواكبتها لعجلة التغيير والعلم والمعرفة التي يعرفها العالم وبها تصنف الأمم .

هاهي الاٍنتخابات البرلمانية المغربية تعرف حملاتها من أجل اٍختيار ممتلي الأمة والمواطنين في ظل اٍكراهات وتحديات كبيرة محلية ووطنية ودولية لا تسمح باٍرتكاب أخطاء الماضي واٍجترار سنوات أخرى من التعطيل التنموي والديموقراطي والعلمي في البلاد اٍلا أن واقع الحال والمتتبع للمشهد الاٍنتخابي سيلاحظ غياب بصيرة الدولة وغفوة مهندسي الاٍنتخابات عن هذا الأمر المتعلق بهوية المرشحين في الاٍنتخابات البرلمانية حيث كان لزاما أن تتخذ اٍجراءات قانونية صارمة تخذم مصلحة البلاد العليا وسمعتها وترنو اٍلى تخليق الوظيفة والاٍلتزام بالرجل المناسب في المكان المناسب ..أعني أن تضع الدولة شروطا لائقة في المتقدمين خصوصا للبرلمانيات تتوفر فيهم اٍمكانيات ومؤهلات علمية ومستوى دراسي معين لأن تقليد منصب برلماني ليس من باب التشريف أو الفوز على الخصوم فقط أو جمع النصاب القانوني لتشكيل الأغلبية وفقط بل هو تكليف وتحمل المسؤوليات المختلفة ..

تحمل مسؤولية النائب البرلماني هو تحمل لهموم وتطلعات المواطنين الذين وضعوا الثقة في هذا أو ذاك والعمل البرلماني مجال لتقديم المشاريع ومقترحات تنظيمية أو فضاء للتشريع والعمل الجاد المضني وليس للراحة والنوم والبحث عن الصفقات والاٍمتيازات وبطائق خذام الدولة والتنقيب على الريع ونهب ثروات الشعب ..العمل البرلماني مرآة الدولة والشعب ومقياس درجة وعي البلد بأكملها وصورة تعطى للدولة والشعب في الخارج وتسعة لجان دائمة يناط لها العمل المختلف من أجل تحسين المردودية التشريعية وطمأنة المواطنين ومراقبة الحكومة وبناء معارضة كفيلة بخلق تنافس شريف من أجل عطاء دسم يجيب لتطلعات ورجاء الشعب في تحسين عيشهم والشعور بكرامتهم والاٍفتخار ببلدهم في وجه الأعداء والخصوم والقطع مع أمية المتقف وبلادة البرلماني ونومه والاٍستغباء والتملص في خذمة القضايا الوطنية العادلة ..

ومن أوجه الرسوم الكاريكاتورية أن تجد رئيس جماعة أو برلماني أمي أو عديم الدراية بمنصبه وهو يترأس جيشا من المتقفين والمهندسين والدكاترة والمجازين يخذمونه كالعبيد في عرض اٍستهزائي للحقيقة المغربية الغير المقبولة في القرن الواحد والعشرين مقاولا أو عطاشا أو جزارا أو اٍسكافيا أو من أباطرة المخذرات أو مدرسا بسيطا أو غيرهم يتقدم لمنصب برلماني ليمثل ليس فقط جهته بل البلد كله وفي منتديات دولية ووطنية وقد تجده لا يعرف الكتابة والقراءة واللغات الأجنبية والقانون والتشريعات والسياسة الدولية وأسلوب الخطاب والديبلوماسية وقد تجد سيرته ملطخة بالمشاكل والفظائح الأخلاقية والمنازعات بل قد تجده لا يستطيع تسيير أسرته فما بالك بجهته وبالتالي يكون ممتلا للدولة المغربية ؟؟

لقد حان الوقت كي تعيد الدولة المغربية النظر في كثير من الأمور لاسيما حينما يتعلق الأمر بممتلي الأمة والبلد لأن الماضي واٍلى حد الساعة يؤكد فشل أغلب مسؤولينا في مناصبهم لضعف مؤهلاتهم ومستواهم ولتذمر المواطنين من مردوديات برلمانييهم ورؤساء جماعاتهم لما كان الرجل الغير المناسب في المكان المناسب ولما كان البرلمان كمؤسسة تشريعية مفتوحة لكل من هب ودب دون شروط معقولة تشرف البلاد والعباد اٍلا اٍذا كان ذالك مقصودا أي اٍيلاء مسؤول أمي مسؤوليات كبرى بغية التحكم فيه وتطويعه وهذا لا يشرفنا كمغاربة ولا نقبله مستقبلا ..

مجموع المشاهدات: 1049 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة