الرئيسية | أقلام حرة | مول الحانوت وحروب الشوارع

مول الحانوت وحروب الشوارع

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مول الحانوت وحروب الشوارع
 

 

لما يوشك أن يلامس سقف الربع قرن ، ونحن نحاول دون ملل إجتثاث قاعدة نخبوية من أصل جمهور من التجار الغارقين في غياهب التهميش ، وقد ساعدتنا مواقع التواصل الإجتماعي في تحقيق خطوات فائقة السرعة ، إنتزعنا بها مؤخرا إهتمام جزء غير هين من الرأي العام ، كانت إستمالته بفضل من الله ذات جدوى ، في أفق خلق نقاش موسع حول قضية مول الحانوت .

  الراجح أننا ما كنا بالغين هذا المستوى المحمود ، وإن كان متذبذبا بالمقارنة مع قطاعات أخرى ، فيما يخص جني تمار النضال ، لولا إلحاحنا المتواصل على إبراز الهالة الحقيقية لقطاع التجارة ، الذي تحجب أدق تفاصيله مجريات الشأن العام ، السائرة بتوجيه محكم على نمط ترتيب الأولويات ، وبالتالي إصطناع ثم فرض المتقدم منها بفعل التداول والتكرار .

  مسيرة الربع قرن التي توجت بمقالات أطلت على جمهور الرأي العام من نوافذ إعلامية متعددة ، وإن كانت في سياق القناعة والرضى ، تعتبر على أقل تقدير قاعدة بيانات ، أو مرجعا زاخرا بتفاصيل تعكس واقع حال مول الحانوت ، فقد كانت ولاتزال أحد المعايير ، التي لم تبرح نتائج قياساتها غرف عمليات التوظيب والتوظيف . فالنضج الذي يكاد يفقأ العيون ، قابله على جبهة إستثمار المحن إقطاعيون ، صاغوه في قوالب مناسباتية ، ليبعثروه على طاولات الهوى ، مثل سكارى يحرقون من أجل لحظة عابرة إرثا تليدا .

  أرى من وجهة نظري بعد شيوع حالة الفر والكر بين صفوف مناضلينا ، أن الحراك القطاعي الذي تبلور عنه ميلاد مجموعات متباينة المنهجية ، قد تمخضت عنها ما تكاد تشبه إلى حد ما حروب الشوارع ، نجمت عنها مقاومة المد الإستعماري الذي يكرس لثقافة الإستعباد ، وإن كانت الأمور ظاهرا تحيلنا على تفاقم متزايد ، مع تمادي أطراف منا في تعقب أوهام الزعامة ، على طول مشوارها المزروع بشتى أنواع الألغام فتكا بشعلة الأمل . هذا الترويض على الإنبطاح طمعا في إغراء زائل ، وحده كفيل بنسف قبس نور بمقدار حبة خردل . وإن سلمنا أن ما بدا من أعراض اللعق ، يمكن تجاوزها إلى غاية العودة إليها لاحقا لمعالجتها ، فمن المؤشرات الإيجابية التي أسفرت عنها إستطلاعاتنا ، أن حالة من الإستنفار القصوى قد خيمت على أجواء الشركات المتحكمة بزمام السوق المغربية ، وهذا في حد ذاته إنجاز ، يشهد على تموقع بالغ الأهمية ، بمقدوره قلب الموازين وإستنزاف قوى مناوشة ، قد لا تخطر على بال ، بات إغتنام الوقت ضرورة ملحة لترويج خطابات على هذا النحو من منطلق تمركز جيد في أفق تفاوض ميثالي ، نحن على قاب قوسين منه أو أدنى من ذلك .

  على مدى مايربو من الربع قرن ، ونحن نردد على مسامعكم ، أن منزلة شريك التي أنهكت مول الحانوت تكليفا ، ولم تعره لبرهة من الزمن ومضة إحساس بالتشريف ، هي نفسها الشرفة التي ربما غاب عن أذهان الكثير ، أنها وصمة عار على جبين الجميع ، إذا ما أمعنا النظر بالموضوعية المبنية على منطق رابح رابح في مآل كفيل تكالبت عليه الظروف .

  الحديث عن حروب بدافع تحصيل مصلحة ، أو ردعا لجور ناخر ، لا ينبغي للعاطفة أن تجر الشهم فيه إلى تغييب نجاعة الخدعة ، وقد لا نبالغ إذا تهيأنا بما فيه الكفاية للقبول بنتائج مزرية ، لم يكن لوطئتها أن تشتد علينا ، لولا تحلينا بمعقول فوق اللازم ، في التصدي لخديعة فوق المتصور ، ولذلك حصدنا من الخيبات ، ما يعتقده المتربص نكوصا ، يمهد لتتبيث السروج المزركشة على ظهورنا ، حتى ننصاع ونفرز بالرق لعابا ، ترقد في لزوجته الألسنة .

  لا ثم لا ، لن نركع ولن نستسلم ، لأننا من أصلاب قوم ، ما نال منهم فزع قط ، زمن قطع الأعناق لأجل نصرة حق ، بل صامدون على منوالهم بسلاح الحكمة والتنوير ، نوجع كل قاطع أرزاق ، يحسبنا زيتونا ومرق ، غير آبه للرب الذي خلق ، خلق الإنسان من علق .

  ترقبوا عودتنا إلى ساحة الوغى لهدم أصنام ، لعل منتهى الأذية أنها قائمة على مذلة ، برفعها تخر الحجارة وتنهد ، وتعود الأوضاع إلى سابق عهد ، من أعظم بشائره في السيرة والسرد ، أن الأرحام لفظتنا أحرارا في المهد ، نرجوا نعمة المجد وحسن خاتمة منها روضة في اللحد .

  بالعربية تاعرابت راه البولة الحمرا شعلات ف الطابلو دو بور ، غير ديرو معانا شي تاويل ديال الخير ، ولا كولشي غايوقف ونشعلو السينيلات ديال الأومبان .

مجموع المشاهدات: 1052 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة