الرئيسية | أقلام حرة | تاجروا مع الله في مؤسسات الرعاية الإجتماعية

تاجروا مع الله في مؤسسات الرعاية الإجتماعية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
تاجروا مع الله في مؤسسات الرعاية الإجتماعية
 

 

إن تراجع الدولة عن الاهتمام بالشق الاجتماعي والصحي لم يكن عبثا، بل هي دعوة إلى دخول القطاع الخاص خصوصا بالشق الصحي والتعليمي ، و دخول جمعيات المجتمع المدني على الخط ، وبالتالي العمل إلى جانب الدولة في دعم الفئات الفقيرة و المعوزة في الوصول إلى الخدمات الصحية و التعليمة ، خصوصا في شق الإعاقة (...).

 

إن الدولة و الوزارة الوصية على الشق الاجتماعي ، تعمل فقط دور الرقابة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، ويبقى تدبير هذه المراكز بشراكات مع جمعيات المجتمع المدني ، المحلي والإقليمي التي تتكفل بالتسيير وتدبير المراكز بمواردها المالية والبشرية الخاصة ، خصوصا وان حتى هذه المراكز صارت تشيد من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن أو من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (...).

 

إن المؤسسات الاجتماعية والتي تعنى بكل ما هو مرتبط بين إنسان و أخيه الإنسان ، خصوصا دور الطالب و الطالبة ، والتي تعمل على دعم التلاميذ و الطلبة في استكمال دراستهم ، وتخفيف العبء على أسرهم و تحارب الهدر المدرسي بالمؤسسات العمومية ، كما تساهم في الحد من الهجرة القروية ، والتي لها عواقب سلبية تكلف الجماعات الترابية مبالغ مالية مهمة (...) ، كما ان لليتيم حق على أخيه المسلم في كفالته ، و إطعامه و كسوته و تعليمه ليكون مواطن صالح مستقبلا ، ونفس الحق يتمتع به كبار السن و العجزة (...).

 

المراكز الاجتماعية التي وللأسف تحتاج سنويا إلى مبالغ مالية مهمة ، تأتيها عبر دعم المؤسسات والمجالس المنتخبة ، و هبات ودعم المحسنين ، بالإضافة إلى الاشتراكات التي تفرض على المستفيدين لتغطية الحد الأدنى من احتياجات هذه الدور والمؤسسات (...)، بالإضافة إلى الاحتياجات اللامادية ، والمتمثلة خصوصا في زيارة هذه الدور من طرف الأسر خصوصا دور العجزة و الأيتام ، فبعض النزلاء بهذه المراكز لا يريد الملابس (...) ، بقدر ما هو بحاجة إلى الأنس و الرفقة والحنان، وملء فراغ الحنين للأسرة .

 

لقد أوصى الشارع الحكيم في القرآن الكريم على الإنفاق في سبيل الله ، حيث ذكر في سورة فاطر الأية 29 - 30 : في قوله تعالى «ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية يرجون تجارة لن تبور (29) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (30)» ، كما ذكر أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه السلام انه قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، (...) رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه (...). رواه البخاري.

 

هي إذن أموال الصدقات، لمؤسسات الرعاية الاجتماعية التي ستعود بالنفع على نزلائها في تطوير نشاطات المؤسسات، خصوصا في تحسين جودة الخدمات من مأكل و مشرب، بالإضافة إلى توسيع الطاقة الاستيعابية لهاته المؤسسات، خصوصا دور الطالب و الطالبة (...) ، و تحسين جودة الخدمات بمؤسسات الرعاية الاجتماعية الخاصة بالإعاقة ، باستقطاب مؤطرين و متخصصين في الإعاقة الذهنية والحركية ، و ممرضين وأطباء متخصصين في تحسين الأداء الذهني و تصحيح النطق ، بالإضافة إلى توفير الاحتياجات من الكراسي الطبية لذوي الإعاقة (...) وكل المستلزمات التي من شأنها تخفيف معاناتهم .

 

أيتها السيدات و السادة ، إنكم بمساهماتكم المادية في مؤسسات الرعاية الاجتماعية ، لن يبقى الموظفون بلا أجرة لأشهر يعملون بدون مقابل، وأسرهم تنتظر لقمة العيش ، كما انه لن ينقطع إمداد هذه المؤسسات بالمواد الغذائية الضرورية ، وحتى المقاولين و أصحاب الأعمال، يمكنهم تحيين المرافق و طلاء الجدران و صباغتها (...) فما نقصت صدقة من مال .

مجموع المشاهدات: 933 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة