البكاء..

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
البكاء..
 

 

يعتبر البكاء من اشد الأسلحة الأنثوية المدمرة,ومن أكثر الحيل التي تلجا إليها "اللحلاحات" من بنات حواء,فالرجل مهما وصل من قوة لا يمكنه تحمل دموع المرأة,وتكمن قوته في طريقة استعماله,وتتفاوت درجة فعاليته بمدى إتقانه,وبعضهن بسوء استخدامهن له ينقلب عليهن مفعوله..

 

أكثر النساء براعة,هن اللائي حينما يعلو النقاش والجدال مع الرجل,تضربها ب"سكتة",ثم تنظر إليه وتفتح عينيها بدون أن ترمش,لثواني معدودة,مما يساعد على تكون الدموع,وإعطاء العينين ذلك المنظر الكرتوني الدامع,قبل فتح المجال لدمعة أو اثنتين,يكون فيهما الخير والبركة,خاصة لو افتعلت صديقتنا بعض الممانعة,ومقاومة البكاء "باردون..ديزولي"..

 

والبكاء فن,لا تجيده الكثيرات,فشتان بين التي عندما تبكي,يحس من يشاهدها برغبة تلقائية في احتضانها,لأنها تبدو كمخلوق ملائكي يجهش بالبكاء إجهاشا ناعما,بحيث تزم الشفتين بشكل طفولي,وتغرورق العينان وهن مفتوحتان وتحدجنك بعتاب لطيف,بينما الحاجبين مرتفعان في تأثر بالغ,ويا سلام لو تضع يدها على فمها,دلالة على عدم قدرتها على التعبير,وبين التي كلما ازداد إجهاشها, ازداد انكماش وجهها وتبددت ملامحها, مع انسحاب جميع التقاسيم نحو نقطة في الوسط,بحيث يصعب عليك تبين العينين من الفم من الأنف,أما الحاجبين فتم إدغامهم في العينين التين بدورهما أدغمتا في مركز ثقل الوجه,واختنا تجاهد على جبهتين : من اجل فرد وبسط عضلاته المكومة,ومن اجل وقف سيول المياه الجوفية المنهمرة من الأعين والأنف وحتى الفم,ولو زادت في الباهية, تكلمت وهي في حالتها تلك,فيخرج الصوت متحشرجا,يذكرك بصوت من اعتادت حنجرته على "كازا" وضرب "الطاسة",صوت عبارة عن كلمات مبهمة, ممزوجة باللعاب الذي يسيل من طرف شفتيها,ومخاط انفها لا يمنعها من الرغبة في التعبير التي أهلت عليها دفعة واحدة..

 

الحالة الأولى,هي التي يمكن أن نقول أن بكاءها سلاح فتاك,لأنها تحسن التحكم في عضلات وجهها,وتكبح صنابير سوائلها الحيوية,أما الحالة الثانية,فصحيح أن بكاءها يخيف الرجل,لكنه حتما يخيف حتى المرأة والطفل,ولا ينصح أصحاب القلوب الضعيفة بمشاهدته,وغالب من يستعملن البكاء بهذه الطريقة الهمجية,واللائي يعجبهن أن يكن على الطبيعة,هن صاحبات "ما دمت اعرف نفسي فلا يهمني رأي الآخرين",تخرج بدون كريم حماية من الشمس,تنام دون ترطيب الوجه,قادرة على لبس جلابة برتقالية مع حذاء رياضي ارزق غليظ دون جوارب,على أساس الثقة في النفس وعدم الاكتراث..

 

حتى في السينما,فرق شاسع ذلك الذي هو بين الممثلة الأجنبية صاحبة البكاء "الحنين" اللي كله رومانسية,وبين اختنا العربية,صاحبة المكياج السموكي الثقيل على طول,اللي أول ما تبدأ البكاء,تضع ما في يدك من أكل,بفعل انسداد الشهية,وتحس برغبة في أن تبصق على وجهها الذي اجتمعت كل تفاصيله في الوسط,ليضاف ما بصقته على شلالات "نياجارا" السوداء,التي تسيل على الخدين جارفة معها أكوام من الكحل والماسكارا,فيصبح شكل صاحبتنا اقرب ما يكون إلى شيخ قبيلة آكلي لحوم البشر..

 

وبعد نجاح مفعول البكاء,يبقى أسوء كابوس للواحدة منا,مصادفة من لا يعرف طريقة مسح دموع الفتاة,ولا يعرف أن عليه مسح ما تحت الجفن السفلي فقط,وعدم الاقتراب من منطقة الرموش وما فوق الجفنين,فيضيع كل التعب هباء..

مجموع المشاهدات: 2481 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | عبود
جميل
مقبول مرفوض
0
2016/10/29 - 10:18
2 | Prof.
البحث عن الذات
مالكي مع الكاميرا أم ما زلتي تبحتين عن ذاتك و تموقعها؟
مقبول مرفوض
0
2016/10/30 - 07:35
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة