الرئيسية | أقلام حرة | مغربية الصحراء حددها الخط المغربي منذ قرون

مغربية الصحراء حددها الخط المغربي منذ قرون

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مغربية الصحراء حددها الخط المغربي منذ قرون
 

 

لا شك أن البحث في الخط المغربي وفي النصوص التي كتبت بالأنواع المختلفة للخط المغربي وفي النصوص الصحراوية المغربية وفي النصوص الأمازيغية، يقود إلى رصد علاقة التداخل بين كل مقومات الخط المغربي من جهة وبين مختلف أنواع الخط المغربي من جهة ثانية. ولعل الدارس لمختلف النصوص العربية المغربية والأمازيغية يرصد السمات الجمالية المتداخلة بين كل الأنواع في مختلف النصوص. ويرصد تفاعل كل تلك الأنواع مع الثقافة المغربية بكل مكوناتها ومع التراث المغربي بكل مفرداته وعناصره. فرصد الخط المغربي في النصوص الشعرية وفي النصوص النثرية، وفي كل الوسائل، في المخطوطات وفي الأنسجة وفي الجدران وفي السكة النقدية وعلى الرق وعلى الحرير اعتمادا على كل أشكال الخطوط المغربية وفي كل القنوات التواصلية، التي أسهمت في التحولات التي عرفها مجال الخط المغربي، تظهر جليا مجموعة من الصيغ المظهرية الإقناعية للخط المغربي ومجموعة من الصيغ الباطنية الإقناعية خصوصا وأن مختلف النصوص قد كتبت بخطوط مغربية متفاوتة الجمال ومختلفة الشكل والنوع. وهي كلها تبرهن على الوحدة المغربية من البوغاز إلى الصحراء. ومن أهم الجوانب العلمية في الخط المغربي التي اكتسبت طابع الجمال والتواصل هي جمالية الخط المغربي في النصوص المغربية سواء في الشمال أو الجنوب أو الوسط أو الشرق أو الغرب فهناك تداخل جمالي يكشف مضامين ثقافية وسياسية واجتماعية وفنية وأدبية يقودها الخط المغربي سواء كان صحراويا أو مراكشيا أو فاسيا أو سلاويا أو تطوانيا..

فالخط الصحراوي المغربي هو خط مغربي لصيق بالثقافة المغربية، تؤكد ذلك مختلف العمليات التداخلية بين جمالية الخط المغربي والنصوص، والتي شكلت أبرز المهمات السياسية في النسيج الوحدوي المغربي على مر التاريخ. فالوثائق والشواهد والمراسلات الموسومة بالخط المغربي الصحراوي التي كتبت بأنامل المبدعين الصحراويين المغاربة منها مجموعة من المراسلات التي تمت بين الملوك المغاربة وبين أعيان الصحراء منها على سبيل الذكر لا الحصر مجموعة الرسائل التي تمت بين شيوخ وأعيان الصحراء والملوك العلويين كرسالة القائد ابراهيم التكني إلى السلطان مولاي عبد الرحمان المؤرخة في فاتح ذي القعدة 1263ه ورسالة الشيخ ماء العينين إلى السلطان مولاي عبد العزيز، والوثائق التي نشرها العالم والشاعر الأستاذ ماء العينين لابارس في بحثه الذي قدمه في ندوة البيعة والخلافة، والوثائق التي نشرها العالم الجليل محمد المنوني رحمه الله.. وغيرها من الوثائق والنصوص الأدبية والدينية والقصائد الشعرية المختلفة كأشعار الشيخ ماء العينين وغيرها. ومن خلال تلك الوثائق الصحراوية ووثائق أخرى مكتوبة بالخط المغربي المجوهر والخط المغربي المبسوط كلها تثبت على المستوى السياسي بأن الصحراء المغربية كانت مغربية وظلت مغربية وستبقى مغربية، تدل على ذلك مختلف المضامين التي تحملها تلك الوثائق التي يكشفها الخط المغربي سواء المجوهر أو الصحراوي أو المبسوط، وبذلك تثبت كذلك على مستوى الخط التطابق الحروفي والتداخل الفني والجمالي الذي يدل على الوحدة الحروفية المغربية من جهة ويدل على الوحدة الثقافية المغربية من جهة ثانية.

فالإنسان المغربي هو كيان واحد سواء كان في الشمال أو في الجنوب أو في الشرق أو في الغرب، مندمج في النسيج الاجتماعي العام بكل مقوماته الحضارية ومندمج في النسيج السياسي المغربي العام بكل حيثياته السياسية ومندمج في النسيج الثقافي العام بكل سياقاته التراثية والمعرفية والعلمية، ومندمج في النسيج الفني المغربي العام بكل أساليبه وتقنياته وجمالياته المغربية القحة. وكل هذه الأنسجة  قد أكدت في مضامينها وعلى مستوى الخط المغربي الوحدة المغربية الشاملة منذ قرون. 

مجموع المشاهدات: 1188 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة