الرئيسية | أقلام حرة | مهزلة احتفالات رأس السنة

مهزلة احتفالات رأس السنة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مهزلة احتفالات رأس السنة
 

 

اِنتهتْ سنة من سنين الله.ولم يتغيَّر شيء. فما زال العرب هم العرب. وما زالت نفس الفوارق الاجتماعية.فالغنيُّ يزداد غِنىً والفقير يزداد فقراً. أمّا إحياء ليلة في اللهو والمجون فمجرد سحابة صيف عابرة.فنحن تعلمنا من الاستعمار مثل هذه الطقوس الغربية، ومن بعد صارت كأنها من طقوسنا العربية.لكن يجب أن لا ننسى أن الإنسان من طبعه أن يتعلق ولو بقشة أمل في هذه الحياة.فالذين يُحيون مثل هذه المناسبات إنما يتعلقون بالأوهام كذلك الغريق الذي يرى التقاء الأفق فيحسبه يابسة.فالاحتفال بدخول سنة جديدة هو مجرد وهم،وهذا الوهم يفرضه الإنسان على عقله ويتشبت به كما تتشبت العلقة بالصخر لئلا تجرفها السيول.

فالأيام لا فرق بينها ولا اختلاف في ساعاتها.فكل يوم هو أربع وعشرون ساعة سواء كان صيفا أو شتاء.وكل يوم هو يوم جديد. أما أن نخصص يوما من هذه الأيام ويصبح طقسا نقيم فيه شعائرا مستنسخة من ديانات أخرى فهذا هو عين الجهل. فأنا بمقدوري غدا أن أحيي حفلا وأحتفل فيه بشتى ألوان الفسق والفجور؛والآخر بإمكانه أن يختار يوما من أيام الله ويجعله احتفالا. فهذه مسألة صبيانية.ولنتساءل هل مثلا قيامنا بهذه الاحتفالات سيغير شيئا؟...فهل سيعم السلم؟وهل ستنتهي الحروب؟وهل سيكون هناك توزيع عادل للثروات؟وهل ستغير الحكومات أقنعتها؟وهل،وهل...

البعض يأخذ هذه الاحتفالات برأس السنة على محمل الجد.فهو يعتقد في داخله بأنه بهذا السلوك قد أصبح إنسانا متطورا ومتحررا. وإن نحن حللنا المسألة بجدية ومعقولية سنجد أن هذه الاحتفالات هي مجرد نعرة واستبلاد للعقول.فهناك العديد من الأشكال للسنوات...فهناك السنة الهجرية، والميلادية والصينية والفارسية واليهودية،وهلم جرا. فلمَ يقتصر الاحتفال فقط بالسنة الميلادية.فهناك رسل وأنبياء؛فلما اختص عيسى من بينهم بهذه البهرجة؟...إذن يتبيَّن لنا أننا نتبع عن غير علم ملة النصارى.ومما زاد الطين بلة هو هذا الإحراج الذي نراه من علمائنا حين يتعلق الأمر بإقامة احتفال يتعلق بمورو ثنا.فكل شيء عندهم بدعة وضلالة،ولا يعرفون أنهم بإحراجاتهم هذه يصرفون عقول الناس عن الإسلام، لأنهم لا يجدون فيه ألوان الاحتفالات والتحرر من القيود والتعبير الحر عن شهواتهم ونزواتهم.ولو أن قد وجدوا مُدَّخلا يتنفسون فيه لما تعلقوا بأعياد النصارى،لأن الإنسان منذ صغره جُبِلَ على اللهو والعبث...وإنما الحياة الدنيا لهو ولعب...فالتشدد والارتكان للاستقامة والزهد عن بعض المرح والاستجمام قد يغرق النفس في التصلب والحميَّة.وهذا ما فطنت إليه الكنيسة بحيث أنه اليوم أصبح آيات الإنجيل ترتل بشكل غنائي في الكنائس،وهذا إن حدث في ديننا ستقوم على إثره ضجة وفتنة لن تنتهي أوزارها أبدا.

المهم هو أننا ارتدينا لباسا لا يناسب مقاسنا ونحتفل بعيد ليس من أعيادنا وأصبحنا نؤمن بأسطورة سانتا كلوز التي ابتدعها النصارى وهي ليست من طقوسهم لكنها أصبحت طقسا لا مزحزح له.وصرنا نشتري أشجار الصنوبر ونزينها ونهيئ الحلويات ونملأ الموائد بمختلف المشروبات الروحية ونرقص بهوس ونتبادل الزوجات بروح رياضية...وهذا هو طقس رأس السنة.فنحن في يوم ما سنشرع في الاحتفال بعيد الصفح وذكرى الصلب ووووووو...وسنفقد هويتنا ونصبح كذلك الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة

مجموع المشاهدات: 807 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة