الرئيسية | أقلام حرة | المختصر في النضال: كيف تصبح مناضلا في ثلاثة أيام

المختصر في النضال: كيف تصبح مناضلا في ثلاثة أيام

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المختصر في النضال: كيف تصبح مناضلا في ثلاثة أيام
 

 

من حسن حظ النضال ، في الوطن العربي و المغرب على وجه الخصوص ، انبثاق وعي مجتمعي جديد بالحقوق و الواجبات ، نظرا للتطور التقني والتكنولوجي الذي شهده العالم في الآونة الأخير ، الشيء الذي ساهم بشكل كبير ، في الانتشار السريع للمعلومة ، خصوصا بظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي ينتشر فيها الخبر و المعلومة انتشار النار في الهشيم. التطور ذاته الذي ساهم أيضا في ظهور ما يسمى حديثا بالصحافة المواطنة.

 

بالرغم من انتشار وسائل التواصل و الاتصال ، إلا أن فرضية ظهور نخبة من المناضلين ، في الوطن العربي ، هي مبادرات محتشمة مرتبطة بما يطبع الأنظمة العربية من قمع للحريات العامة ، رغم تكدس رفوف وزاراتها بالنصوص و القوانين التي تحمي الحريات . إن قمع المظاهرات في مصر و الجزائر و ليبيا و المغرب (...)، يجعل من منطق الحرية يبقى قاصرا دون أن يأخذ نصابه القانوني، كما هو منصوص عليه في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي وللأسف صادقت عليه معظم الدول العربية (...). و لا يخفى على متتبعينا الكرام ، إن منطق النضال فرض نفسه قوة ، خصوصا على مواقع التواصل كما سبق و أشرنا ، واعتلت منصاته مجموعة من الشخصيات ، التي لا تذوق راحة النوم إلا بعد مرور 48 ساعة دون إصدار أي أمر باعتقالها (...) ، ولا شك أن هذا المنطق السائد لا يزال يرجح كفة على الأخرى و يفتح الباب أما ، هدر المجهودات المبذولة في مجال الترافع ، عن الحقوق العامة التي تهم الشأن المحلي و الوطني.

 

كي تصبح مناضلا في الوطن العربي ، يجب أن تكون على استعداد كامل للتضحية بمستقبلك ، بمعنى أن نضالك إن كنت عاطلا عن العمل ، فسيمنعك لقمة العيش سواء في القطاع الخاص و العام ، وأنصحك ألا تُقبل على القطاع العسكري و الأمني ، لأنه في رأيي هدر للمجهودات المبذولة ، وقد أتنبؤ بنتيجتك من الآن ، حيث أن طلباتك ستقابل بالرفض . طريق النضال غير معبد ، بل ويجر عليك كثير من المتاعب خصوصا في عدم اتخاذك للاحتياطات اللازمة ، فالمناضل الحق لا يدخل في متاهات الثلاثة (الفكر – السكر – والعهر ...) فلا يجب أن تلج متاهات التجمعات الدينية التي تعشقها وزارات الداخلية

 

في البلدان العربية، ولا يمكن أن تكون سكيرا تعرفه مخافر الشرطة، ولا أن تعشق النساء الجميلات (...) فإن مصيرك ببساطة سيكون السجن تحت تهم ثقيلة (...) .

 

إن النضال يا صديقي ببساطة ، بعد أن فرض نفسه بقوة ، فقد قامت الحكومات بتقنينه و صارت له طرق كثيرة ، تختصر في العرائض ، و الاحتجاجات المرخصة ، والترافع في إطار جمعيات المجتمع المدني التي تتوفر فيها الشروط اللازمة بتقديم نقط في جداول الأعمال للمجالس المنتخبة ، و تقديم استفسارات و مراسلات وكذلك العرائض .

 

من حسنات النضال ، إيصال أصوات المستضعفين ، وإعطاء ذوي الحقوق حقهم ، وقد كرس هذا المجهود ، تعامل بعض المسؤولين مع هذه الأصوات باعتبارها دعامة أساسية للتواصل مع الجماهير ، بل نقطة إيجابية تظهر بها الرغبة الأكيدة في التغيير .

 

كما انه من سلبيات النضال ، ركوب بعض النفوس الضعيفة على الأمواج و بالتالي ، الدخول في العالم الافتراضي بأسماء مستعارة و تطلق العنان ، لغطرستها من سب و شتم وتنكيل ، تعيق بذلك كل الخطوات التي من شأنها أن تدفع بقاطرة التنمية إلى الأمام.

 

العتبة الأولى للنضال الوعي العام بالقوانين المنظمة، تربط بها المطلب بالمستحق ، و العتبة الثانية أن تعمل بصدق و حسن خلق ، دون الرغبة في ركوب الموج على حساب معاناة فئة المستضعفة، فكم من بئيس الحظ استغلت جمعيات المجتمع المدني ملفاته تسولت بها و كسبت بها نقاط الدعم ، بل و بررت بها جرائم أموالها لذا الجهات المانحة ، إن هذه الفئة المرتزقة جعلت من النضال يعيش في غياهب الذل و الهوان ، ولا يجب ان أنسى و أذكر أن أبشع سمات النضال ، الاستثمار في الدين تجارة (...) ، فلا يجد تاجر الدين ما يبرر به حماقاته و خروقاته و سرقاته سوى ايات بينات من الذكر الحكيم .

 

بالإضافة إلى تجارة الدين ، هناك شق ثاني من المناضلين الذين ، قرروا تمثيل ساكنتهم و جيرانهم بعد أن وضعوا فيهم ثقتهم ، وتربعوا على كراسي التمثيلية /فبعد ان قضوا مآربهم أو لم يتمكنوا من ذلك ، لحداثة عهدهم في المجال ، يقدمون إستقالتهم معبرين عن فشلهم في مواجهة ما يسمونه بلوبيات الفساد ، ثق بي يا صديقي إن قلت لك ان الفساد لا يستقوي على عالم ما داموا متحدين ، و يفعل ما يشاف في الجهلاء وإن كانوا مدربين (...) ، فقبل ان تناضل اعرف طريقك أولا (...).

 

النضال يا صديقي هو كذلك تجارة مربحة ، فسيمنحك امتيازات لا توصف في مقابل ، أن تشغل فمك بمضغ خبز الذل ، ولعق بعض الأحذية ، و التسبيح و التهليل باسم أولي نعمتك ، وفي الختام اتمنى لك أيها المناضل أن تكون قد استوعبت الدرس. والسلام.

مجموع المشاهدات: 3379 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة