الرئيسية | أقلام حرة | المغرب في حاجة لحكومة تصريف مياه الأمطار والوادي الحار بزعامة علال القادوس

المغرب في حاجة لحكومة تصريف مياه الأمطار والوادي الحار بزعامة علال القادوس

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المغرب في حاجة لحكومة تصريف مياه الأمطار والوادي الحار بزعامة علال القادوس
 

 

لم يعد للمغاربة أدنى اهتمام بالتشكيل الحكومي العالق منذ أزيد من أربعة أشهر. بعد سلسلة الإحباطات وأساليب الانتهازية والابتزاز التي أفرزها زعماء الأحزاب السياسية، وسماسرة الحقائب والوظائف الذين يفاوضونهم. وبعد الهراء والخراف السياسي الذي بات ينفثه لسان عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية. الحزب الذي بوأه المغاربة الصدارة داخل مجلس النواب. بنكيران الذي بات إما عالقا في فراش نومه بحي الليمون بالرباط. يسبح بين أحلام وكوابيس اليقظة في انتظار الفرج الذي لا يأتي. أو داعيا وخطيبا للتفاهات بين مناضليه، وهو في الأصل لم يعد سوى مروضا وحاضنا للتماسيح والعفاريت التي عاش يدعي محاربتها... لم يعد للمغاربة حاجة لسلطة تنفيذية ولا حتى سلطة تشريعية، بعد أن تأكد لهم أن رواد السلطتين لن يخرجوا عن دائرة أصحاب المصالح الشخصية. وأن تواجد حكومة من عدمها لن يزيد ولن ينقص من مسار الحياة بالمغرب.. فالملك محمد السادس في الكفاية.. اختار الحياد في انتظار تطبيق دستور 2011 بحذافيره. ومكن المملكة المغربية من سياسة خارجية قوية ومتينة، جعلت معظم دول العالم تكن للمغرب الاحترام والتقدير. صادق وشارك الدول العظمى بآسيا وأوربا والخليج وأمريكا. وانتزع الريادة الإفريقية. وفرض مكانة المغرب وأحقيته في قيادة هذه المنطقة من أجل تصحيح مسارها. ولم يجد بنكيران المعين من طرف الملك كرئيس للحكومة المغربية والمكلف بتشكيل الحكومة، ما يرده به على عمل الملك الجبار. سوى محاولة الطعن في هذا النجاح الذي اعترف به الخصوم قبل الأصدقاء. بالقول إنه ( لا يمكن أن يفرج ملكنا عن كربات بعض الشعوب الإفريقية، ونهين الشعب المغربي ). تلك العبارة التي أغضبت الأفارقة قبل المغاربة. كان بالإمكان تفاديها. ولا مجال للتبرير بأنه تم تأويلها. لأن على رئيس الحكومة أن يزن كلماته من ذهب قبل أن يطلق لها العنان، لا أن يتحول إلى (حلايقي) ينفث كلامه، كلما وجد نفسه داخل مجموعة ما..فالتواضع والبساطة والتواصل لا بد أن تكون له شروط ومعايير وحدود...

 

تمر الأشهر وتنمحي معها آمال المغاربة في قيادة جادة.. وتختفي تدريجيا احتجاجاتهم على التشكيل الحكومي العالق. بل إنهم يتمنون استمرار (البلوكاج الحكومي)، والاكتفاء بحكومة تصريف أعمال. وحبذا لو كانت حكومة تكنقراط وكفاءات بعيدا عن السياسيين الانتهازيين...

 

انشغل المغاربة بما جادت به السماء من غيث خلال فصل الشتاء الجاري، فلطالما صلوا من أجلها صلوات الاستسقاء وقضوا الليالي في طلب الغيث بعد توالي سنوات عجاف.. وعوض أن ينعموا بغيث السماء، وجدوا أنفسهم يغرقون وسط مياه الأمطار الممزوجة بمياه الصرف الصحي... فوجئوا بالفيضانات والسيول تغمر منازلهم ومدارسهم وسياراتهم وتتلف ممتلكاتهم. مياه متعفنة تجرف الأخضر واليابس وتشل حركات السير والتجوال والنوم والعمل..وتهد جدران منازلهم وطرقاتهم وقناطرهم..والسبب طبعا فساد مشاريع التعمير والبناء.. فساد في البنية التحتية للأزقة والشوارع والطرق والقناطر و..وفساد في التخطيط والهندسة والتهيئة لقنوات صرف المياه العادمة ومياه الأمطار. واحتلالات بالجملة لأراضي المناطق الخضراء والبرك المائية وتقزيم للممرات والأنابيب وضرب لتصاميم التهيئة واعتماد التراخيص بالاستثناء و...طبعا وراءها مسؤولين ومنتخبين فاسدين تعاقبوا على التسيير مجليا وجهويا ووطنيا و..

 

خلال فصل الشتاء الماضي، وفي عز حكومة عبد الإله بنكيران السابقة، وجد سكان العاصمة الإدارية الرباط خلاصهم من الفيضانات وسيول (الوادي الحار)، في شجاعة وشهامة المدعو (علال القادوس)، واسمه الحقيقي هو (مصطفى السملالي). هذا البطل الذي ترك عمله ك(فرناتشي) بأحد حمامات العمومية، وهرع لإنقاذ السكان. قفز هذا الأخير في قعر بالوعة لا يعرف لها قاع. غطس داخلها وقام بتنقيتها من الأزبال لتتصرف المياه، وتعود الحياة إلى الشارع وسكانه.. واليوم وبعد الغيث والفيض الإلهي الغزير الذي عم المغرب.. هاهي عدة مدن وقرى تغرق في المياه المتعفنة، وعدة طرق تقطع وقناطر تنزف ترابا وحجرا.. ولا من منقذ.. والمغاربة بدئوا يتمنون وقف غيث السماء. وربما قد يفكرون في تأدية صلاة (استشراق جماعية) على شاكلة صلاة الاستسقاء... بل إنه يبحثون الآن عن (علال القادوس). هذا الرجل الذي هلل ببطولته كل الشعب المغربي. تم نسيانه بعد انتهاء فصل الشتاء الماضي. وعادوا لتذكره الآن. بل إنهم ينتظرون أن يبعث (علال القادوس) في كل زنقة وحي وسارع وقرية وطريق.. من أجل إنقاذهم وحماية ممتلكاتهم من التلف... بدئوا يطالبون بحكومة تصريف مياه الأمطار والسيول يتزعمها (علال القادوس). أو يتم تشكيلها من كل (علال القادوس) بهذه البلاد السعيدة. وهم كثر تجدونهم هنا وهناك يقدمون أنفسهم فداء للعزة والشرف والكرامة..همهم إسعاد الناس وأملهم أن يكونوا قوم من أمة رسول الله محمد (ص) تحشر (على منابر من نور، يمرون على الصراط كالبرق، لا هم بالأنبياء ولا بالصديقين ولا بالشهداء، إنهم قوم تقضي على أيديهم حوائج الناس).

مجموع المشاهدات: 849 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة