الرئيسية | أقلام حرة | بمناسبة اليوم العالمي للسعادة: أنتم الشقاء

بمناسبة اليوم العالمي للسعادة: أنتم الشقاء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بمناسبة اليوم العالمي للسعادة: أنتم الشقاء
 

 

أتابع بحذر شديد ما يقع على الفايسبوك وأحاول قدر الإمكان أن أكبح نفسي عن التفكير فيما يعتبر" حديث الساعة " لأن أغلب ما يخلق الحدث هنا هو في نهايته مجرد فقاعة هواء ستنفجر بعيدا لنبحث عن أخرى نراقبها بسذاجة كسابقاتها وهكذا دواليك... الغريب هو تحول أغلبنا لكائنات مدمنة تحتاج يوميا لجرعات متتالية من مخدر اسمه "العنوان الأبرز والحدث الأبرز"، وحبذا لو كان بنكهة الفضيحة نرتشف منه على عجل قبل تحديد مصدره وجودته فنغرق فيه حتى الثمالة لكن سرعان ما نستفيق لنبحث عن جرعات أخرى.

 

يمكن القول أن هناك ثلاثة أمور رئيسية لاحظتها يمكن إجمالها في ثلاثة نقط أساسية :

 

1. ادعاء الطهرانية على حساب فضائح الآخرين. فكلما كان الهجوم عنيفا أتأكد بأن هذا المهاجم الصريح يهاجم نفسه في العمق من خلال الآخر. وفتح زاوية الهجوم إلى أقصى حد هي محاولة لإخفاء غسيله المتسخ مدعيا بطريقة غير مباشرة أنه لم يسبق له أن ارتكب أو حتى فكر في مثل هذه الأشياء، أعتقد أن المسيح حسم الأمر مبكرا حين قال: "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر" .

 

2. عامل آخر أصفه بالخطير يترتب عن الملاحظة الأولى وهو الإعتقاد في العمق أن الصعود للقمة لابد أن يتم عبر بوابة إغراق الآخر. وهذا هو الشيء الذي يجعلنا أمام حسابات ضيقة وصراعات تافهة فالأهداف المعلنة ربما تكون صادقة، لكن الأساليب تتضمن بين طياتها الكثير من الشر.

 

3. وهي الأغرب، لم أفهم اندماج الناس وانشغالهم بكل ما هو جديد سواء كان مهما لهم أو لا يهمهم مطلقا؟؟ ولماذا يجدون رغبة ملحة وضاغطة من أجل التموقع في معسكر معين؟ فهم بوعي أو بدونه يساهمون في انتشار الحدث الذي يصفونه بالمهم، وفي اليوم الموالي نجد الكل يلوم الكل على نشره وإشهاره بالمجان، أعتقد أن ما نختلف معه ليس شرطا أن نبادله العداء أو نسبه أو حتى نفكر فيه أحيانا، فالشرط الوحيد الذي أراه ضروريا أن الوطن يسع الجميع.

 

هكذا أجد نفسي مضطرا لمسائلة بعض الأشخاص هنا، عن هذا النفس الذي يمتلكون في تتبع واستهلاك الفضائح والعناوين والأحداث اليومية المتعاقبة بسرعة يفتتحون ملف ممثلة معينة إلى آخر دقيقة ويلعنون أغنية وكلماتها وصاحبتها لأسابيع مرورا بعشرات الأحداث التافهة، ثم ينتقلون لإعادة نشر صور أو مقاطع لأشخاص أطلقوا عبارات عفوية، كما يتحدثزن عن الحكومة والبرلمان بكواليس لا يعرفونها إلا هم. ثم يوبخون مساعد مدرب المنتخب جاعلين منه شماعة لكل هذا الإخفاق في كرتنا. علما أن آخر إنجاز حقيقي للمنتخب الوطني كان عمر مساعد المدرب أربعة سنوات....

 

الخلاصة هي أن الذي ينتظر إغناء رصيده الثقافي بالمتابعة وبالتفاعل مع هذا النوع من الأخبار كمن ينتظر أن تمطر عليه السماء ذهبا، وفي النهاية يتضح أن أغلب الأخبار هي أخبار سيئة، لن تتوقع أن يطل عليك موقع إخباري أو قناة مختصة بخبر مفاده نمو مليون شجرة هذا العام بغابات الأمازون. لكن عندما ستحترق ستجد الخبر في كل مكان. والمبدأ الصحفي القديم يوضح كل شيء: إذا عض الكلب رجلا فهذا ليس بخبر، لكن إذا عض الرجل كلبا فهذا هو الخبر.

مجموع المشاهدات: 886 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة