الرئيسية | أقلام حرة | "حزب الله" ضد "حزب الله"

"حزب الله" ضد "حزب الله"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"حزب الله" ضد "حزب الله"
 

 

تطرقت الصحافة العبرية في الآونة الأخيرة إلى ظاهرة مثيرة، جرّت أطوارها في المياه الإقليمية لفلسطين المحتّلة، إذ نشرت جريدة "ّمعاريف"ّ الإسرائيلية تقريرا يتحدث عن ما أسمته " سمكة حسن نصر الله" التي تسببت في هلع بالغ داخل الأوساط الإسرائيلية ونخبها وهياكلها الأمنية والعسكرية، ويتعلق الأمر بسمكة ذات مظهر جذاب لكنها تحمل سُما خطيرا يُصيب الإنسان بالشلل وربما الموت، صادفها الصيادين ورواد الشواطئ في مياه فلسطين المحتّلة وتم إطلاق عليها لقب " سمكة حسن نصر الله".

 

إذا كانت، سمكة "حسن نصر الله" هزت كيان الإسرائيلي، وكرست الصورة التي حفرها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في الوعي الإسرائيلي بكونه مصدر هلع وخوف للإسرائيليين منذ حرب تموز عام 2006، وحفرت صورة الرجل المقاوم، وكرست فكرة أن حزب الله مصدر إلهام اللبنانيين في الدفاع عن الوطن ومفخرته، فإن دخول حزب الله في الصراع السوري، قد أعطى صورة مغايرة تماما وعكسية حول رواية "البطولة والمفخرة".

 

يبدو أن أهل لبنان والضاحية الجنوبية في لبنان، لم تعمر داخل قلوبهم فرحة المفخرة بحزب الله كقوة مقاومة وطنية والتي استمرت 12سنة منذ حرب عام 2006، فبدخول الحزب في الصراع السوري، ارتد مفهوم اللبس تنظيم حزب الله، وبدت الصورة حوله ضبابية للبعض وواضحة تماما للبعض الأخر، واحتدم نقاش حول مصير حزب الله سياسيا وتكتيكيا وعسكريا ثم إيديولوجيا، وتحدث الكثيرون عن الحرب التي يخوضها حزب الله رفقة بشار الأسد، وماهي أهدفها ولصالح من تجري، بينما تساءل محللون عرب عن مخططات "الشيعة" و"إيران النووية" بل دخلت حتى النقاشات "الدينية" وصراع "السنة – الشيعة" وعاد نقاش قلب المنطقة العربية إلى " ولاية خمينائية إيرانية تخضع لسلطة المرشد" بينما تحدث محللون غربيون، عن الصراع الروسي الأمريكي والصيني، وكيف يجري استخدام حزب الله كأداة في هذا الصراع بغية السيطرة على سوريا ذات الموقع الإستراتيجي كما ثروتها.

 

قبل سنوات وقبل حرب سوريا، نجح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في تكريس صورة باهرة حول كاريزميته سواء داخل الأوساط اللبنانية أو العربية وحتى العالمية، وكتبت صحيفة "معاريف" وصحيفة "إدي عوط احرنوط" العبريتين أن ظاهرة نصر الله لم تكن على ما هي عليه الآن، لو لم تكن مبنية على مدار سنوات طويلة في الإعلام الإسرائيلي، كشخص استطاع أن يكسب صورة الرجل الموثوق، وعن حق، أنه اقتلع الجيش الإسرائيلي من لبنان، وأوجد حالة ردع كبيرة جداً في وجه إسرائيل، لا مثيل لها في أي دولة عربية محاذية لإسرائيل".

 

في عام 2017 الآن أيّ بعد 12 سنة على "انتصار حزب الله " تتراءى للشاهد العربي صورة أن حزب الله الذي يوجد في لبنان ليس هو حزب الله الذي يوجد "سوريا" وإنما هي قضية " حزب الله ضد حزب الله" على وزن "الشريعة ضد الشريعة" التي ينهجها المجاهدون في العراق ضد المجاهدون في كابول، وتنظيم "داعش" ضد تنظيم "القاعدة" رغم أنهما يحملان العلم نفسه والغاية ذاتها.

 

وقال معهد "واشنطن" لدراسات السياسة، إنه قُتل أزيد من 865 مقاتلاً من عناصر «حزب الله» في المعارك في سوريا بين 30 سبتمبر 2012 و 16 فبراير 2016، ويُرجح المصدر ذاته أن يكون العدد

 

الفعلي أكثر من ذاته، وتحدث المعهد الأمريكي ايضا، عن حرب "الاستنزاف" التي يغرق فيها حزب الله، ويؤكد أن "حزب الله" استنزف في سوريا أكثر من ما استنزفه في حرب تموز 2006 ضد إسرائيل.

 

وإذا كان حزب الله يٌقاتل بإخلاص إلى جانب بشار الأسد، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اصطدام من نوع أخر يسير على نحو "حزب الله ضد بشار ولو كان يٌقاتل معه" فوسائل التواصل الإجتماعي اللبنانية التابعة لمؤيدي «حزب الله» من الشيعة تزخر بعبارات السخرية من عدم كفاءة الجيش السوري وفساده وحماقته وجبنه ونقص موارده. وغالباً ما تُتّهم قوات الأسد بأنها السبب وراء الخسائر التي يتكبّدها «حزب الله» أو عرقلة العمليات ضد المتمردين. وفي حين أعطى هذا الاتجاه على ما يبدو زخماً لا بأس به لأبرز مؤيدي «الحزب» في الوطن الأم، إلا أنه يشير أيضاً إلى أن التحالفات السياسية والعسكرية ستكون أكثر تعقيداً على الأرض في سوريا.

 

وتتحدث معطيات وتقارير متطابقة، أن الزخم الشعبي لحزب الله في لبنان بدأ في تراجع كبير، بعد انخراط التنظيم في الحرب السوريا، وتتحدث وسائل إعلام عبرية ودولية عن إقدام حزب الله على مواجهة إسرائيل، لكي تكون خطوة بإمكانها إحياء الدعم الشعبي لـ «حزب الله» في الوطن الأم. لكن في حين يعتبر خيار افتعال حرب أمراً مستبعداً حالياً، إلا أن فترة ما بعد العمليات العسكرية في حلب قد أعادت قوات «حزب الله» إلى الحدود اللبنانية، مما فتح المجال أمام تجديد افتعال الخطاب والنعرات المعادية لإسرائيل.

 

من جهته، لفت نيكولاس بلانفورد في تقرير نشره موقع “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركي إلى أنّ “حزب الله” أنشأ عدداً من البنى التحتية العسكرية شمال القنيطرة في العام 2014 سعياً منه إلى توسيع نطاق المواجهة المقبلة مع إسرائيل ليمتد من جنوب لبنان إلى الجولان.

مجموع المشاهدات: 1486 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | جريدة النهار اللبنانية
اللبنانيات و الكويتيات منحلات اخلاقيا
ذكرت الصحافة الاسرائيلية ان حزب الشيطان اللبناني يعاني من خسائر شديدة مادية و بشرية بسبب الحرب السورية حيث ذكرت ان حزب الله لا يقوَ على المواجهة لانه خسر افراد جيشه في الحرب السورية و خسروا الكثير من الاموال فلم يعد يحتمل شيئا ،،، و ذكرت الصحافة الاسرائيلية ان خسائر الاقتصاد السوري بسبب الحرب 689 مليار دولار !!!
مقبول مرفوض
0
2017/04/27 - 11:57
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة