الرئيسية | أقلام حرة | السيكوباتية العقائدية

السيكوباتية العقائدية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السيكوباتية العقائدية
 

 

يمكن أن نفهم بسرعة لماذا يصرّ "أفيخاي أدرعي" الناطق بلسان جيش الدفاع -الصهيوني- كل عام على مباركة رمضان والأعياد الدينية للمسلمين، فذلك من سمات الفخاخ الكلاسيكية لنمط تفكير الصهاينة وهو أمر تجاوزناه، لكن ما يثير هو التجاوب القومي العربي مع الأمر، هناك انبهار تشتم منه "شياط" الامتنان من هذه المباركة، جزء كبير يتعامل مع الأمر أنه تزكية أو تشريف لدينه، تنتفخ أوداجه، يفطن لهاتفه يرسل المباركة بالفايسبوك والتويتر والواتساب، بشكل يجعلني أستعير عبارة "كونان" حين يعلّق مشمئزّا: "يا حبيبي!!" وعموما إن أشحنا وجهنا عن حقيقة أن جزءا مهما من المسلمين يعني لهم الكثير اعتراف الغرب أو الآخر كيفما كان تصنيفه بدين الإسلام، سواء أدركوا ذلك أم ظل متحلّلا في لاوعيهم، فإنه لا يمكن أن نتجاوز أن واقع الجزء الأعظم منهم لا يسرّ، فالتديّن باعتبارهم أشبه بمهنة "شرطة خفر السواحل" مع فرق بسيط، أنهم يعملون بدوام كامل، من دون راتب وبعزيمة توم على ملاحقة جيري لكن من دون مزح أو متعة! يظهر ذلك بشكل أوضح في مناسبات معيّنة، رمضان يعرّيها أكثر، يمضي الواحد منهم وقتا في تقييم الخارجين عن الدين، يُنبّئ هذا بمقعده في النار، ويتجمّع في تكتّلات لتمضية ساعات في الردّ على ميؤوس من أمرهم (على الأقلّ من تأثرهم ممّن يتوعّدهم بالخلود في النار و تبديل جلود غير جلودهم)..باختصار يمضي عمره في إدانة و محاسبة الآخرين، هذا يستحق التكفير وتلك تجب فيها اللعنة، ذلك دينه باطل لأنه غير سنّي وهذا صلاته باطلة لأنه يُتحّي بتحريك سبابته في وضع أفقي وهكذا، والكل بإدانات واثقة وأسلوب فجّ وفظاظة في الدعوة (إن كان يجوز تسميتها كذلك أصلا) .. ثمّ إنني لست سيء نية لكنني أؤمن كثيرا بالعمق الذي رأى فيه البلجيكي "موريس ماترلينك" الذات الإنسانية حين قال: "لا نكون مع الآخرين كما نكون لوحدنا، نحن مختلفون حتى وإن كنا معهم في الظلام"، وهذه لوحدها حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها فكيف إن مسّ الأمر الدين بمثله العليا! لذلك لا يجب أن نتساءل عن الخلل في بلاد المسلمين ونحن نرى المساجد مملوءة وحالنا لا يسرّ، ذلك أنّ سيكولوجية المسلم هي المختلّة، فتعامل جزء كبير من المسلمين مع الشعائر الدينية أشبه بتعامل طفل مع أستاذه، مهذّب غير مشاغب بحضوره وعفريت من الجنّ في غيابه (وإن كان هذا الجيل الجديد مشاغبا في حضوره وغيابه، ما يصلح مقاربة أيضا لهؤلاء المثليين والخليعين الذين صاروا يفاجئوننا بخرجاتهم كلّ مرة) .. وتكفي فضيحة آخر إحصائيات تطبيق "Google trends" لشهر رمضان الماضي الذي عرّى الإقبال المكثف للمغاربة على المواقع الإباحية بعد الإفطار مباشرة وبالساعات السابقة لأذان الفجر! وفي الختم، إن عدم استيعابنا للمقاصد الكونية العظيمة من رمضان، هو ما يجعل الكثيرين منا يظلّون اليوم كله محبوسين عن الأكل والشّرب وينطلقون كالمسعورين بمجرد سماع أذان المغرب لملء أمعائهم وجيوبهم المعدية، لينطبق عليهم لاحقا تعبير أحدهم: "نصوم رمضان نهارا لنحس بمعاناة الفقير ونفطر ليلا لنحس بمعاناة الحامل

مجموع المشاهدات: 1012 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة