الرئيسية | أقلام حرة | مقترح إلى د. العثماني رئيس الحكومة لترسيم الأمازيغية بتيفيناغ واللاتيني

مقترح إلى د. العثماني رئيس الحكومة لترسيم الأمازيغية بتيفيناغ واللاتيني

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مقترح إلى د. العثماني رئيس الحكومة لترسيم الأمازيغية بتيفيناغ واللاتيني
 

 

قمت بإعداد كتيب صغير يتضمن بعض النماذج المبسطة لوثائق رسمية باللغة الأمازيغية، مثل جواز السفر والبطاقة الوطنية وشهادة الازدياد والعملة المالية. ويتضمن هذا الكتيب العبارات الأساسية في تلك الوثائق مترجمة بالأمازيغية بالحرفين التيفيناغي واللاتيني بجانب العربية والفرنسية والإنجليزية. ويمكن للقراء الاطلاع على هذا الكتيب عبر هذا الرابط:

 

www.freemorocco.com/tira.pdf

 

لا يجب أن تكون الأمازيغية على الوثائق الرسمية للدولة مجرد ديكور وزركشات شكلية أو مجرد لغة مقروءة من طرف نخبة ضيقة من نشطاء الأمازيغية العارفين بحرف تيفيناغ، وإنما يجب أن تكون النصوص الأمازيغية قابلة للقراءة من طرف كل المتعلمين المغاربة سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أو غير ناطقين بها. لذلك يصبح استخدام الحرف اللاتيني لكتابة الأمازيغية بجانب تيفيناغ شيئا ضروريا جدا. فتيفيناغ له وظيفة رمزية وهوياتية شكلية أما الحرف اللاتيني فله وظيفة عملية شديدة الأهمية توسع قاعدة مستخدمي الأمازيغية وقرائها أضعافا مضاعفة.

 

عندما نكتب عبارة Tageldit en Murakuc فإن كل مغربي مر بالمدرسة سيكون قادرا بشكل فوري على قراءة تلك العبارة الأمازيغية سواء أكان ناطقا بالأمازيغية أم غير ناطق بها، وهكذا نكون قد نجحنا في إيصال اللغة الأمازيغية إلى ملايين المغاربة بشكل أتوماتيكي مستفيدين من شيوع الحرف اللاتيني بالمغرب. أما عندما نكتب نفس تلك العبارة الأمازيغية بحرف تيفيناغ هكذا ⵜⴰⴳⴻⵍⴷⵉⵜ ⴻⵏ ⵎⵓⵔⴰⴾⵓⵛ فإننا نكون قد قمنا بتقزيم عدد المغاربة القادرين على القراءة إلى عدد ضئيل جدا ونكون قد حجبنا الأمازيغية عن الغالبية الساحقة من المغاربة، لأننا نعلم طبعا أن الغالبية الساحقة من المغاربة لا يستطيعون قراءة تيفيناغ ولن يتعلموه في أي وقت قريب.

 

وبما أن حرف تيفيناغ له مكانة رمزية وعاطفية لدى كثير من الناطقين والمهتمين بالأمازيغية (رغم أن أغلبهم لا يقرأونه ولا يعرفون استعماله) فإنه لا بأس من استعمال تيفيناغ بجانب الحرف اللاتيني في ترسيم لغتنا الأمازيغية مع التركيز على إسناد الدور الشكلي لتيفيناغ والدور الوظيفي للحرف اللاتيني (في الإدارة والمدرسة) تماشيا مع ظروف المرحلة وظروف الشعب السوسيولغوية. أما التصلب والتشبث بالرمزيات الدوغمائية بدلا عن الحلول العملية الواقعية فلن يساعد الأمازيغية في شيء ولن يفيد الناس في شيء. ونحن قد رأينا الجمود والشلل الذي تقبع فيه الأمازيغية بحرف تيفيناغ منذ 2001 إلى 2017.

 

بسبب الضآلة الشديدة لعدد المغاربة الذين يستطيعون قراءة حرف تيفيناغ فإن الاقتصار على ترسيم الأمازيغية بحرف تيفيناغ فقط يجعل ترسيم الأمازيغية رمزيا شكليا ومراسيميا ويفرغه من وظيفته العملية النافعة للمجتمع. أما ترسيم الأمازيغية بتيفيناغ واللاتيني معا فإنه يجعل الترسيم ذات منفعة وظيفة عملية نافعة للمجتمع لأن النصوص الأمازيغية المكتوبة بالحرف اللاتيني ستكون مقروءة من طرف كل المغاربة المتعلمين (الناطقين بالأمازيغية والدارجة على حد سواء)، بجانب الاحتفاظ برمزية تيفيناغ ووظيفته البصرية.

 

وفي المستقبل المتوسط أو البعيد حينما تستقر وضعية الأمازيغية وتصل إلى بر الأمان وتنجو من الانقراض والتآكل الذي يتهددها حاليا ستتخلى اللغة الأمازيغية عن ازدواجية الحرف تيفيناغ/لاتيني وستتجه الأمازيغية إلى استعمال حرف وحيد للكتابة سيكون تيفيناغ على الأرجح، أو قد يكون اللاتيني.

 

حاليا، في هذه المرحلة الانتقالية التي ستدوم سنوات أو عقودا أو ربما قرنا من الزمن، من حق كل المغاربة أن يتمكنوا فورا من قراءة أي نص أمازيغي مكتوب على أية وثيقة رسمية صادرة عن الدولة. وبما أن غالبية المتعلمين المغاربة يعرفون الحرفين اللاتيني والعربي فقط فإن كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني يصبح شيئا منطقيا، بجانب استعمال رمزية حرف تيفيناغ ونشره تدريجيا في المجتمع. فاللغة الرسمية ليست مجرد زركشات بتيفيناغ على الجدران والأغلفة اللامعة الملونة لا يقرأها أحد وإنما المطلوب منها أيضا هو القيام بوظيفة عملية نافعة للمجتمع – أي: أن تكون اللغة الرسمية قابلة للقراءة فوريا من طرف كل الشعب المتعلم، وأن تكون لها وظيفة عملية نافعة للشعب.

 

من هنا تنبع القيمة الوظيفية والعملية لاستعمال الحرف اللاتيني (بجانب حرف تيفيناغ) في كل وثائق الدولة لكتابة الأمازيغية. فبما أن كل المغاربة المتعلمين يعرفون الحرف اللاتيني وبما أن الحرف اللاتيني يكتب الأمازيغية بدقة أعلى بكثير من الحرف العربي (الذي يعرفه المتعلمون المغاربة أيضا) فإن كتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني لتسهيل قراءتها على المغاربة الآن تصبح من الضرورات الملحة التي يجدر بالدولة أن توليها عناية فائقة.

 

1) أمثلة من بلدان تستخدم عدة لغات في وثائقها الرسمية وعملاتها المالية:

 

هناك عشرات الدول مزدوجة أو متعددة اللغات الرسمية تدمج لغات متعددة في الوثائق الإدارية والنقود وجواز السفر والبطاقة الوطنية، ومن بينها مثلا: سويسرا، بلجيكا، كندا، أيرلندا، جنوب أفريقيا، رواندا.

 

سويسرا لديها 4 لغات رسمية وهي: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، الرومانتش. في العملة المالية الورقية السويسرية (الفرنك السويسري) يتم استعمال لغات سويسرا الأربع دائما، وبنفس حجم الكتابة. وكل الوثائق الرسمية السويسرية الفدرالية رباعية اللغة، وأحيانا خماسية اللغة (بإضافة الإنجليزية). في جواز سفر سويسرا وبطاقة التعريف الوطنية السويسرية نجد خمس لغات مكتوبة بالحرف اللاتيني وبنفس الحجم.

 

بلجيكا لديها 3 لغات رسمية: الهولندية، الفرنسية، الألمانية. وفي جواز السفر البلجيكي نجد أربع لغات وهي: الهولندية، الفرنسية، الألمانية، الإنجليزية. وكل الوثائق الفدرالية الرسمية البلجيكية ثلاثية اللغة: هولندية، فرنسية، ألمانية.

 

وفي العملة الكندية (الدولار الكندي) وجواز السفر الكندي وكل الوثائق الكندية الرسمية الفدرالية نجد لغتين رسميتين وهما: الإنجليزية والفرنسية.

 

وفي جواز السفر الأيرلندي وكل الوثائق الرسمية الأيرلندية نجد اللغتين الرسميتين للبلاد وهما: الأيرلندية (الكلتية) والإنجليزية.

 

وجنوب أفريقيا لديها 11 لغة رسمية. وفي العملة النقدية لجنوب أفريقيا تم إدماج اللغات الرسمية الإحدى عشر بالتناوب على فئات العملة الورقية الوطنية.

 

ودولة رواندا الأفريقية لديها 3 لغات رسمية وهي: Kinyarwanda والإنجليزية والفرنسية. وفي الوثائق الرسمية كجواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية والعملة النقدية والوثائق الإدارية يتم استعمال هذه اللغات الثلاث. والمعروف أن لغة رواندا الوطنية Kinyarwanda مكتوبة بالحرف اللاتيني.

 

وفي دولة صربيا نجد ظاهرة كتابة اللغة الصربية Srpski أو Српски على العملة البنكية (الدينار الصربي) بحرفين جنبا إلى جنب: الحرف السيريلي (الروسي) والحرف اللاتيني. ونجد مثلا على العملة الورقية الصربية عبارة Narodna Banka Srbije وعبارة Народна банка Србије وهما عبارتان متطابقتان تعنيان: بنك صربيا الوطني. ونجد مثلا على ورقة 50 دينارا صربيا العبارتين الصربيتين المتطابقتين: pedeset dinara و педесет динара (خمسون دينارا). والمعروف أن اللغة الصربية مكتوبة في كل مؤسسات صربيا كالمدارس والجامعات والإدارات والإعلام الشعبي التلفزي والورقي بالحرفين السيريلي واللاتيني بطريقة متوازية، حيث يفضل البعض الحرف السيريلي ويفضل البعض الآخر الحرف اللاتيني. ويستعمل الإعلام الحكومي الحرف السيريلي في كتابة الصربية، بينما يفضل إعلام القطاع الخاص كتابة الصربية بالحرف اللاتيني في تلفزاته ومنشوراته. ومواقع الحكومة الإلكترونية الرسمية مزدوجة الحرف دائما سيريلي/لاتيني. والويكيبيديا الصربية مثلا مزدوجة الحرف أيضا سيريلي/لاتيني. واللغة الصربية تدرس لتلاميذ المدارس بالحرفين، حيث يبدأ التلاميذ بالحرف السيريلي ثم ينتقلون إلى الحرف اللاتيني. وفي النهاية يتقن كل التلاميذ كتابة لغتهم الصربية بالحرفين معا.

 

2) النقود والأوراق المالية المغربية بالأمازيغية بتيفيناغ واللاتيني:

 

المقابل الأمازيغي لكلمة "درهم" هو: Adrim. وقد ثبت استعمال كلمة adrim الأمازيغية في كل العالم الأمازيغي منذ القديم من Siwa إلى Sus. ففي منطقة Siwa المصرية الناطقة بالأمازيغية ما زال الناس هناك يطلقون كلمة adrim على "القرص الفضي" المستخدم للزينة. وكلمة idrimen الأمازيغية تعني حاليا "الأموال" أو "الدراهم" أو "النقود الفضية" في معظم لهجات اللغة الأمازيغية في المغرب والجزائر وتونس ليبيا. وكلمة adrim الأمازيغية مستخدمة منذ القديم في المخطوطات الأمازيغية القديمة للدلالة عن معنى "المال" أو "الدرهم" أو "العملة الفضية". ومن بين تلك المخطوطات الأمازيغية التي استخدمت كلمة adrim (وجمعها: idrimen) نجد المخطوطات الأمازيغية السوسية القديمة مثل مخطوط "بحر الدموع" للكاتب السوسي Muḥemmed Awzal المتوفى عام 1749، وأيضا المخطوطات الأمازيغية الزناتية الليبية والتونسية القديمة مثل مخطوط "كتاب البربرية" الذي يعود إلى أزيد من 7 قرون خلت.

 

إذن، سنعبر باللغة الأمازيغية عن فئات العملة المغربية هكذا:

 

الدرهم = Adrim أو: ⴰⴷⵔⵉⵎ

 

الدراهم = idrimen أو: ⵉⴷⵔⵉⵎⴻⵏ

 

نصف درهم = Azyen en wedrim أو ⴰⵣⵢⴻⵏ ⴻⵏ ⵡⴻⴷⵔⵉⵎ

 

درهم واحد = ijen wedrim أو: ⵉⵊⴻⵏ ⵡⴻⴷⵔⵉⵎ

 

وأيضا:

 

درهم واحد = yan wedrim أو: ⵢⴰⵏ ⵡⴻⴷⵔⵉⵎ

 

وأيضا:

 

درهم واحد = yun wedrim أو: ⵢⵓⵏ ⵡⴻⴷⵔⵉⵎ

مجموع المشاهدات: 1185 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | ايمن
ولماذا تستبعدون استعمال الحرف العربي مع العلم ان الكثير من الدول الاسلامية منها باكستان تكتب لغتها بواسطة الحرف العربي لان المغربي الامازيغي مسلم وملزم بقراءة القران للتعبد بتلاوته وبالتالي تكون اكبر شريحة من المغاربة تستطيع قراءة اللغة الامازيغية بيسر وبدون حساسية او التنقيص من مكانة اية لغة وبعيدا عن مركب النقص اتجاه كل شيئ مصدره الغرب
مقبول مرفوض
2
2017/05/28 - 09:36
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة