الرئيسية | أقلام حرة | من الأوبئة الحيوانية إلى الأوبئة المعلوماتية

من الأوبئة الحيوانية إلى الأوبئة المعلوماتية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من الأوبئة الحيوانية إلى الأوبئة المعلوماتية
 

 

الإنسان المعاصر وفن خلق قضايا للاتجار !

 

لعلنا نعيش طفرة تاريخية محمومة بالقضايا المعقدة ؛ تحتضنها بيئة جغرافية ذات طابع فوضوي عارم ، لكن يسودها الجشع والإمعان في الربح السريع ، مهما كانت سبله ووسائله وهي ؛ من المنظور الاقتصادي المالي ؛ إحدى الإفرازات المباشرة لحمى العولمة التي تمكنت من كل مفاصل الاقتصاد العالمي وتوجيه مساراته نحو مزيد من تكديس الثروات والغنى الفاحش في أيادي حفنة قليلة من البشر ، مقابل توسيع جغرافية الفقر على كوكبنا ، وتكريس ثقافة الربح على حساب القيم الإنسانية التي أصابها الضمور ، ولم يعد بمقدورها المواكبة والتعايش في عالم يتحرك فقط بوقود المال !

 

ومن أبرز عناصر ثقافة الجشع هذه وجود قوى مهيمنة على حقول البيولوجيا والتكنولوجيا بجميع تفرعاتها الدقيقة كآليات لضبط إيقاع الإنتاج البيولوجي كالأمراض والأمصال المتحكمة فيها من جهة ، والأوبئة المعلوماتية وكذا الفيروسات المدمرة لها من الجهة الأخرى ، ويكفي ؛ في هذا السياق ؛ استعراض بعض الأوبئة التي احتلت الصدارة في تخوفات الإنسان ، ومن ثم إجباره على اقتناء مليارات الدولارات كأثمنة للأمصال واللقاحات والأنظمة المعلوماتية ، على غرار المسودة الآتية :

 

أوبئة في حقيقتها مخبرية !

 

- مرض أنفلوزا الطيورBird Flu والذي حصد 75 مليون من الأرواح البشرية ، وكلف لقاحات ب1,6 بليون دولار ؛

 

- مرض جنون البقر BSE ؛ كلف أمصالا ب 780 مليون د ؛

 

- مرض التهاب السحايا Meningitis ؛ كلف أكثر من 2 بليون د ؛

 

- مرض إبولا Ibola ؛ ناهزت تكاليف مقاوته 1 بليون د ؛

 

- فيروس السيدا Sida(نقص المناعة) ما زالت أمصال مكافحته قيد التجريب ؛

 

- فيروس زيكا Zica...

 

يتضح ؛ من خلال هذه العينة من الأمراض ؛ أن الشركات العالمية المهيمنة على إنتاج الأدوية واللقاحات ، والمدعمة من قبل مؤسسات عابرة للقارات تكبد دول المعمور خسائر ببلايين الدولارات ، جراء اقتنائها لأطنان من الأمصال واللقاحات والأدوية .. للحيلولة دون انتشار عدوى هذه الأوبئة والمستحضرة في دهاليز مختبرات سرية خاصة .

 

الأوبئة المعلوماتية Informatic Virus

 

شهد الجيل الماضي ظهور فيروسات معلوماتية ؛ عطلت بالكاد الحياة التواصلية وشلت حركة العديد من الأنظمة الإلكترونية ؛ يمكن ـ فيما يلي ـ استعراض نماذج أقواها تأثيرا :

 

- فيروس آبي Appy ، ظهر سنة 1999 ؛

 

- فيروس ميليسا Melissa تم القبض على صانعه ؛

 

- فيروس تشرنبيل 1998 ؛ CIH

 

- فيروس مايكل أنجلو Michelangelo di1999 ؛

 

- فيروس أحبك I love you 2000 ؛

 

- فيروس ستوكنيت 2010 ؛

 

وأخيرا واناكري ، WannaCry 2017 ؛ وهو أخطر أنواع الفيروسات المعلوماتية على الإطلاق (الرغبة في البكاء) ، بدأ بمحو 170,000 حاسوب مركزي في أكثر من 180 بلدا ؛ أصيبت بعدوى هذا الفيروس . يشترط صاحبه فدية 750,000 دولار في غضون ثلاثة أيام الأولى وإلا تضاعفت إلى 2 مليار دولار إذا مضت مدة أسبوع دون تسديد ، مقابل فك الشيفرة ، أو إتلاف كامل الملفات المشفرة وفقدان كافة بيانات الحواسيب في دولة معينة !

 

رد الفعل الدولي أو حرب مستعرة على الأبواب

 

في غضون ساعات ؛ وبعد الشلل الإلكتروني الذي ضرب عدة أنظمة معلوماتية في دول تعتبر رائدة في مجال الإنتاج المعلوماتي ؛ صممت بعض هذه الدول عزمها على الولوج إلى المنافسات الدولية في ميدان مكافحة الأورام الإلكترونية ، وتسويق أنظمة مضادة بمئات المليارات من الدولارات ، وهو ما حذرت منه دول رائدة في حقل القرصنة الإلكترونية كروسيا ، التي اعتبرت مثل هذه المنافسة إيذانا بحرب مستعرة ؛ قد تعمل على تدمير سنة ضوئية من المعلومات والمعطيات Data ، فضلا عن شل حركة التواصل المعلوماتي ، وعلى نطاق أوسع من كل التوقعات

مجموع المشاهدات: 942 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة