الرئيسية | أقلام حرة | الهوية الاسلامية و تأثيرها على الحضارات الانسانية

الهوية الاسلامية و تأثيرها على الحضارات الانسانية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الهوية الاسلامية و تأثيرها على الحضارات الانسانية
 

 

من الخلط الفكري المرتبط بالتعصب العرقي و القومي محاولة اختزال الإسلام و جعله على مقاس هوية أو ثقافة أو سياسة معينة ، فالإسلام رسالة عالمية و هوية إنسانية ، فأينما حل الإسلام واعتنق - بضم التاء - بالإقناع من طرف مجتمع ما ، إلا و أثر الإسلام في هذا المجتمع تأثيرا كبيرا ، عقيدة و أخلاقا و معاملات .

إن هوية و ثقافة عرب شبه الجزيرة العربية في الجاهلية ليست نفسها بعد الإسلام ، حيث غير الإسلام العادات و التقاليد التي تتعارض مع الفطرة الإنسانية و القيم الأخلاقية ، كنبذ الوثنية و تحريم العبودية و الإستعباد و طرق الزواج و الطلاق و الإرث ، و غير ذلك مما يتعلق بالعلافات الإنسانية و الإجتماعية و الحياة اليومية للمجتمع العربي آنذاك ، وسن قوانين تنظيمية اجتماعية و اقتصادية و قضائية محل نظم عرفية كانت سائدة بشبه الجزيرة العربية ، باستثناء عادات مرتبطة بقيم أخلاقية ، ثم انتقلت هذه الثقافة و الهوية الإسلامية إلى خارج المجتمع العربي القديم ، حيث حلت محل ثقافات و هويات مجتمعات اعتنقت الإسلام ، و دابت حضارتها العملاقة في الهوية و الثقافة الإسلامية ، كالحضارة المصرية رغم تمسيحها في بداية نهايتها من طرف الرومان ، و حضارة الرافدين ( دجلة و الفرات ) وغيرها ، ولازالت المجتمعات المعتنفة للإسلام تتأثر مع الزمن بالهوية الإسلامية العامة ، و ذلك حسب استيعابها التدريجي للإسلام في إطاره التعايشي التسامحي الخالي من الأساطير و الخرافة و الإستغلال السياسي ، كما أنه من الإجحاف معاداة الإسلام بسبب ما ألصق به من تشدد و إرهاب وتباين مذهبي ، و من غير المنصف معاداة الإسلام بسبب التعصب العرقي ضد كل ما هو عربي ، فالإسلام هوية إنسانية عالمية مستقبلية ، هوية الفطرة التي تستوعب جميع الأعراق و الأجناس على أساس المساواة و العدل و حقوق الإنسان و التكافل الإجتماعي و ضمان حق الإختلاف

مجموع المشاهدات: 2262 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة