الرئيسية | أقلام حرة | المحمدية.. مدينة "الزهور" التي تتحول إلى ذباب !

المحمدية.. مدينة "الزهور" التي تتحول إلى ذباب !

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المحمدية.. مدينة "الزهور" التي تتحول إلى ذباب !
 

 

حسب نظرية التطور، يشهد الكائن الحي تغيرات وظيفية حسب المؤثرات البيئية، يتبدل نسبيا لكنه يظل ضمن نوعه. في مدينة المحمدية، صدق أو لا تصدق، يتغير الكائن الحي بشكل غرائبي لينتقل من صنف إلى صنف آخر ! من النباتات للحشرات : الزهرة تتطور لذبابة ! مدينة المحمدية، المدينة المشهورة ب"مدينة الزهور"، ولا يتعلق الأمر فقط بنظافتها ويُنوع الأزهار بمختلف ألوانها وأشكالها في أي بقعة، بل لدرجة تميزها بتنظيم مهرجان سنوي خاص بالأزهار : تباع فيه وتُعرض على مدى أيام الورود بمختلف أشكالها. طبعا لو جاء أحدهم لهذه المدينة حاليا، سيسخر مني ! لن يجد زهرة واحدة. لماذا ؟ لأن هذه الأزهار تحولت نتيجة المداخلات البيئية، لذباب ! صار الذباب يعم كل مكان، بالبيت، بالشارع، بالمقهى، بالعمل... لدرجة أن الواحد يصبح كالمختل وهو يحرك يديه باستمرار لطردها. ما الذي ساهم في هذه الطفرة التطورية الأسطورية التي لم يسبق لعلم الأحياء التطوي أن شهدها ؟ بكلمة واحدة "الأزبال". انتشار الأزبال بكل مكان، وفر وسطا بيئيا ملائما لتكاثر وانتشار الذباب. وصل الأمر لدرجة أن أحد معارفي أخبرني أنه مضغ ذبابة كانت مدفونة بقطعة من حلوى عيد الميلاد، كان سيء الحظ لدرجة أن موقع الكريما الذي يلف الذبابة اختار فمه ! موقف مثير للاشمئزاز، لا بل المدينة بشوارعها ومرافقها صارت مثيرة للاشمئزاز. يلقي المواطنون باللوم على تغافل المسؤولين وكسل شركات النظافة، وترد الجهات المسؤولة بالمقابل بكون المواطن لا يحترم المعايير الاجتماعية ويلقي بالأزبال في كل مكان وحتى خارج الحاويات المخصصة للنظافة - هذه الحاويات المنقرضة أصلا، والمعطوبة والمنسية، إن توفرت فواحدة لثلاث أحياء بنفس الوقت !

بعيدا عن تأثير البيئة في تطور الكائن الحي، إنسانيا نوعية البيئة تؤثر بشكل كبير في نفسية الإنسان.. فبيئة مليئة بالأزبال، ستنتج لنا أطفال "مزبلين" ! فاليوم لا يزال هناك جمعيات وفعاليات ومواطنون وحملات للتحسيس بالنظافة وحث السلطات على تحمل مسؤوليتها في القضية والتدخل بالقضاء على ظاهرة انتشار الأزبال؛ لكن مع استمرار هكذا جو قد يكبر أطفالنا متوافقين ومتلائمين مع الذباب وبيئته العفنة، فلا تحرك مشاهد الأزبال المتراكمة شيئا في نفسياتهم، ساعتها لن تقتصر القاذورات على الشارع، بل ستمتد لكل المجالات الاجتماعية من التعليم للفن، والمحصلة مجتمع عقيم لا يطارد فيه الفرد سوى الذباب.

مجموع المشاهدات: 1237 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة