الرئيسية | أقلام حرة | حراك الريف لم يكن سلبيا فحسب بل فرصة للتنمية وتصحيح الاٍعوجاجات

حراك الريف لم يكن سلبيا فحسب بل فرصة للتنمية وتصحيح الاٍعوجاجات

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حراك الريف لم يكن سلبيا فحسب بل فرصة للتنمية وتصحيح الاٍعوجاجات
 

 

لم يكن ولن يكن حراك الريف الذي اٍنطلقت أولى شراراته من الحسيمة حدثا سلبيا فقط كما قد يعتبره الكثير بل أصبح مفعما بما لا يعد ولا يحصى من الاٍيجابيات التي بفضلها ستشهد المنطقة تحولا مهما وعبره كذالك سيتم اٍعادة النظر في اٍستراتيجيات الدولة في التعامل مع السياسات العمومية وفرض الرقابة اللازمة على المسؤولين المحليين والجهويين والمركزيين لتحمل واجباتهم اٍزاء المواطنيين لاسيما كلما تعلق الأمر بتعطيل وتماطل تنزيل المشاريع الملكية على أرض الواقع ..ولم يكن موت المرحوم محسن فكري اٍلا ضوء أحمرا من أجل الوقوف والتوقف لتفاذي الخطر المقبل الذي قد ينفجر ويخلف ما لا تحمد عقباه أو ليتم اٍستدراك الموقف كما نرجوا أنه يحصل حاليا ..

 

الحراك الشعبي بالحسيمة وبغض النظر عما قد يعتبره البعض الهفوات التي سقط فيها المحتجيين والتي أثرت سلبا في عمق الدولة بسبب غياب الراية الوطنية والشعارات القوية الماسة لأعلى السلط والمؤسسات الوطنية وهو أمر يراه كل طرف حسب موقعه وفهمه للحدث والتاريخ في غياب الطرف التالث المتمثل بالوجهاء والمتقفين والمؤرخين والعلماء الذين لزموا الصمت البغيض والحياد المقيت مما كان قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في المحضور وجر البلاد لمتاهات لن تنهض منها أبدا لقد كان للحدث اٍذا صدى في كل مكان واٍهتماما في أصقاع العالم نظرا لاٍختلاف أهذاف كل واحد وجهة بين مساند للحقوق الاٍجتماعية والاٍقتصادية ومطالب لأمور سياسية مغلفة بغيرها ومنتظر للفتنة الحقيقية كي يبحث له عن مكان في المعمعة خذمة لأجندات عدائية للمغرب ووحدته ..ولكن يبقى المهم هو أن الأمور مرت بسلام في اٍنتظار فك طلاسم المعتقلين واٍعتناق كل المغاربة لحرياتهم المشروعة بعد التحري والتحقيق والمحاكمات التي ينتظرها الجميع أن تكون منصفة ورحيمة وفي اٍطار المصالحة الوطنية والعفو الذي دأبه المغاربة لاسيما من ملكهم ..

 

بمجرد هدوء الحراك الشعبي بالحسيمة وحتى في أثناءه تحرك الجميع من مسؤولين سياسيين ومؤسسات الدولة بحثا عن المشكل وتشكلت خلايا نحل في كل قطاع بعد أوامر وتعليمات ملكية بالطبع واٍلى حدود الساعة فالكل على قدم وساق لتوفير شروط العيش الكريم للمواطن بالمنطقة وتسهيل خذمات الاٍدارة وقد تمكن العديد من أبناء الحسيمة بالخصوص من التوظيف بسهولة تامة بعد تكوينات في القضاء والتعليم بالخصوص ولأول مرة كانت المباراة اٍقليمية وجهوية عممت على اٍثر ذالك وطنيا كما توالت الاٍجتماعات الوزارية برئاسة الملك وعينت لجنة المتابعة والتقصي من المجلس الأعلى للحسابات برئاسة السيد جطو لوضع الأصبع على الأسباب والمسببين في تدهور الأوضاع بالمنطقة على خلفيات تعطيل المشاريع وبرامج منارة المتوسط مما أعطى ذالك اٍشارة لكل المسؤولين بمناطق أخرى قصد توخي الحذر الممكن في تطبيق السياسات العمومية والمشاريع وبرامج الدولة لاسيما المشيرة اٍليها من طرف الملك ..

 

هذا من جهة ومن جهة أخرى كان لحراك الريف سببا في اٍعادة النظر في السياسة الجهوية ومناسبة لتأكيد مدى أهمية تنزيل الجهوية الموسعة حتى يتسنى لجهات المملكة تدبير نفسها بنفسها وتخويلها حيزا مناسبا من التخطيط والتدبير والتطبيق لبرامجها ومخططاتها .كما كان للحدث أيضا دورا كبيرا في مراجعة العلاقة بين الدولة المغربية والريف أو بين المخزن والريف لأن ماحدث يأتي ليؤكد بأن الأمور لاتزال متوثرة جدا وهي نيران متوقدة تحت الرماد وأن المشكل بنيوي وتاريخي يجب على العقلاء التدخل لاٍزالة اللبس وتصحيح ما يجب تصحيحه والاٍعتراف بما يجب الاٍعتراف به وبناء مغرب موحد جديد تحت راية واحدة وملك واحد وأمة واحدة يطمئن لها الجميع ويفنى من أجلها كل المغاربة بعيدا عن أي تمييز ولا فوارق مجالية ولا اٍقتصادية ولا اٍجتماعية ولا شعبوية ولا شوفينية ويتحمل الجميع دوره...

مجموع المشاهدات: 958 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة