الرئيسية | أقلام حرة | لماذا نتثاقل في الالتحاق بمقرات عملنا....؟

لماذا نتثاقل في الالتحاق بمقرات عملنا....؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
لماذا نتثاقل في الالتحاق بمقرات عملنا....؟
 

 

بحث عينة من العاملين

 

في تقصي لدواعي وأسباب تثاقل بعض العاملين في الالتحاق بمقرات عملهم ؛ استهدف عينة ممثلة لمجموعة من العاملين في قطاعات مختلفة : موظفين ومهنيين وحرفيين ومياومين ومتعاقدين ، تضمنت استمارة البحث أسئلة مركزية ؛ تنتهي بتساؤلين رئيسين : " ما إذا كان يحب عمله .." ودواعي الإخلاص فيه أو النفور منه . وقد أفضى البحث ـ على علاته وقصر أمده ـ إلى نتائج تؤكدها باستمرار الملاحظة الأمبريقية ، ونعاينها دوما في حياتنا اليومية . وقد جاءت النسب المائوية وفقا للمؤشرات التالية :

 

- 85% من مجتمع البحث يجدون قيودا تنفرهم من الإقبال على مقرات عملهم ؛

 

- %90 لا يجدون محفزات لحب عملهم ؛

 

- %75 يتوقون دوما إلى مواقيت الانصراف عن العمل ؛

 

- %100 لا يتواجدون في مقرات عملهم أيام الجمع قبل وبعد الظهيرة ( بدعوى صلاة الجمعة ) ؛

 

- %80 يغادرون مقرات عملهم عند الظهيرة ( وقت الغداء ) ولا يعودون ؛

 

- %60 يتوقون إلى العطل والرخص الطبية بموجب قانوني أو بدونه ؛

 

- %95 لا يلتحقون في الأوان بمقرات عملهم ، وتصل في بعض الحالات إلى %97 بداية كل أسبوع صباحا ؛

 

- %15 عبروا عن امتعاضهم من وجود زملاء وزميلات "داخل مقرات العمل" يشْغلونهم بالتوافه من الأمور المزجية للوقت ؛

 

- %30 يروا في الالتحاق بمقراتهم "صيدا" لفرص فتح أسواق والبحث عن صفقات ( الهميزات ) ؛

 

- %3 إلى %5 فقط هم الذين تحدوهم في عملهم الروح الوطنية .

 

مجبرين وليسوا مخيرين

 

بتحليل النتائج العامة يتضح أن معظم المغاربة العاملين والنشيطين تواجههم تحديات كبرى في التوظيف وإيجاد الشغل ؛ أرغمتهم على سلوك اتجاه معين ، بغض الطرف عن مؤهلاتهم العلمية التي يحملونها ، كأن نجد سائق طاكسي حاملا لإجازة .. وحارس أمن بشركة من حملة البكالوريا فما فوق ، وكاتبا بجماعة محلية حاملا للماستر في العلوم الاقتصادية . فهؤلاء يشعرون بالغبن ، وأن "الوطن" لم ينصفهم في منحهم لوظيفة تتوافق مع شواهدهم أو بالأحرى مع جهودهم في التحصيل الجامعي ، مما يخلق لديهم الشعور بالإحباط والكراهية تجاه عملهم فلا يأتونه إلا وهم كسالى .

 

السنة الإدارية تعادل 730 يوما !

 

أزمة التباطؤ الذي تعرفه الإدارة المغربية في تعاطيها مع ملفات وقضايا المواطنين ؛ كانت دائما حديث وانتقادات عديد من الأطراف ؛ على رأسها المؤسسة الملكية في شخص جلالة الملك الذي نبه أكثر من مرة إلى خطورة وتعفن دواليب الإدارة ، ودعا إلى ضرورة القطع مع أساليب تعقيد المساطر وتعطيل مصالح المواطنين أو تكبيلها بجملة من العراقيل وأساليب المماطلة ، حتى إن المواطن المغربي بات مترسخا لديه أن تقويم السنة الإدارية المغربية متفرد في تجاوزه السنة العادية إلى سنتين بفعل التباطؤ والمماطلة والتسويف .. والذي يحول البت في ملف من يوم إلى أسبوع أو بضعة أشهر أو سنة فأكثر إذا كان الأمر متعلقا بتسوية مالية . ولعل أزمة الإدارة المغربية وتماطلها بهذه الصور المشينة خلق لدى الكثيرين إيجاد وسائل بديلة للاستعانة بها على استقضاء حاجياتهم ؛ تتنوع من الزبونية والرشوة إلى استغلال النفوذ .

 

قضية تجهيز مقرات العمل

 

من خلال إطلالة على عينة من مقرات العمل في القطاعين معا تتأكد أن هناك خصاصا حادا وملحوظا في التجهيزات الضرورية ؛ سواء تعلق الأمر بفضاء خاص بالعاملين سيما في أوقات الظهيرة ، كما نصطدم أحيانا بحالات تلاشيها وهشاشتها مما يخلف لدى مستعمليها الشعور بالنفور وانتظار "السراح" .

 

تسجيل الالتحاق عبر البطاقة

 

تم اعتماد هذه الوسيلة بهدف الحد من ظاهرة الغياب أو التأخر الحاصل في الالتحاق بمقرات العمل ، وإن كانت معظم المؤسسات والمرافق التابعة لها لم تتبناها بعد ، لكنها في المقابل ولدت لدى الموظف والعامل عموما الإحباط وازدراء الشغل ، والخوف من

 

المشغّل ؛ الذي طالما ترصد خطواته وأوقات الالتحاق والمغادرة للمقر ، وهذه المشاعر تنعكس سلبا على نشاط وأداء الموظفين والعاملين ، فضلا عن شعور متنام لديهم بأنهم سجناء داخل معسكر يحصي على الدوام أنفاسهم .

مجموع المشاهدات: 910 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة