الرئيسية | أقلام حرة | الجنس يفسر كل شيء

الجنس يفسر كل شيء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الجنس يفسر كل شيء
 

 

حسب إحصائيات نظام "ألكسيا "  المختص في  ترتيب المواقع على صعيد العالم ، و في آخر ما ورد علينا من أرقام السنة الماضية ، فإن المغاربة أصبحوا يحتلون " خمس و خميس في عين العدو " المركز الرابع من حيث عدد الزيارات للمواقع الإباحية على الصعيد العربي بأكثر من 24 ألف زيارة يوميا ، بل و الأدهى من ذلك هو أنهم مختصون حسب نفس الموقع في مشاهدة أفلام القاصرات و الشواد و مشاهير العالم و نجومه .

مع كل هذه الأرقام و غيرها التي تثير الكثير من التساؤلات في نفس المتلقي من ضمنها هل نحن فعلا دولة إسلامية؟؟؟ كما نزعم ، هل نحن نعاني من الكبث الجنسي؟؟؟ هل من تأثير سلبي لهذه الظاهرة على مجتمعنا؟؟ أسئلة كثيرة أخرى تدور في مخيلتي و لا أجد لها جواب شافيا سوى بعض " الحناقز " من أصحاب اللحي الذين يحرمون علينا حياتنا ، و الذين يربطون الموضوع كله بنقص الإيمان في القلوب ، بينما علماء الإجتماع و النفس المنوط بهم دراسة هذه الظاهرة لا أسمع لهم صوت في هذا المجال خوفا من إستفزاز مشاعر بعض " المنافقين " .

إن الجنس عندنا نحن المغاربة يعد من " الطابوهات" السبع التي لا يجب التكلم عنها ، حتى تلك الدعوات الرامية إلى تدريس " الثقافة الجنسية " للمغاربة لم يتم العمل بها فقط لأنها تتعارض مع التوجه الديني ، في وجهة نظر البعض ، بينما تجد قرابة 70% من النساء المغربيات غير راضيات عن أداء أجوازهم في السرير إضافة إلى 40% تعاني من الضعف الجنسي لأزواجهم ، أرقام و أرقام و ليس هناك من يوجه الدفة نحو الطريق الصحيح بشكل علمي ، فقط هناك من يقول بأن هذه الأشياء لا تناقش إلا في الغرف المقفلة و ليس على الرجل و المرأة سوى تطبيق ما يسمعون ( طبعا ذلك الموروث الثقافي المتعفن ) سواء كان خاطئا أو صحيحا ، دون مراعاة بأن الجنس هو المكون الأساسي للحياة و بدونه سوف تفنى البشرية تماما و أن الإنسان لا يجب فقط أن يمارس العملية الجنسية بغرض غريزي كالحيوانات و لكن الحب يجب أن يكون أبرز مكونتها .

حتى تلك الكوارث التي تقع ليلة الأعراس و خصوصا في القرى النائية ، هناك حيث الوعي يغيب تماما عندما تهدم أعراس و تذهب الأرواح لمجرد عدم نزول قطرات الدم ليلة الدخلة ، دون أن يعلم هؤلاء الجهال بان الدم لم يكن يوما دليل عفة و أن هناك أنواع من أغشية البكارة التي لا يلزم أن ينزل معها قطرات الدم ، التي ستشفي غليل رجولته ، هذا دون ان ننسى أصلا الفتيات اللاتي و لدن بدون غشاء أو اللاتي و ضعن في فروجهن اشياء دون علم منهن في مرحلة الصغر ما فضها .

لقد قرأت في إحدى المرات عن همجية أحد المتزوجين حديثا في أحد الاعراس فبدل أن يولج العريس في القبل أولج في الدبر و سبب لزوجته نزيفا حاد كاد أن يوذي بحياتها ، بينما آخر و من كثرة هيجانه ، و السبب ظاهر للعيان ( الكبث نتيجة مشاهدة الأفلام الإيباحية ) ، تسبب لزوجته في مصيبة ، حيث هجم على الفريسة بشكل همجي و عنيف و إفتض بكارتها ، على طريق تلك الأفلام التي عششت في مخيلته ، دون تلين و لا تقديم " شركها " كما يقال بالعامية و سبب لها في عملية جراحية ليلة عرسها و بدل أن تدخل قفص الزوجية كادت أن تخرج من الدنيا بأسرها .

هذا فقط قليل من كثير مما يخفيه المغاربة من كبث جنسي نتيجة عدم ثقافتهم و خوفهم من الفضيحة و " العيب " ، الشيء الذي جعل زوجات إلى يومنا هذا يعشن تحت سقف بيت لا تجمعهم لا محبة و لا هم يحزنون مع أزواجهم ، سوى أداء واجب بل و منهن من يمكن أن تقول بأنها تغتصب من طرف زوجها في كل مرة تمارس معه ، ناهيك عن من تفضل أن لا تنفصل و تبحث لها فقط عن متعة خارج نطاق الزوجية لتلبية نداء القلب و المتعة الحقيقية .

ما يحز في نفسي هو عندما أسمع أنه في بعض الدول  و بدل ما كان الزواج كما هو الشأن عندنا ، فقط مجرد توافق على ممارسة الحياة ، أصبحوا اليوم لا يعطونك الموافقة على إتمام المراسيم إلا بعد تجاوز دورة تكونية في هذا المجال ، تجمع التربية بالثقافة الجنسية و هلم جرة ، حتى لا يلدوا للمجتمع مجموعة من العاهات النفسية و حتى لا تكون عندهم مستويات مخيفة من الكبث و الطلاق .

حقيقة لا يمكن ان نغطي نورها بالغربال ، وهي بلا شك أحد أسباب هذا الكبث ، تقول بأن مستويات البطالة في بلدنا وصلت مؤخرا أرقام خطيرة حيث تجاوزت المليون عاطل ، إضافة إلى أننا كدولة محافظة تمنع العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج بل و تجرمها  ، أنا هنا لا أقول بجوازها حتى لا يقال أنني أحرض على العلمانية و غيرها من شعارات التافهين و لكننا نناقش واقعا معيشا لا مناص منه ، و هو ما يدعون للوقوف مع أنفسنا في لحظة تأمل و نأخذ التوجه الصحيح حتى لا نخرج للوجود من هم أكثر إدمنا على المواقع الجنسية و يكثر الإجرام.....خصوصا و نحن نسير بتناقض كبير ، مجتمع عاري في الشارع يثير الغرائز و من جهة أخرى محافظ في المنازل في تناقض صارخ و غير مفهوم أصلا ، مازلت أتذكر مقولة للمتخصص النفسي سيغموند فريود " الجنس يفسر كل شيء و هو أصل كل المشاكل النفسية " 

مجموع المشاهدات: 1949 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | الا
ال
الفرق بيننا وبين الدول الاجنبية هي اننا نخاف من كل شيىء نخاف من عزوف عن الزواج بالاجبار على الزواج عن طريق تحريم كل شيء كاننا نحن الاله المعبود الذي يخاف على عباده من الانقراض بالمقابل الدول لديها كل التسهيلات العلمية لعيش المتعة اللحضية والراحة النفسية,
مقبول مرفوض
0
2018/02/22 - 08:13
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة