الرئيسية | أقلام حرة | عزوف الدول العربية عن القراءة

عزوف الدول العربية عن القراءة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عزوف الدول العربية عن القراءة
 

 

انطلاقا من قوله تعالى في سورة العلق " اقرأ باسم ربك الذي خلق" الآية 1، وهي السورة الأولى نزولا في القرآن الكريم، توجه خير البرية الى أن يقرأ باسم الله.

 

ومن ثم نجد أن القراءة شيء أساسي في جميع الشعوب وفي جميع الديانات، فبالقراءة يرتقي فكر الإنسان وينمو عقله، وهنا نستحضر مقولة لجون لوك john locke " العقل صفحة بيضاء" ولتنمية هذه الصفحة لابد من القراءة والتعلم واكتساب المعارف عن طريق الخبرة والتجربة، الى جانب ما وجد عليه الانسان من "الفطرة"، وهنا أتساءل حول موقع الشعوب العربية من القراءة والكتابة ؟

 

بالاطلاع على التقارير والاحصاءات المنجزة في هذا السياق، نجد معدلات القراءة في الدول العربية جد منخفضة مقارنة مع حجم هذه المؤشرات في الدول الغربية، ففي تقرير التنمية البشرية لمنظمة اليونسكو عن القراءة في الوطن العربي سنة 2003، كان كل 80 عربياً يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة سنويا وهو رقم مفزع، مع ملاحظة أن هذه الإحصائية محذوف منها قراءة الصحف والمجلات، والكتب الدراسية، وملفات العمل وقراءة التقارير، وقراءة كتب التسلية.

 

بلغة الأرقام كشف "تقرير التنمية الثقافية" الصادر سنة 2011 عن مؤسسة الفكر العربي، عن تدهور نسبة ساعات القراءة عند العرب، مقارنة بالغربيين الذين يقضون ساعات طويلة في القراءة، ففي الوقت الذي يشكل فيه متوسط قراءة الفرد الأوروبي نحو 200 ساعة سنوياً، تتناقص هذه النسبة لدى الفرد العربي إلى 6 دقائق سنوياً.

 

وحتى هذه الاحصاءات لو كانت صحيحة لكنا نسبيا بخير فالأرقام التي تصدر عن دور النشر تشير الى واقع أسوأ. وحسب إحصائية اليونسكو فإن الدول العربية أنتجت 6500 كتاب عام 1991، بالمقارنة مع 102000 كتاب في أمريكا الشمالية، و42000 كتاب في أمريكا اللاتينية والكاريبي. (تقرير التنمية البشرية لعام 2003).

 

ومشهد القراءة ما زال عادة سارية لدى الأجنبي يمكن أن تشهدها في المترو والحافلات والقطارات والمقاهي والحدائق، وحتى في صالات الانتظار والمطارات، لكن قلما تجد منظرا مماثلا في أوطاننا العربية.

 

ولعل ضعف نسبة القراءة لدى الفرد العربي وحسب تصريح خاص أجرته سمية رمضان مع swissinfo.ch ترجع لعدة أسباب، منها ما هو تربوي وما هو اجتماعي ومنها ما يتعلـق بطريقة التعليم، فالمشكلة تكمـن في أسلوب التربية، فالآباء منشغلون بالجـري وراء لـقمة العيش لتوفير حياة كريمة لأبنائهم، وليس لهم وقت لغرس القيم التربوية بشكل عام، وحب القراءة بشكل خاص، كما أن المثقف لا يحظى الآن بالمكانة الاجتماعية اللاّئقة، بل إنها تراجعت لصالح ذوي المال والجاه، فانصرف الشباب عن القراءة والاطلاع.

 

كما أن أسلوب التعليم والدراسة المعمول به في المدارس والجامعات وكافة المؤسسات التعليمة في العالم العربي، يعتمد بشكل أساسي على الحـفظ والتلقين، استعدادا لاجتياز الامتحانات، بغض النظر عن مستوى الفهم والاستيعاب، ومن ثم فإن المتعلم ينسى كل ما حفظه بعد الامتحان، فهو يذاكر ويحفظ من أجل يوم الامتحان فقط ولكي يحصـل على أعلى الدرجات ويلتحق بكليات القمة، وأن الحل يكمـن في "ضرورة إشراك الطالب في العملية التعليمية وأن يتعود على منهج البحث العـلمي وبذل جـهد في البحث عن المعلومات، فضلا عن تدريبه منذ نعومة أظافره على القراءة والاطلاع، حتى تصبح عادة لديه "

 

ولعل ما يمكن أن أختم به أن "أمة اقرأ اليوم بحاجة إلى من يذكرها بأهمية القراءة "

مجموع المشاهدات: 1186 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة