الرئيسية | أقلام حرة | هل أصبح حزب التجمع الوطني للأحرار قاب قوسين او أدنى من الأفول؟

هل أصبح حزب التجمع الوطني للأحرار قاب قوسين او أدنى من الأفول؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل أصبح حزب التجمع الوطني للأحرار قاب قوسين او أدنى من الأفول؟
 

حزب التجمع الوطني للأحرار كانت له مصداقية و كانت له كلمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية لحوالي عقدين ونيف من السنوات وهو من الأحزاب التي نعتت بأحزاب الإدارة الذي تأسس سنة 1978 على يد الأستاذ أحمد عصمان، الرجل المعروف وطنيا ودوليا، والذي كان له وزنه السياسي والاقتصادي، وهو الذي يستمد قوته بحكم مصاهرته مع جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، والملك الداهية والمفكر العبقري، والسياسي والدبلوماسي المحنك الذي أبهر جل قادة العالم، ومنهم من كان يأخذ برأيه و إن لم تخني الذاكرة فقد صرح بهذا رئيس أكبر دولة في العالم من حيث القوة العسكرية و الاقتصادية "الولايات المتحدة الأمريكية" ، و بهذا العطاء كان أحمد عصمان أطال الله في عمره رجل الدولة وينعت بدولة الرئيس لدى معظم الدول التي لها علاقات ثنائية مع المملكة حيث عرف المغرب على عهده نمو اقتصادي لا بأس به سواء لما كان وزيرا أولا أو عند تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة أو كرئيس لمجلس النواب، ولم يسعى إلى منصب وزير أو رئيس حكومة، وهو الرجل الذي كان يحظى بتقدير واحترام جميع الفاعلين السياسيين المغاربة، وبنفس الميزة كان يحظى لدى كبار الساسة والمثقفون في حكومات الدول المتقدمة أو التي هي سائرة في طريق النمو، ولا ننسى أنه عندما كان وزيرا أولا بعثه جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله مصاحبا لمكونات المسيرة الخضراء المظفرة، ولا يسعنا اليوم الحديث عن خصال هذا الرجل ولكن في مناسبة أخرى.

 

أما اليوم، فالوضع السياسي يختلف عن الماضي نظرا لتزايد عدد الأحزاب السياسية ونظرا للتكوين والتجربة السياسية اللتين تنقص المشهد السياسي، ونظرا أيضا لعامل السن الذي لا يتوفر في غالبية السادة رؤساء الأحزاب السياسية الذين تنقصهم التجربة والحنكة والكفاءة السياسية التي تؤسس من خلال مشروع قابل للتنفيذ وفق الحاجيات الملحة للمواطنين والوطن، فغياب إستراتيجية شاملة وواقعية ومعقلنة لا يمكن تنفيذ المشاريع حسب المبالغ المرسومة لها والآجال المحددة لها، حيث أن المتغيرات التي وقعت في العقدين الأخيرين سمحت للأحزاب السياسية ان هي تحملت مسؤولياتها في المشاريع التي تتقدم بها في الحملات الانتخابية حتى تثبت وجودها في المشهد السياسي و إن هي أوفت بتعهداتها إزاء الناخب بصفة خاصة، والمواطن بصفة عامة، مما أصبحت الحكومة شبه غائبة إلا فيما يخص المبادرات الملكية السامية، عندها يلاحظ أن هذه الأحزاب السياسية التي ضمنت لها موقع قدم في الأغلبية قد فشلت بحكم اختلاف المشاريع التي تقدمت بهذه الأحزاب السياسية واصطدمت بالأمر الواقع، فضلا عن الاختلالات و الأخطاء الجسيمة التي تقع من خلال سوء التدبير، وهو الأمر الذي لمسه المواطن بالواقع عندما تم إعفاء وزير من مهامه، وهو منتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، والبقية تأتي من الحزب نفسه وفق الاختلالات التي اقترفها المنتمون إلى هذا الحزب.

 

فعندما نجد رئيس حزب سياسي منبوذ بالحجة والدليل من طرف المواطنين وهم يطالبون برحيله، هل من الممكن أن يجد هذا الحزب من يترشح باسمه في الاستحقاقات المقبلة؟ قطعا قد لا يجد من يتقدم للانتخابات المقبلة باسمه إلا لماما، وبالتالي يأفل نجمه، كما وقع لحزب الاتحاد الدستوري الذي كان يتصدر القوائم الانتخابية، وقبله حزب الاستقلال العريق في المشهد السياسي والذي له جذور تنبث سنويا وهي موروثة أبا عن جد، وكذلك الاتحاد الاشتراكي، وسيتبعهم في المسار حزب العدالة والتنمية إن لم يتدارك الموقف وينحي من صفوفه كل من زاغ عن الطريق وغرد خارج السرب، وهم معروفون لدى مناضلي هذا الحزب الفتي، حيث أن البديل أصبح شبه منعدم لأن المغرب في حاجة إلى الكفاءات والخبرات والمهارات

 

ولم لا حتى إلى حكومة تقنوقراطية مصغرة لا تتعدى 12 وزيرا و 06 كتاب دولة، فالعبرة ليست بكثرة الوزارات وإنما تقاس الخدمات بالنتائج، ويكفينا والحمد لله أن من الله على هذا البلد الطيب أن أسند مهامه إلى ملك عظيم شهم يتمتع بالذكاء الخارق والموهبة الحسنة، و كفاءة عالية في الحكم الرشيد، وتدبير شؤون البلاد والعباد بحكمة ونباهة وتوقعات استباقية ومعالجة الصعاب والتحديات منها، بحكمة ودبلوماسية عالية قل نظيرها لدى حكام العالم، وهو ملك لا تخفى عليه خفية فيما يتعلق بالقضايا الملحة لشعبه الوفي، الذي يحبه ويقدره أكثر من نفسه مصداقا للحديث الشريف "أن جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إني أحبك يا رسول الله، فقال وعددها ثم قال والله إني أحبك يا رسول الله أكثر من نفسي، فقال (ص) الآن صدقت"

 

والمغاربة كافة كبيرهم وصغيرهم يحبون ملكهم محمد السادس أكثر من أنفسهم، قد يمكن أن تأخذ من المغربي أي شيء من خاصياته إلا أن تشير بالسوء إلى مقدساته الوطنية، الوطن ، الملك والراية المغربية، فهم لدى كل مغربي من أقدس المقدسات، وإن كان بعض المشوشين عملوا جاهدين أن نزعوها من بنود الدستور ولكنهم لم يستطيعوا نزعها من قلوب المغاربة كيفما كانت أحوالهم الاجتماعية، فهم على العهد باقون ثابتون حاملين الشعار الخالد، الله، الوطن، الملك، وأعتقد أنهم في انتظار خبر سار يعيد إليهم البسمة والأمل في مستقبل الوطن.

 

أما الأحزاب المرشحة بقوة إلى حل نفسها بنفسها أو من خلال القضاء أو عندما تحل الاستحقاقات المقبلة هي:

 

 

التجمع الوطني للأحرار نظرا لما أخذه عليه المواطنون من اختلالات وتجاوزات وأخطاء جسيمة أدت إلى إعفاء وزير الاقتصاد والمالية، وما أدراك ما وزارة الاقتصاد والمالية، وقد تحدث رجة قوية تعصف بوزراء آخرين من نفس الحزب أو مناضلين كبار مسؤولين اقليميا وجهويا، وفي مقدمة هؤلاء المحتملين وزير مشارك مع الوزير المطرود في نازلة قد تسمى غدرا أو خيانة عظمى، وهي النقطة التي أفاضت الكأس وتسببت في إعفاء وزير المالية إن لم نقل الطرد، وسيتابع وفق الفصل الأول من الباب الأول من دستور 2011 المتعلق بالحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة لأن المحاسبة قد تؤدي بعد التحقيق والتدقيق و التمحيص إلى محاكمة عادلة وإن كانت هذه الإجراءات قد حسم فيها وفق ما جاء في بلاغ الديوان الملكي المتضمن إعفاء السيد محمد بوسعيد، وقد تلتحق أحزاب أخرى بحزب التجمع الوطني للأحرار في الاستحقاقات المقبلة، وبالتالي يعرف المشهد السياسي تغييرا جذريا من أجل إعادة الأمور إلى نصابها والماء إلى مجراه الطبيعي.

مجموع المشاهدات: 940 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة