الرئيسية | أقلام حرة | ذكرى 20 غشت، ثورة الملك والشعب، وهي ثورة ضد الفقر والظلم والتطهير من أجل البناء والإصلاح

ذكرى 20 غشت، ثورة الملك والشعب، وهي ثورة ضد الفقر والظلم والتطهير من أجل البناء والإصلاح

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ذكرى 20 غشت، ثورة الملك والشعب، وهي ثورة ضد الفقر والظلم والتطهير من أجل البناء والإصلاح
 

إن الذكرى الذهبية ال (65) التي نحييها اليوم، هي بمثابة ملحمة وطنية شعبية ملكية دائمة وخالدة، بطلها ملكا مجاهدا ومضحيا بعرشه المجيد، وشعبا مناضلا من أجل استقلال المغرب وعودة ملكه الشرعي محمد الخامس طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

هذه الذكرى تعود بالمغاربة إلى محطة مشرقة مزدهرة في تاريخ المغرب، وهي ذكرى تحيي ملحمة وطنية تجاوز إشعاعها حدود الوطن، ووصل حتى إلى أعماق أصقاع العالم بكل قاراته، فهي تحيي في نفوس المغاربة تاريخا مجيدا في قيم التضحية و الوفاء التي قامت عليها الحركات التحررية بالمغرب الأقصى و إلى جانبه المغرب العربي ودول إفريقيا كاملة من الشمال إلى الجنوب.

 

وهذه الملحمة عمقت الوعي ورسخت الإيمان بوحدة المصير بين المملكة المغربية و أشقاءها، وانتماءه القاري والجغرافي بدأ من الكفاح المشترك من اجل تحقيق الحرية والاستقلال، ومن خلال الحرية والاستقلال بناء الدول ذات المصير المشترك، وعلى أساس احترام سيادة بلدانها ووحدة التراب الوطني.

 

واليوم، وها نحن نحيي هذه الذكرى المجيدة والمغرب عاد إلى بيته الطبيعي، الاتحاد الإفريقي، وهو كعضو فعال في تنفيذ و تنزيل القرارات التي تتخذ وسط هذا الاتحاد والتي تهدف إلى إحلال إفريقيا المكانة اللائقة بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لأن إفريقيا غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، حيث حان الوقت لتعتمد إفريقيا والى جانبها المغرب على نفسيهما دون حاجة إلى مساعدة من أحد، وبهذا العمل التضامني والمتواصل ستحقق التنمية والتقدم المشترك الذي يتطلع إليه كل فرد من المجتمع الإفريقي الذي المغرب جزء لا يتجزأ منه.

 

وبهذه المناسبة التاريخية المجيدة علينا أن نتذكر اجتماع الدار البيضاء الذي وضع الأسس الأولى والركائز الثابتة الصلبة لقيام منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963، ومن هذا المنطلق فاهتمام المغرب بأشقائه في القارة السمراء ليس وليد اليوم بل هو راسخ وعميق منذ تاريخ قديم وسيتواصل بإذن الله هذا التضامن وهذا التعاون في ظل الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حيث أن لجلالته رؤية إستراتيجية مندمجة ذات الأمد البعيد، وهي تؤسس على التفاهم والتوافق والإلهام التي تغذيها البركات التي من الله بها على جلالته في كل خطوة رسم لها خطوطها العريضة إلا وكانت ناجحة ومثمرة، حيث أن لجلالته نصره الله، سياسة تقوم على معرفة دقيقة وعميقة بالواقع الإفريقي، اكتسبها جلالته من خلال الزيارات المتعددة التي قام بها جلالته إلى دول إفريقيا، وهي زيارات لم تكن محدودة في موضوع أو ببرنامج معين، وإنما كانت هذه الزيارات ميدانية واستطلاعية وسياحية، من الصعب أن يقوم بها أي مسؤول دولي، ذلك لأن جلالته يعتبر نفسه في بلده الثاني، في كل دولة أقام فيها في إفريقيا، وحكام وشعوب هذه الدول تشرق عليهم الأيام التي يقضيها جلالته قريبا منهم بحكم أن جلالته ملك المغرب المنتمي إلى هذه القارة وهو أمير المؤمنين.

 

وفعلا تعززت هذه الزيارات بشراكات اقتصادية وسياسية، ورجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وهو ما شكل منعطفا دبلوماسيا هاما في السياسة الخارجية للمغرب بفضل الدبلوماسية والحكامة الجيدة والرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

 

والمغرب أراه اليوم متحمسا إلى وضع خبراته و تجربته المجالية رهن الأشقاء في دول إفريقيا، و هو عمل جد هام سيخدم شعوب القارة وينتفعون منه، وبالتالي التنمية الشاملة، حيث بالمبادئ والقيم والعمل الجماعي ترفع التحديات المتداخلة، ويترسخ الأمن والاستقرار الذي تطلع إليهما الشعوب الإفريقية، وكلهم أمل و إيمان وثيق في أن جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، على يديه الكريمتين ستتحقق كل الآمال والتطلعات لغد أفضل على مستوى كافة الدول الإفريقية، وعلينا نحن المغاربة الأحرار أن نضع دائما بين أعيننا مغزى ومبادئ هذه الذكرى العطرة المجيدة لتربط ماضينا بحاضرنا و بعملنا وسلوكنا اليومي، حتى لا يغيب علينا أننا وجدنا هذا الاستقرار وهذا الأمن وهذا التقدم مجانا، بل بتضحية الآباء والأجداد بالغالي والنفيس لننعم نحن اليوم بما ننعم به من خيرات وحضارة وتقدم، ونحن لا نملك لا آبار بترول ولا غاز، ولا معادن ثمينة، ولكن بالمجهود المتواصل الجبار والمتضامن، مع جلالة الملك سنحقق المستحيل لينعم أبناءنا و أحفادنا في دوام النعمة و الاستقرار الذي من خلاله تتحقق كل متطلبات الحياة اليومية.

 

عموما ذكرى 20 غشت تستيقظ فينا الهمم، نحن جيل ما بعد الاستقلال، وتذكرنا في طلعات الآباء و الأجداد، حتى نراجع أنفسنا، هل نحن عند حسن الظن؟ أو فرطنا في الأمانة.... !

 

 

حفظ الله هذا البلد الأمين وملكه المقدام.

مجموع المشاهدات: 2069 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة