الرئيسية | أقلام حرة | سد المنصور الذهبي...جحيم زاكورة

سد المنصور الذهبي...جحيم زاكورة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
سد المنصور الذهبي...جحيم زاكورة
 

مشكل الماء بزاكورة ليس و ليد الصدفة و ليس المشكل الوحيد فهو مجرد دليل على المشاكل الجمة التي تعاني منها المنطقة هدا السد بالظبط دون غيره....

 

يكاد من المحال ان ينازع شخص درعاوي (درعة تافيلالت) في تدهور أحوال المنطقة و ازدياد معاناة أهلها سنة فسنة, منذ بناء سد المنصور الذهبي بورزازات في اطار سياسة بناء السدود التي نهجتها الدولة المغربية انداك, و التي كان لها اهداف و مخططات لكن ما اضحت عليه المنطقة اليوم يجعلنا نشكك في انها كانت قائمة على دراسات واقعية و دقيقة اكتر مما كانت نتيجة اوامر صادرة أنداك و لا اذل على ذلك الا ما خلفه هدا السد اليوم من انعكاسات خطيرة على المنطقة الموالية له مرورا بزاكورة و الى غاية تاكونيت و على امتداد خطه, فإدا كان الهدف من بناء السدود هو تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و توفير الماء الشروب فإن المنطقة اليوم تتكلم بخلاق ذلك, بحيث لا تنمية ولا ماء شروب بها فكلما ابتعدت عن جبال الاطلس ابتداء من ورزازات الا و انت تكتشف قحطا و جفاف تكاد لا تشهده اي منطقة اخرى بالمغرب, و لكي نعي اهمية هدا الوادي الدي يعتبر اطول واد بالمغرب و الورد الاساس بشكل مباشر للحياة الاقتصادية بالمنطقة, فهو شريان الحياة بالمنطقة فمند بناء السد والمنطقة في تراجع و لا ادل على ذلك من الحياة الخضراء و المتمرة التي كانت تعيشها المنطقة فترة جريان هدا الوادي قبل احداث هدا السد.

 

لقد اثبتت سياسية السدود فشلها و عدم نجاعتها اكتر مما كانت مضيعة لملايين الدراهم الاسمنتية عموما و خصوصا انعكاسها على المنطقة بواحاتها و تجفيف فرشتها المائية, الأمر الدي كان السبب الرئيس في تراجع جودة تمور المنطقة و بالتالي تراجع المورد الرئيس لمعيش السكان و تفقيرهم و الزيادة في ضعف القدرة الشرائية للمواطنين, بحيث كان الاجدر الاهتمام بهذا المورد و تعزيزه و العمل على تطويره لاعتبارات كثيرة ابرزها كونه المورد الوحيد بهذه المناطق و مكسب عيش الساكنة الدرعاوية, فهدا الواد بالخصوص يتميز بخصوصية كبيرة و مهمة للاعتبارات التي ذكرنا فإدا كان من الصعب على الدولة ان تعامل مستثمرا او شركة اجنبية بدون تقديم اغراءات او تخفيضات او ان تطلب و قف المقاطعة من اجل العمال و اسرهم الدين يشتغلون بهده الشركات فإنها و من قبل قطعت رزق الاف الاسر و حرمتهم من مكسب عيشهم بدون ادنى فكرة او اعتبار و لا اهتمام, و فرضت عليهم تحمل تبعات قرار بناء المنصور بفرض الهجرة القسرية عليهم و البحت عن مورد رزق اخر بعيدا عن اسرهم و عن بلدانهم.

 

و تجدر الاشارة الى ان حديثنا على هدا السد ليس اغفالا للأسباب الاخرى الطبيعية للبيئة و انما كون هدا السد هو من عجل الوتيرة و سدد الضربة القاضية للمنطقة, فقد اتببت بعض الدراسات الحديثة لعلماء البيئة بان أكثر من ربع سكان العالم يعانون اليوم من نقص الموارد المائية بسبب التوسع الكبير في بناء السدود, وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 23% من سكان الأرض فقدوا القسم الأكبر من الموارد المائية اللازمة لسقاية الأراضي الزراعية، بعد التوسع الذي شهده العالم في عملية بناء السدود، بينما يستفيد من هذه السدود نسبة أصغر من الناس، الأمر الذي يشكل مؤشرا خطيرا على النظام البيئي في العالم, فكل ما سبق يدل على مدى خطورة هده السدود فالسد موضوعنا قام بحصر المورد المائي على مجال محدد و ساكنة محددة, على حساب أرزاق الألاف من الاسر و السكان, و تسبب في عطشهم و فقرهم و جعل من مشاهد الجفاف و العطش منظرا طبيعيا اعتاد الناس عليه قسرا.

 

و ما زاد الامر تعقيدا و ازم الوضع التدبير الغير الملائم للسد و اختلال فترات اطلاق السد و الغير المنتظمة إلم نقل المنعدمة بدون مراعات لا خصوصية المنطقة و لا حتى حساسية هدا المورد بالنسبة للفلاحة و الفلاحين, و ايضا للطبيعة التي يبست و جفت فرشتها المائية من اجل تحقيق اهداف لا علاقة للصالح العام بها ضاربين بعرض الحائط مصالح الناس و المواطنين فقد اصبح هم كل فلاح هو كما يقال "إمتا يطلق البراج", لقد انعكس نقص المياه بشكل خطير جدا على المطقة على جميع الأصعدة و جميع المجالات, فقد اضحت المناظر الطبيعية المذهلة للمنطقة الممزوجة بعبق الصحراء و خضرة الطبيعة و الواحات تتحول شيئا فشيئا الى مناظر موت و جفاف.

 

لقد ادى هدا الحرمان من هدا المورد المائي من طبيعة الحال الى تراجع الفلاحة بهده المناطق و تراجع مستوى انتاجها و جودتها, بالتالي تخلي الكثير من الفلاحين و ابناء المنطقة على هده الفلاحة التي تعتبر النشاط الاقتصادي الوحيد بالمنطقة, مما جعل ابناء و شباب هده المناطق يهاجرون الى المدن الكبرى من اجل العمل و توفير قوت يومهم تاركين خلفهم اسرا و نساء لا يرون ازواجهم و ابناءهم الا مرة في السنة عند حلول العيد الاضحى.

 

و قد سارع كذلك مشكل زراعة البطيخ الاحمر (الدلاح) من و تيرة تراجع مستوى الفرشة المائية, بزاكورة و كافة المناطق التي يزرع بها نظرا لما يتطلبه هدا المنتوج من كميات مائية هائلة, و قد تعالت الاصوات بضرورة تقنين هذه الزراعة او حتى الحد منها في السنوات السابقة, و لم تجد اذان صاغية فقد تم تحريك الملف قليلا ليذهب الى المجهول كعادة مختلف ملفات هدا البلد.

 

 

و تظل المنطقة تعرف تراجعا متناميا بشكل رهيب ينعكس على كافة المجالات و يعمق ازمة المنطقة و مشاكلها و تظل السلطات عاجزة عن تدبير هدا الملف او ايجاد حلول ناجعة و مناسبة مع استمرار تفاقم الوضعية نحو الأسوء فالاسوء.

مجموع المشاهدات: 4794 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (3 تعليق)

1 | مصطفى
شكر ونصيحة
شكر الله لك على غيرتك على زاكورة والمرجو مراجعة ما تكتبه قبل نشره من جميع النواحي تقبلها مني نصيحة
مقبول مرفوض
1
2018/08/16 - 09:40
2 | جواد
شكرا اخ مجاهد على هذا الجهد الجبار نتمنى من الله العظيم ان يجعل هذة الاسطور التي هي في حق بلادنا متفهمة للمسوؤلين
مقبول مرفوض
0
2018/08/19 - 11:47
3 | عبدالحق
أمنية
كل ما أتمنى هو أن يضرب زلزال المنطقة التي بني عليها السد، فيهدمه و يخلصنا من شره
مقبول مرفوض
0
2019/08/13 - 11:35
المجموع: 3 | عرض: 1 - 3

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة