الرئيسية | أقلام حرة | بالطبع،رجل التعليم مسؤول عن ثقب الأوزون !!

بالطبع،رجل التعليم مسؤول عن ثقب الأوزون !!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بالطبع،رجل التعليم مسؤول عن ثقب الأوزون !!
 

 

   لست أتوقع أن يصدر كلاما ذا دلالات عميقة من السيد رئيس الحكومة المغربي كتوجيه لنا معشر الأساتيذ بتجنب تقبيل التلاميذ حتى لا تمتهن أجسادهم وتنتهك حرماتهم في غفلة عن الجميع.

   وإذا كنت قد انتظرت مدة ليست بالقصيرة أن تدرج إحدى "الأخوات" على حائطها الأزرق شيئا من هذا الكلام بهدف الرد شفاء للغليل على اعتبار أنها من اللجنة المنظمة لمناظرة الصخيرات الوطنية حول حماية الأطفال ، فإنها تباطأت كثيرا أو قل إنها أغفلت هذا الكلام كلية رغم قيمته الكبيرة التي لا تخفى على بال، ليكون الرد في صيغة أخرى أكثر تفصيلا وعمقا.

   أستاذ الفيزياء سابقا، رئيس الحكومة الحالي، كشخصية لها وزنها العمومي بعد انتخابات 25 نونبر، يمكن حمل كلامه ذات يمين وذات شمال، لكني عجزت عن إيجاد مخرج ملائم لشخص الرجل من باب حسن الظن، فأوفق بين الأستاذية/التعليم كأشرف مهنة مر منها وبين رئاسة الحكومة المنصب الحالي الذي منح له فرصة توجيه هذا الخطاب لمن يهمهم الأمر.

   ولكي نفهم ما صرح به الأستاذ عبد الإله بن كيران في فضاء عام وأمام وسائل الإعلام بمختلف تلاوينها لا بد لنا من الرجوع إلى بعض الحيثيات والظروف التي بدونها لا يمكن تفسير كلام الرجل.

    فقد حكى بنفسه ذات مرة أنه مستهدف بشكل كبير من طرف كل من هب وذب في إشارة واضحة إلى وسائل إعلام القطب العمومي وبطلتها وقتئذ "سميرة سيطايل"  مفسرا ذلك في خرجة أخرى بكونه "حائطا قصيرا" حسب الدارج من الكلام.

   وعوض أن يهاجم الأستاذ السابق مصادر العبث الحقيقية بكرامة الأطفال سارع نحو توجيه أصابع الاتهام ضمنيا ممن أشبعوا في الآونة الأخيرة إهانات مادية ومعنوية شتى على اعتبار أنهم "حائط قصير" يصلحون لمسح سيئات وذنوب مختلف المشاكل المجتمعية.

وحتى لا نصنع طواغيتنا بأيدينا عبر تقديس الخطابات الصادرة عن القيادات العمومية، فإنه يتوجب علينا الرد الجميل على كل من سولت له نفسه تخطي الخطوط الحمراء وكيل الاتهامات هنا وهنالك لحاملي مشعل التربية في قضية عدت الثانية بعد قضية وحدتنا الترابية. وهذا حال الديموقراطية التي ننشدها صباح مساء مع دستور يوليوز 2011. فيكون بعدها لزاما على رجلنا تقديم اعتذار مقتضب لمن أساء لهم بكلامه.

   كما لا ننسى أنَ على عاتق مناظرة الصخيرات التي وجهت فيها خطابات للجسم التعليمي، إخراج توصيات للوجود قابلة للتطبيق في مغرب القرن الواحد والعشرين تحمي أطفالنا هنالك بأعالي جبال الأطلس من البرد القارس الذي يتهدد أجسادهم النحيلة لسوء التغذية، وطفل "جامع الفنا" الذي تسترخص قسمات جسمهم بدريهمات قليلة من طرف مرضى ما وراء البحار. وأطفال "البيدوفيليين" الذين لا حول لهم ولا قوة. وأطفال الشوارع وورشات الصناعة، الذين سلبت منهم معاني الطفولة إلى الأبد نتيجة الفقر الذي كاد أن يكون كفرا.

   وحري بالتوصيات أن تتذكر أخطبوط الإعلام الذي يتهدد أطفالنا بعقر ديارنا وتلقينهم مبادئ الشذوذ والإجرام منذ الصغر، وهذا الأصل مصدر الموبقات التي نسمع عنها في أيام الناس هذه.

   أما الجلوس على أريكة مريحة، وبعدها توجيه إصبع الاتهام نحو رجال التعليم صراحة أو ضمنا بأنهم المسؤولون عن كل الموبقات فأمر يتقنه الجميع، لأنهم "الحائط القصير" الذي تمسح به سيئات كل شيء. ولو عقدت مناظرة وطنية كانت أو عالمية حول البيئة ووضعية ثقب الأوزون الحالية لسارع المسؤولون نحو اتهام رجال التعليم قائلين: "بالطبع، الأستاذ هو المسؤول".

 

 

 

مجموع المشاهدات: 1018 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | أستاذ
حياك الله أخي
لا فض فوك أخي الكريم أصبح رجل التعليم الشماعة التي يعلقون عليها فشلهم
مقبول مرفوض
3
2014/04/20 - 08:53
2 | مراد
احسن رد
شكرا يا استاذ علي هذا الرد علي المهرج و البهلوان الذي فشل في تدبير الشان العام،و بعد تحالفه مع العفاريت لم يجد سوي رجال التعليم ليسبهم المهم موعدنا الانتخابات القادمة
مقبول مرفوض
1
2014/04/21 - 08:30
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة