الرئيسية | أقلام حرة | غزة، تتوضأ دما

غزة، تتوضأ دما

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
غزة، تتوضأ دما
 

 

ما يجري من تقتيل أمام أعين الملأ في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني، لابد أن يزعزع قلوب الضمائر الحية، إنها جرائم بشعة ترتكب من طرف العدو الصهيوني الغاصب للأرض والسماء والماء والنبات، وهي جرائم تدخل في حكم الاعتياد لسلوك الصهاينة الذي وصم عبر التاريخ بالغدر والنفاق والمكر والخديعة.

ما يحدث الآن على الأرضمن مآسي إنسانية تعجز مفردات اللغة عن توصيفها في غزة،يدخلنا في دائرة من الإحساس بالحرج والعجز التام عن إمداد العون لشعب أعزل يمطر رصاصا وقنابلا، ويدهس بالدبابات والجرافات، ويقصف بالطائرات، شعب رفض أن يتزحزح عن أرضه أو يتنازل عن حقوقه، شعب حمل رسالة المقاومة بمفرده ليذود عن أراض طاهرة نيابة عن باقي مسلمي المعمورة، عنوانها قدس المجسد الأقصى.

المسلمون سواء بعدوا أو قربوا عن مجريات الأحداث فإن في دواخل نفوسهم شعور وإحساس بالهزيمة، وهم على أعتاب شهر رمضان الكريم وما يحمل من دلالة عميقة للصبر والتضامن، حيث يحرصون على الاجتهاد في أداء الشعائر من صلاة وتعبد واعتكاف، لكن ذلك لا يتجلى أثره في سلوكياتهم للسعي والإسراع بنجدة ونصرة دويهم الذين يقتلون خلال هذه الأيام وهم صائمون ببطون خاوية، لكنهم في الآن نفسه يتملكهم إحساس بالانتصار،فرغم قلتهم وضعفهم وحصارهم فإنهم مستمرون على قيد الحياة، وعاكفون على خط المقاومة للدفاع عن حقوقهم وحقوق المسلمين وكشف عورة المتخاذلين والعملاء من بني الجلدة.

العارفون بالأمور، يدركون أن إسرائيل يصعب عليها القيام بهذه المجازر، إذا لم تتوفر على غطاء دولي وإقليمي، فهي اختارت هذه العملية الإجرامية في وقت تأكدت أن القيادة المصرية العسكرية الجديدة دخلت في صراعات عدائية مع حركة حماس إبان أحداث الثورة المصرية، وأنها تسير معها في نفس الخط والنهج وبالتالي فهي حليف استراتيجي، كما أن الجبهات السورية والعراقية واللبنانية منشغلة بحروبها  وصراعاتها الأهلية والطائفية، فضلا على كون دول الخليج ليست لها القدرة على رد فعل عسكري لأن أساطيل أسلحتها التي تصرف على شرائها بالمليارات تبقي في المستودعات أو لا تجد من له القدرة على تشغيلها واستخدامها، ويبقى تحركها ينحصر في توفير حفنة من الأموال كمساعدات إنسانية لتغطية عجزها عن التدخل بالشكل المفترض الذي يستدعي الكف عن استثمار أموالها في الخارج وفي المشاريع التي تجني من ورائها الشركات المتعددة الجنسية المتحالفة مع الصهاينة أموالا طائلة.

أما الشعوب الإسلامية فأصبح مغلوب على أمرها ونجح الإعلام الدولي في ترويضها، حتى غدت تبتلع طعم عدم التفريق بين المقاومة والإرهاب،فبدأ يتسرب الخوف في صفوفه، وأضحى يدب في نفوسهم الهلع من المجاهرة بنصرة القضية الفلسطينية مخافة إلصاق تهمة دعم الإرهاب ومعادات السامية.

من جهة أخرى، القيادات العربية، لن تخرج عن الصمت والتنديد أو الشجب في العلن، أما في الخفاء فالتطبيع مع الكيان الصهيوني هو العملة السائدة، حتى أنه أصبح من الصعب التمييز عند تحليل الخطاب السياسي للساسة العرب والإسرائليين، حيث أنه غدى خطابا متشابها إلى حد التماهي.

 

ما العمل؟ هذا هو السؤال الذي يجب الإجابة عنه جميعاحقيقة، الذي يستدعي الحث المتواصل على مقاطعة الكيان الصهيوني، ومقاطعة داعميه، والمطالبة بحل جامعة الدول العربية التي ليست سوى هيكل عظمي ميت، وعدم التعويل على السياسيين العرب الذين لا يملكون من أمرهم شيئا ولا يفكرون كما تفكر شعوبهم بل كما تستدعيه مصالحهم.

مجموع المشاهدات: 1233 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة