الرئيسية | أقلام حرة | إعلام التفاهات في مغرب السخافات

إعلام التفاهات في مغرب السخافات

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إعلام التفاهات في مغرب السخافات
 

 

بين الحين وأخيه نطالع ""أخبارا"" لا تغطي سوءةَ مصداقيتها تفاهةُ موضوعاتها، بمعنى لا شفيع لها، أو: "لا زين لا مجي بكري"!! غير أن مثار التأمل هذه المرة، ليست ذات الأخبار، وإنما التعجب ممن ينشرها، سواء الصحفيين كأشخاص طبيعيين، أو المنابر كأشخاص معنويين..

فتارة يتحفونك -الإعلاميون والمنابر- بخبر يزن ذهبا، ويفتح أفقا، ويرفع شأن الأمة والمجتمع... حول رغبة فئة ""عريضة"" من المغاربة في تدريس التربية الجنسية -بالطبع في البيت والمدرسة، فالمنظومة التربوية متكاملة وممتدة-(طبعا مع تقديم دروس تطبيقية، تماما كما روي في ثمانينيات القرن الماضي في ربع من ربوع هذا البلد، عن إحدى أستاذات العلوم الطبيعية(آنذاك) من ذوات الفكر المتنور، حين أرادت أن تبدع في تدريس التوالد عند الإنسان لتلاميذ الباكلوريا، فلم تجد أحسن من جسدها كوسيلة تعليمية توصل المفهوم بصورة عالية الجودة، ما دامت القاعدة التربوية تقول أن مكتسبات المتعلم تكون أكثر ترسخا وأقدر على التمثل والتملك والاستثمار والتوظيف كلما استعمل في اكتسابها أكبر عدد من الحواس..)..

ترى "الفئة" بوجوب تدريس التربية الجنسية كأولوية وطنية آنية ومستعجلة، ومطلب عاجل لتحقيق الأمن القومي، وإدراك التقدم العلمي والتقني والحضاري،وضمان العدالة الاجتماعية والديمقراطية السياسية،وتحصيل النزاهة والشفافية،وإعمال مبادئ المساءلة والمسؤولية،، وأيضا تفاديا لحدوث أمراض الماضي والمستقبل والحاضر المستعصية، كالكبت والكبت فالكبت ثم الكبت، والتي فضلت الشغل الشاغل للمجتمع بعدما رفع جميع التحديات، وفاز في كل المعارك العلمية والتقنية والتعليمية والصحية والبنية التحتية والوسطى والفوقية!!!

إن "بشرة خير" نتائج التربية تلك تظهر عند المتنورين المتحررين في ميدان التحرير، حيث "كليبات" العاريات بالكامل وسط حشود كلاب ضالة وقطعان ذئاب تنهش اللحوم البشرية المتحركة، في مقابل من لا يؤمنون بهذه التربية من المكبوتين المتزمتين في "رابعة" حيث لم تسجل حالة سوء آداب واحدة رغم الازدحام الشديد وطول مدة الاعتصام!!

ومرة يُغيرون عليك بـ "إحصاءات" دقيقة وثقة موثقة، مسلمة لا وشاية فيها، لا يطالها التوظيف ولا يمسها التشكيك ولا ينالها التحريف،،، بأن نسبة محددة من المجتمع تمثل الأغلبية -في الغالب- تريد ""المساواة""،، وطبعا لا يكلفون أنفسهم عناء الإحالة على مرجعيتي المفهوم والمنطلق، ولا تحديد علاقتهما بخلفية مجموعة التعريف!!

وبين هذا وذاك تجدهم يكدّون في أداء رسالتهم السامية بنشر خزعبلات الحياة الشخصية لمن يصنفون "نجوما"، أو ترهات "أخبار السوق" في مواضيعها الدنيئة ومستواها المنحط، أو دون ذلك،، إلى أن نصل أبراج المواسم والعرافات..طبعا مع الحرص على الطقس الثابت، ذي الحضور الحتمي/الإجباري والمعامل الأكبر،، ألا وهو شعيرة تقديم فروض التطبيل والتزمير والتسبيح بحمد القائمين على الشأن، والذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم كي يتسنى فضحه أو نكرانه وانتقاده!!

المشكل أن هذا التشريح هو القاعدة لدى غالبية "المنابر"، وليس جزء من الحياة في توازنهاالطبيعي بين الغث والسمين.. فاليقين أنك -عند تصفح أغلبها- لن تخرج منها بفائدة لنفسك، ولنتتحسس فيها نفعا للمجتمع..

إن مصادرنا الصفراء هاته، -سواء كان الاصفرار كناية عن عصر الجمود في الفكر والفقه الإسلامييْنإبان عصر الانحطاط والتخلف الذي نعاني ويلاته حد اللحظة، عصر الارتداد والانحدار.. أو كان بمعنى "الضحكة الصفراء" الموغلة في النفاق، المذبذبة المواقف، التي لم تعرف بعد هل تنتمي إلى هؤلاء أم إلى هؤلاء..- هذه المصادر تمثل قمة الرجس والدنس والنجس والنخاسة، ذلك أن الأمر لم يعد استثناء أو حالات فردية مرضية شاذة عرفنا، بل ألفنا،"أبطالها" من"عصائد" و"مختارين"...، لا بل تمأسست المسألة وتجذرت و"تأخبطت"،،حتى أنه ليساورك شك أن الجل "باع الماتش"، الجل نخاس، الجل سمسار، الجل متاجر بالعرض والشرف والبلاد والمستقبل.. الجل مرتزق، الجل "عر..." الجل ""صحفيو"" "الكيلو"، و""منابر"" "ديال العبار"!!

فقط من باب التساؤل حول "شرعية" أو "مشروعية" عكس وتوصيف الواقع التي يتسترون بها: هل يجوز، أو يحق لمنبر إعلامي أن ينقل على صفحاته إنسانا يقضي حاجته، بحجة أن هذا واقع بالفعل، أو هذا حرية تعبير؟؟!! هل الإعلام "المواطن" أصبح مجرد مرآة تعكس حتى البعرة، وأمسى فقط صدى يرد حتى الضرطة؟؟ ما هي رسالة الإعلام: هل السمو بالمجتمع أم إغراقه في الحضيض؟؟ وما هي معايير تحقيق نبل العمل الإعلامي والثقافي؟ وهل من مرجعيةلذلك؟ ما هي؟ما هو معيار الصلاح وخامات النشر الصالحة لدى """إعلاميي"" العار" هؤلاء؟! ما هي الفائدة المرجوة والقيمة المضافة مما يقدّمون؟ أم هو العبثعينه؟؟!

فيالجانب الآخر، أليس السوء سائدا، والفساد متمكنا، والاستبداد متحكما، والظلم مستشريا؟؟ لماذا الاكتفاء بالقيام بمهمة شاهد زور، أو -على الأقل- لعب دور الشيطان الأخرس، في انتقائية بغيضة مقيتة؟؟!!! ما هو الأولى،، والأجدى؟؟

الواقع أن هذا الضياع والتخبط هو نتيجة عدم الجرأةعلى تحديد -أو على الأقل الإفصاح عن- الهويةالفكرية والروحية(أما السياسية فلا يمتلكها أحد يقينا ما دام الأمر مجرد ارتزاق في دكاكين موسمية مبطقة)، وعليه، فإن الانفصام "المتنافق" الذي يعيشونه هو حالة "طبيعية"، لا يحسن التعبير عنها إلا شطحات تلك المتحجبات المتنقبات الراقصات في ميادين السيسي!!

ولو أن أصحابنا يسخرون ويهزؤون ويزدرون الموعظة:سؤال بديهي -مع أنه منسي رغم أهميته-،،فقط من باب التأمل، وفي إطار المقابِلات الوجودية،هناك من يعمل في سبيل الله، والآخر(الاتجاه المعاكس)؟؟؟!!!!

 

في كل الأحوال، الجرد والمصير فردي، فلينظر أحدنا إلى من ينسب، وما ينفعه في المحصلة!!

مجموع المشاهدات: 1237 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة