الرئيسية | أقلام حرة | التقدميون في زمن مقاومة المقاومة

التقدميون في زمن مقاومة المقاومة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
التقدميون في زمن مقاومة المقاومة
 

 

كانت المرة الرابعة التي أسمع فيها بشكل مباشر -إضافة إلى الوسائط- تقريعا علقما لحماس في محيط عملي المباشر. لم أجب الأول لتقديري أن الظرف غير مناسب، لم أجب الثاني، لتعبيري أن الأمر لا يستحق، وضحت الأمر للثالث بعجالة وكان تواصلا سريعا سلسا،، أما بالنسبة للرابع فكان الأمر مختلفا جدا، أولا للمنزلة الشخصية المفترضة لصديقنا،حيث نحسبه صديقا عزيزا رزينا رصينا متزنا عاقلا متعقلا، وكذا منزلته الاعتبارية من الناحيتين السياسية والنقابية في إطاريْ أيقونة "الفكر التقدمي" في البلاد وعميده، ثانيا للهجته التي تجاوزت حدود الحدة والقسوة في هكذا ظروف..

بالطبع يقصد صديقنا -شأنه في ذلك شأن الكثير ممن يأبى التمييز- (يقصد) بـ"حماس" المقاومة الفلسطينية في القطاع، ذلك أن الفصائل الفلسطينيةفي غزة كلها على الإطلاق تبنت المقاومة وانخرطت في معاركها ورفضت الخنوع للمقترح المهين، وإن كانت حماس هي عمودها الفقري، لكن لكل فصيل لسانه الذي أبان وبإجماع عن تبني هذه الحالة التي نحن بصددها..

جهة مؤاخذة صديقنا -التي نتجت عنحزنه على أرواح الشهداء والمصابين-كانت هي استفزاز إسرائيل من أجل الدخول في حرب غير متكافئة،وكأن "حماس" -يستطرد صاحبنا- تريد التخلص من "فائض" العنصر البشري الموجود في القطاع المكتظ!!! داعيا إلى عدم الدخول في أعمال مقاومة مسلحة إلا إذا توفرت الأسباب الداخلية ونضجت الظروف الخارجية..بل يجب بدل ذلك الاقتداء <<باللي كيعمل السياسة بحال ياسر عرفات الله يرحمو، ماشي اللي كيعملالتخربيق بحال حماس..واشكيصحاب لهم أن بـ""الجهاد"" غادي ينصرم الله؟؟"الجهاد" راه خصو حتى تكون النية ديالكمزيانة، وتوجد راسك>>!!!

آنذاك تدخلت: أبدأ من حيث انتهيت، ثم أعود لصلب الموضوع: بالله عليك كيف عرفت أن نية القوم ليست صالحة كيما يتم استجلاب نصر العلي القدير؟ أعطيني جهاز القراءة هذا الذي يسبر أغوار مناطق في جسم الإنسان لم يجزم العلم الحديث مكان وجودها بالضبط إلى اليوم، خاصة وأنتم تنكرون على الآخرين ""محاكمة النوايا"" بحجة أن "الإيمان فـ القلب"، مع أنهم حينما يتحدثون، إنما يستنكرون أقوالكم المسموعة وأفعالكم الظاهرة،فيبنون عليها حكما؟!

أعود للموضوع، المغالطة الأولى أن فصائل المقاومة لم تبدأ أبدا بأي تصعيد حتى تتهم بالاتهام العياري الجاهز المسبق، شأن عدوان هذه المرة شأن سابقيه في 2012 و2008/2009، وكذا حرب حزب الله 2006... بل إن المقاومة هي في موقع المدافع الصامد الذي صبر على الاستفزازواستباحة أراضيه وقتل شعبه بدم بارد من طرف المغتصبين/المستوطنين بتشجيع من الدولة الصهيونية التي جن جنونها حين اقترب حصول التوافق بين قطبي الحركات الفلسطينية، حيث خرج العدو إلى الإعلان الفاضح عن تخيير عباس بين حماس وإسرائيل، في سابقة تاريخية أن تتدخل "دولة" ضد توافق فصائل دولة أخرى، ضدا على كل القوانين والأعراف الديبلوماسية!! فكانت الملاحقات الأمنية، واعتقال المنتخبين ذوو الحصانة، وإعادة اعتقال المحررين وفق الاتفاقات المبرمة، والنكوص عن إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى وفق الاتفاقات المذكورة،، هذا فضلا عن خطف المراهق الفلسطيني أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر وحرقه حيا، ودهس فلسطينيين وقتلهما عمدا، ناهيك عن التنكيل بالفلسطينيين في الضفة والداخل عبر الاعتقال والاختطاف والتضييق والحواجز والمنع من الصلاة...

كلهذا الذي ذكر هو حالة ناتجة عن مزاجية إسرائيلية تتغير شدا ولينا حسب الهوى الصهيوني، أما القار فهو الحصار المطبق على أهل غزة برا وبحرا وجوا منذ 2007! هذا الحصار يعدالثابت الوحيد طوال هذه المدة بما احتوته من متغيرات.. إنه الموت البطيء بمعنييه المادي والمعنوي: إعدام الجسد جراء عدم القدرة على السفر من أجل التطبيب، قتل الشخصية جراء عدم القدرة على السفر من أجل الدراسة، الحج، "السياحة"، البحث عن فرص عمل، قضاء الأغراض الشخصية.. إلغاء الحق في الحياة وما تتطلبه من غذاء ودواء وكساء وبناء.. التحكم في صبيب المياه وتوتر التيار...

الأمر لم يكن بدء بالتصعيد يا صديقي من طرف المقاومة قصد إعطاء الصهاينة الفرصة والذريعة، وإنما عين الذريعة ولبها هو هذا الذي يقال!!

ثم إن الضفة التي ""دارت السياسة، ماشي التخربيق"" في أوسلو 1993، قُضمت من مساحتها آلاف الهكتارات عبر تشييد عشرات المستوطنات، ولم يلتزم المحتل بأية حدود، وعندما لم يجارِهم "اللي كان كيدير السياسة ماشي التخربيق، الله يرحمو" سمّموه، ومع ذلك مسارهم "السياسي" لا زال أسير المزاج الصهيوني المخادع، وتماطله واستدراجه ومراوغته وألاعيبه ومناوراته.. فهم سواء مراوحون،في فلكهم يسبحون غاية لحظتنا هذه، اللهم ما كان من بركات التنسيق الأمني والملاحقات الأمنية الصهيونية في كل نقاط "السلطة"، مع حفظ حق المستوطنين المدللين المطلق والمقدّس في العبث والاستباحة.. في حين أن غزة منذ أن خرج منها شارون عام 2005، لم يُنتقص منها شبر واحد!!

من جانب آخر، بحسب رأيك(م) هذا، لا ينبغي لمن احتلت بلده، أو مورس على شعبه الاستبداد، أو حتى اغتصب منه شيء بشكل فردي أن يقاوم!! يعني تجريم الحركات التحررية والثورية ومقاومة الإجرام.. ذلك أن المستعمِر لا يحتل بلدا إلا إذا كان هو الأقوى، والمستبد لا يسوق شعبه إلا لأنه يمتلك السلطة وما تقتضيهمن آليات القوة، والمجرم لا يجرؤ على السلب والغصب إلا بعد إعداده اللوجستيك الذي يمكنه من غلبة ضحاياه.. والحالة هذه يبقى في نظرك(م) الاستكانة والتسليم بالأمر، والخضوع لمعطيات موازين القوى المادية على أرض الواقع،حتى نوفر العوامل الداخلية التي قد نتحكم في إنجازها، وقد تم بالفعل إعداد العدة وفعل الممكن،وانتظار نضج الظروف الجيو-استراتيجية الخارجية التي قد تأتي وقد لا تأتيلأنه لا سلطان لنا عليها(وقالو زمان: اللي عول على مريقة الجيران بات بلا عشا!!)،خصوصا في هذا الانحدار الموجه المتحكم فيه والسقوط الحر للأمة،، تبقى الاستكانة إذن هي التصرف المطلوب والحكمة المرغوبة!!

يتدخل صديقنا ليتهمني بالمغالطات مع أنه لم يثبت واحدة منها، موضحا أنه يستوحي تحليله من التاريخ الحديث، حيث لم يتم تحرر الدول المستعمرة حتى برز المد "الاشتراكي" الذي شكل ظهيرا لقوى التحرر من جهة، وندا للقوى "الامبريالية" من جهة أخرى!!

وبغض النظر عن مضمون النظرية ودقتها من حيث تغطية "المد" لكل بقاع المعمور المستعمر دولة دولة، وحجم الدعم المقدم، ونوعه، فضلا عن عدم تعرضه(صاحبنا) لعلاقة ذلك "المد" بالحركات التحررية وكذا التغييرية في كل بقاع العالم وعلى مدى التاريخ، أقول: بغض النظر عن ذلك كله، سألته عن تقييمه لعمليات الكفاح التي جرت قبل نضج هذا "المد" الذي لم يظهر إلا بعد الثورة البلشفية في حين أن عمليات مقاومة الاستعمار -نتحدث هنا فقط عن موجة الاستعمار الأوربي لإفريقيا وآسيا خلال القرنين الماضيين- ظهرت قبل ذلك بكثير، بل في كثير من الدول دخل الاستعمار إلى الدول المحتلة بعد انتصاره في معارك المقاومة القبلية..بل إن مثار الفخر عبر التاريخ عند كل الأمم، هو تلك الملاحم البطولية التي سطرت استماتة مقاومة فئة ضعيفة ماديا قوية معنويا في مواجهة قوى متغطرسة مدججة ماديا منحطة معنويا!!

المؤسف، وعلى غير المتوقع تماما حسبما تقضي به كل الأدبيات، أن صديقنا قد "جرّم" -وقد دققت معه المصطلح- هذا الكفاح "غير المتكافئ"، تماما كما جرم مقاومة مغتصب الزوجة إذا لم تكن للزوج القدرة اليقينية على مقاومة المغتصب!!(بالمناسبة فقد تحدث فيهذا الموضوع بالضبط زمزمي السيسي، أقصد برهامي)

مقابل ذلك اقترح صديقنا حلا مثاليا، وهو الاعتراف بالدولة اللقيطة.بل أكثر من ذلك فقد أعطاها الحق في الوجود، تارة بمبرر أن القوم ليس لهم دولة(مع التأكيد أنه ضد "الدولة الدينية" -بالنسبة للمسلمين طبعا-!!)،متناسيا تعايش كل أهل الديانات واندماجهم في البلدان التي يعيشون على أرضها، وتارة لأن أجدادهم كانت لهم هناك ممالك أيام المسيح،وأن المسلمين هم من طردوهم!!!

بغض النظر(مرة أخرى) عن عدم دقة المعطيات المدلى بها، ذلك أنه إبان ظهور المسيح عليه السلام كانت تحكم المنطقة الامبراطورية الرومانية، وأن اليهود -كما هو حال المسيحيين- لم يطردوا من بلاد الشام إطلاقا،، أقول: بغض النظر عن هذه المضامين، فإن المقاربة هذه تطرح سؤالا: إذا كانت قرائن التملك تصل جذورها إلى ذلك الزمن السحيق، فمن الأولى محاسبة مستوطني الأمريكيتين وأستراليا ونيوزيلاندا... الذين أسسوا دولهم على أنقاض من أبقوا من السكان الأصليين، وقد كان هذا أمس البارحة في معلم تاريخ البشرية!! أو لنكن راديكاليين أكثر ونعود إلى جذور السكان الأصليين لكل حي فنخرج منه غيرهم!! وهذا طبعا ضرب من المحال، وإنما أُتي به للتدليل على إفلاس التغني بهذه الأسطوانة المشروخة..

أمر هذه الدويلة اللقيطة شيء مختلف تماما. فنظرا لمكر اليهود عبر التاريخ ونقضهم العهود وعدم قدرتهم ولا رغبتهم في الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه أو الوفاء له، وانخراطهم بالمقابل في المؤامرات التي حاكوها خلال تاريخهم الأسود الطويل،، وما ترتب عن ذلك من نبذهم من طرف كل المجتمعات التي عايشوها... كل هذا من جهة، ونظرا لنجاحهم في استثمار "مظلومياتهم" في أوربا، وتلاقي مصالحهم في ذلك مع مصالح "ظلاّمهم" الغربيين إبان إعادة رسم خريطة العالم السياسية خلال القرنين الماضيين، حيث أرادوا أن يضربوا عصافير بيهودي واحد: "يكفروا عن ذنوبهم بحق اليهود"، ويدقون مسمارا لـ"جحا الغربي" في قلب منزل المشروع الحضاري المنافس، والذي يعاني أضعف مراحله، ونظرا لقوة الرأسمال اليهودي،، نظرا لهذا كله ولغيره مما قد لا تكون تمت الإشارة إليه، فقد تم إنشاء هذه "الدولة" كدولة وحيدة تم تأسيسها بقرار "أممي" قبل "تأسيس" شعب تائه ولمّ شعثه من الشتات ما بين يهود المغرب الأقصى ويهود اليمن ويهود أكرانيا مرورا بيهود الدونما ويهود الفلاشا..

"دولة" تم تأسيسها ضدا على كل مسارات التطور الحضاري لبنود القوانين الدستورية التي توجت الدولةَ كهيكل منظَّم ومنظِّملحياة جماعة بشرية كائنة تعيش في تاريخ معين داخل جغرافيا معينة. إنها التنظيم المجتمعي الناظم لتعايش وتعامل أفرادٍ موجودين قبلا.

"دولة" تأسست بناء على وعد أعطى بموجبه من لا يملك لمن لا يستحق، رُسّم "خلقها" بقرار "دولي" لم ينفَّذ للهيأة المصْدرة غيرَه من عشرات القرارات التي صدرت بعده قد تقيد بعض جوانبه، كما مُنعت الهيأة من إصدار أو تنفيذ أية قرارات أخرى قد تمس مصلحة اللقيط المدلل عبر استخدام فخر إنتاج ديمقراطية وعدالة حضارة الغالب: "الفيتو"!!!

إنها الدولة الوحيدة التي تم إيجادها بالقوة قبل وجودها بالفعل،،الوحيدة التي تم إيجاد هياكلها قبل وجود شعبها!!

بعد تباكي صديقنا على ضحايا القتل السريع المباشر بواسطة القصف، وتحميله المسؤولية لحماس نظرا "لبدئها" مواجهة غير متكافئة،وصل صديقنا لمرحلة التقييم ودراسة الجدوى، فأطلق على مقذوفات المقاومة "الصواريخ ديال العاشور أو ديالالقشاوش"، وسفه إنجازاتها النوعية على صعيد سابقة تسلل الكومندو البحري، واختراق البث التلفزي، وشبكة الاتصالات، والمواقع الإلكترونية،وعمليات "الإصعاد" من خلف صفوف العدو، وإطلاق طائرة دون طيار، واستهداف طائرات هجومية... كل هذا بإمكانات محلية ذاتية تكاد تساوي صفر في سلم إمكانات التقنية العلمية الحالية..فتحدث متسائلا بكثير من التهكم والاستهزاء والسخرية والازدراء: <<وشنو دارو؟ زعما قضاو على إسرائيل؟!>>

في معرض الرد تمت الإشارة إلى أن حروب إسرائيل الحديثة كلها متطابقة ونمطيةتحكمها قاعدة واحدة ثابتة: المبادرة الأحادية الجانب في العدوان بذرائع واهية وبسقف أهداف خيالي،،ومع مرور الأيام وثبات المقاومة، يبدأ سقف الأهداف المعلن في الانحدار، ويبدأ معه "تلويك" الخطاب،والتحكم في صبيب المتاح للإعلام من الخسائر، وتضخيم المنجزات،،قصد تهييئ الرأي العام للقبول ببنود اتفاق وقف إطلاق النار التي تتضمن بالضرورة مقتضيات تتناقض مع أهداف العدوان المعلنة وذرائعه المتخذة، وهذا ينطبق تماما على حروب 2006 و2008/2009 و2012.. والأهمأنه(وقف إطلاق النار) مطلبها الملح في العدوان الحالي،حيث لم توافق على "المبادرة" المقترحة فصائل المقاومة!! فإذا لم يكن إيلاما فلمَ الاستجداء إذن، ولمَ تداعي المنتظم المنافق وتناديه لإنقاذ "الحليف/الحلّوف"؟!!

عند الحديث عن المقارنة، اعترض صديقنا بشدة على إقحام حزب الله فيها، بحجة أنه لا مجال لهكذامقارنة، ما دام الحزب مسنودا بقوى إقليمية على رأسها سوريا وإيران، إضافة إلى إمكاناته الذاتية غير القابلة للإهمال أو التجاهل..وهذا وإن كان صحيحا، إلا أن صاحبنا يتناسى أن نفس النتائج بالضبط هي المترتبة في النهاية في كل هذه الحروب: شهداء وإصابات وخراب ودمار،،ولكن دون تحقيق أي هدف معلن!!

إن المقاومة في التاريخ المعاصر قد أبدعت فرض معادلات جديدة في الردع: توازن الرعب، والحقوق مقابل الأمان، والضعيف إذا لم ينهزم فقد انتصر، في حين أن القوي إذا لم ينتصر فقد انهزم..

في سياق آخر متصل، قد يكون من الطريف الإشارة إلى بعض نوادر الفتح الرباني على صديقنا، حيث أنه عارض فتح المعابر حتى لا يهرب الفلسطينيون من أراضيهم!! متناسيا سنين إمكانية -بل تشجيع- الخروج أيام حكم الاحتلال المباشر، وأيضا "حركة الهجرة العكسية" التي حدثت إبان فتح المعبر دون قيود أيام حكم الرئيس المصري محمد مرسي!!

دائما في إطار المستملحات، وفي موضوع غير ذي صلة، فقد قدم لي صديقي -في خضم النقاش- كتابا لـ "بوهندي" عنوانه: "أكثر أبو هريرة" كي أقرأه.. وجه الدعابة في الحادثة أن الكتاب هذا يفترض أن يقرأه نوعان من القراء: إما باحث أو مستشرق أجنبي ناقم على الإسلام يبحث جاهدا لعله يجد تناقضا فيه يفضح سوأته، أو باحث مسلم متخصص قد أحاط بنصيب وافر من علوم دينه، فحط به الرحال عند هذا الكتاب في إطار الترف المعرفي أو النقد العلمي.. الأكيد أن صديقنا لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، وبالتالي حقيقة لا أستسيغ قراءة كتاب في أقصى ركن المكتبة لمن لم يقرأ -بصفته مسلما- أبجديات الكتب الشرعية لمعرفة أركان ما يعرف من الدين بالضرورة، وتأصيل شعائره اليومية أو الموسمية!!

دبْج هذا الحوار لم يكن من منطلق شخصاني ثنائي، ولكن من جهة لأن هذا الموضوع يثار بشكل واسع، مرة بحسن نية ناتجة عن قصور في الفهم والإدراك، أو سوء في التعليلوالتقدير، أو علة في القراءة والاستنتاج،، ومراتبسوء نية مع سبق الإصرار والترصد، نكاية في اتجاه فكري مخالف لم تفلح المقارعة الموضوعية في تحجيمه،، ومن جهة أخرى لأن صديقنا هنا لا يمثل نفسه فقط، وإنما شواهد الواقع توضح أن لسان مقاله يتحدث باسم لسان حال تياره الفكري الذي يقول مثل ما يقول..

إن الإنسان ليصاب بإحباط شديد جراء بعض هذه التصريحات سواء ما تعلق منها بتفسير التاريخ تفسيرا غريبا يتعرض لنزوح الأقوام منذ عهد الأنبياء موسى وعيسى عليهما السلام -طبعا مع تجاهل نزوح سكان الأمريكيتين وأستراليا وغينيا الجديدة قبل البارحة...-، وبالتالي أحقية الصهاينة باستوطان فلسطين، أو ما تعلق بجلد المقاومة والاشتراط عليها وتحقير أعمالها وتسفيه أحلامها.. كل ذلك مجانا ودون داع، اللهم ما كان من معارضة راديكالية استئصالية للفكر المنافح!!فحقيقةًالموقف سببه مبدئي، بحيث لو كان غير الإسلاميين هم من يتربعون على هرم فصائل المقاومة، لكان الموقف غير هذا بتاتا، حيث كانت المقاومة لتُبارَك وتُنصَر، بل ويتم تبنيها والافتخار بالانتماء -ولو العاطفي- إليها، بل وادعاء ذلك...

إن المرء ليتساءل:أليس غريبا توافقُ هذه المواقف مع مواقف كل الأعداء على الإطلاق: إسرائيل، أمريكا، الخليج... الذين يحمّلون المقاومة المسؤولية؟؟ هل هذا موقع مشرّف؟ مع أنه لم يسبق لفاضل محترم أن جرم مقاومة أو اشترط عليها،، فإما أن يساعدها بما يملك ولو كان دعاء وتعاطفا معنويا، أو يصمت..

للأسف هذا المجهود في التدليل كان ينبغي أن يستنزف في اتجاه أعداء الأمة، وليس مع منتسبيها، خاصة ممن ساهموا في حمل المشعل يوما ما، أيام كانت الساحة فارغة إلا منهم!!

 

بعيدا عن المضمون، فقط على مستوى الشكل والسياق والذوق السليم: من باب اللياقة واللباقة والحكمة والكياسة، هل هذا أوان جلد المقاومة وتقريعها؟

مجموع المشاهدات: 972 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة