الرئيسية | أقلام حرة | الفايسبوك و وهم التغيير

الفايسبوك و وهم التغيير

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الفايسبوك و وهم التغيير
 

 

 لسنا من نوع البشر الذي يميل الى الاستغلال الجيد للأشياء لذا نحتاج دائما إلى أن تكون الاشياء التي نستعملها محدودة ..’’

تغير مفهوم التواصل والاتصال مند ظهور شبكات " التواصل "  الاجتماعي خصوصا فيسبوك الذي غير نظرتنا إلى التواصل دون أن نعي بذلك ! قبل الظهور كنا بحاجة إلى البحث عن الآخرين كي نتواصل معهم مباشرة من اجل التعرف على أحوالهم، وإن لم نتمكن من ذلك نسأل عنهم الآخرين .. أما الآن فبمجرد رؤية منشورات أصدقاء (كنا نسأل عنهم أياما مضت) فهذا يعني بالنسبة لنا أنهم بخير..  لم نعد نسأل ولم نعد نتحدث ولم نعد نبالي بالحالة المهم أنهم موجودون خلف حواسبهم أو من خلال هواتفهم .. هكذا أصبح التواصل !!

لم نعد نحس كما كنا سابقا..  أصبحنا نتنازل عن عواطفنا بشكل تلقائي..  تتغير هذه العواطف بتغير محتوى جدران هذه الشبكة البائسة..  نعبر عن أفكارنا وأفكار أصدقائنا وأفكار أعدائنا ونتبنى اللاشيء .. نناقش بجدية وحين نصطدم بالواقع نعيد نفس النقاشات الجافة في محاولة تكرار ما نعيشه خلف الحواسيب .. أصبحنا نعيش ازدواجية في الشخصية..  شخصية تعلقت بالأوهام وشخصية تحاول التشبث بالواقع عن طريق تنزيل تلك الاوهام فيه !

                نقع في أغلب الاحيان في سوء تفاهم ناتج عن تعامل جيد من أحد الاطراف وربما سوء التفاهم ذاك قد يؤدي الى سوء الوضعية وهنا تأثير المواقع الاجتماعية خصوصا الفيسبوك الذي أصابنا بأمراض نفسية تحتاج لطب نفسي لم يتم إحداثه بعد لكون المرض جديد ويحتاج إلى بحث كبير واهتمام أكبر ..

كل من اعتاد الاتكاء على جدران الفيسبوك سوف يلاحظ في نفسه التغيير .. فيسبوك أنتج لنا رواد تغيير فيسبوكيين يجلسون لساعات أمام الحاسوب او يسهون وأعينهم في هواتفهم حتى في الشوارع حتى تأكدت فينا مقولة " لنغير سلوكنا "  جلسات المنازل لم تعد تحلو فكل منا مربوط بحاسوبه أو هاتفه وكبار السن ممن لم يجدوا أنفسهم هناك يظنون أن الشباب يواكب التطور وعصر السرعة فرض أن تزيد الهوة بين الاجيال ..  دور المقاهي أيضا ادركه التغيير فجلسات الاصدقاء ممن يجدون فيها المكان الانسب  للنقاش وجلسات الطبقة المثقفة من أجل تقييم الاوضاع اختفت وأصبحت المقاهي مقاهي انترنت ومقاهي فيسبوك لا تحلو إلا حين يكون الشخص وحده لكي يجد الراحة التامة للانغماس في الوهم والهرب من الواقع ..

فعلا تغيير كبير نعيشه كل يوم .. أعظم التغييرات اليومية في عالمنا التكنولوجي الافتراضي هو تغيير صورة البروفايل على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن الفرح أو الحزن أو التضامن أو حتى على السخط .. وان لم ينتج عنه شيء نلجأ الى تغيير الاسماء ونتبنى اسماء مستعارة تجعل منا أبطالا قوميين وتجدنا نتعاطى لها في تعاملنا اليومي فهذا يسمي نفسه على اسم كاتب وهذا على أسم ممثل وهذا على متمرد ولولا ان آباءنا سمونا على أسماء الانبياء لتبنيناها أيضا !   

هكذا التغيير حاليا وحين نجد أنفسنا في أصعب المواقف نغير الموضوع ونرتاح ..

تطور العالم بأكمله فجرنا معه .. تطورت الدول المتقدمة وجعلت من العلم السبيل الوحيد للتغيير .. فأحدثت ثورة في عالم الاتصال والتواصل ..  ثورة أحدثها أشخاص من أجل تسهيل التواصل والاتصال  لكن لسوء الحظ أبخسنا هذا التواصل وجعلنا منه الوسيلة المثلى لتفريغ جل مكبوتاتنا الحيوانية ..

تواصلنا وعوض أن نغير تغيرنا ..

موجات تغيير تنتابنا جميعا ولا أحد منا فكر يوما هل هو بخير أم يحتاج ايضا إلى تغيير ! .. ما بداخلنا هو اول ما يجب تغييره .. نفاقنا .. أنانيتنا .. تعصبنا .. جهلنا .. عقليتنا .. إطلاقيتنا .. هذا ما يجب تغييره اولا ثم بعد ذلك نغير صور البروفايل والأسماء وحتى المواضيع !

 

 

مجموع المشاهدات: 1311 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة